( بقلم// كريم مهدي سكر )
انا كريم مهدي سكر رجل فقير من اهل الله ، مرت علي تقلبات السياسة في العراق كما مرت على الجميع فاضرست الحصرم وبعت كل ماأملك لكي اكسب قوت اطفالي ، حتى الفراش والملابس ، عملت عتالا وبائع طيور ، وانا احمل جراحي في جسدي المتعب من مقارعة النظام البائد ، لم اخدم في جيشه ، بل مازلت احمل اوسمة من رصاص مقاوتي لحزب البعث الكافر في الانتفاضة الشعبانية المباركة ...وبعد سقوط الصنم استبشرت كالاخرين خيرا وصدمت واحبط كالجميع من جراء السياسات الجديدة والاحزاب الجديدة واستخلفت الله في جراحي وفي فقري وبطالتي واخوتي الذين طوتهم المقابر الجماعية ومازلت ابكيهم ومازالوا ينتظرون شاهد قبر لنشعل على اعتابه البخور او نعطره بماء الورد ليفرحوا كباقي الموتى بزيارة الاحبة والاهل ، ولكني غسلت يدي من كل الاحزاب الجديدة ودعاة الوطنية الجديدة فجلست بين بيتي وبين تقلبي في الاعمال المتعبة لكي اكسب قوت خمسة اشخاص ، مع زوجتي من ذوات الشهداء ، اصحاب التاريخ الحافل بالنضال والجهاد...ولاننا لانمتلك بيتا ،سكنا في بعض البنايات الحكومية ولم نحظى من رعاية الدولة الجديدة سوى شوارعا باسماء شهدائنا ، وياسلام شهدائنا يملكون شوارعنا ونحن لانملك بيتا ...ياسادتي انا رب عائلة فقيرة لايهمني من يكون رئيس الوزراء او الجمهورية او البرلمان ولمن ستكون هذه الوزارة او تلك لاي كيان او كتلة انتخابية ، لاتهمني العناوين ولاالشعارات الدينية او اللبرالية او الديمقراطية كل ما يهمني كيف اكسب قوت عائلتي ، صدقوني لااعرف من سجالاتكم السياسية ومعاركم التي تسمونها انتخابية شيئا ولااوجع راسي بها ، ولايهمني ان يكون العراق فدراليا ام كونفدراليا ام حكومة مركزية ام ماشئتم من المسميات في قاموسكم ، لانني تقيأت من السياسة العراقية وانا مشرف على الخمسين ولااعرف من سيعيل اطفالي من بعدي ..ورغم كل هذه العزلة فلقد خدعتني كياناتكم السياسية ، واولها كيان ما يسمى بالقائمة العراقية في محافظة السماوة ، فلقد استغل ممثلو هذه القائمة باحزابها المؤتلفه ، بداء بالاشتراكية العربية والحزب الشيوعي وتجمع الفرات الاوسط وثم راس القائمة حركة الوفاق الوطني برئاسة اياد علاوي ..استغلوا بطالتي وحاجتي الى العمل انا ومجموعة من اصدقائي فاقبلوا الينا ، وحقننونا بحقنة الاحلام ،بان نعمل لديهم كمراقبين لصناديق الانتخابات ، وان الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة قد خصص لكل منا مائتي دولار امريكي ، فاستبشرنا خيرا واخذوا منا المواثيق والعهود على انتخابهم نحن وعوائلنا ، ففرحنا بالدولارات لانها ستوفر لنا معيشة شهرين على اقل تقدير ...ادخلونا دورة لمعرفة قوانين المفوضية العليا للانتخابات ، وكيف نمنع اي تدخل من قبل مراقبي القوائم الاخرى والتاثير على الناخب ، واستمرت الدورة لمدة ثلاثة ايام ، ثم بدات الانتخابات فاخلصنا في العمل وفتحنا عيوننا جيدا ودخلنا في نزاع مع مراقبي باقي القوائم حتى وصل احيانا هذا الصراع الى المشاجرة والضرب بالايدي ..وكل ذلك لكي تكون المائتي دولار حلالا طيبا مباركا لانهم اقسموا لنا انها من حر مال الدكتور اياد علاوي ..ولكن بعد انتهاء الانتخابات وفوز علاوي بخمسة وعشرون مقعدا ونحن نشاهد في التلفزيون وزمرته يتصارعون على كراسي الوزارات ونحن نراجع زمرته في السماوة وكذلك نراجع الاحزاب المؤتلفة معه على اجورنا ولم نحصل على شيء ماعدا وعود بالانتظار وبعد مشاجرا مع رؤس تلك الكيانات في السماوة قالوا لنا ان الدكتور قرر ان يصرف لكل منا خمسة وسبعون الف دينار عراقي ووجبة غذائية لان السماوة لم تكن وفية له ، فوافقنا وقلنا الامر لله عصفور في اليد خير من عشرة ، ورغم ذلك لم يعطوننا ما وعدونا وبدات المفاوضات من جديد وبعد تهديد ووعيدقالوا لنا ان الدكتور اياد علاوي واحزابه في السماوة خرجوا خسرانين في هذه الصفقة فقرر الدكتور ان يرسل لنا لكل شخص خمسة عشر الف دينار عراقي وعلينا ان نستنجد مرؤتنا وشهامتنا ونوافق فوافقنا وللاسف الشديد تشكل البرلمان وتقاسموا الوزارات وانا وجماعتي لم نقبض اجورنا بينما راينا اصحاب الكيانات لقائمة اياد علاوي قد ازدادوا ثراء ونحن لعقنا الحسيك وصفقنا الراح بالراح واياد علاوي يطل علينا اما بصوره في الملصقات التي مازالت تملاء الشوارع او من خلال شاشة التلفزيون والفضائيات حتى اصبحت اتابعه لعله يعلق على موضوع اجورنا وكلما طلب احد اولادي شيئا اقول له انتظر مكافأة الدكتور ..ولكن الايام مضت ولم يذكرنا الدكتور وانا حرمت من متابعة افلام روتانا سينما وروتانا زمان وافلام الكابوي التي احبها ولكنني خرجت من كل هذا التعب بخفي حنين ، وانا وجماعتي الان في حيرة من امرنا هل نلجاء الى حجارة الشارع كسلاح لنطالب بحقوقنا ولكننا نعرف ان الحكومة ترفض هذا الاسلوب وقد تعتبرنا او تحسبنا على غير جهة ، ولكننا اهتدينا اخيرا الى فكرة وهي اللجوء الى القضاء باقامة دعوى على اياد علاوي وزمرته في السماوة بتهمة النصب والاحتيال ونتجه الى مواقعكم الشريفة لعل علاوي وزمرته يعرفون بطلبنا هذا ويرسلون لنا حقوقنا وكفى الله المؤمنين شر القتال ونقول لهم اخيرا فليحذروا غضب الفقراء...كريم مهدي سكرالعراق - السماوةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha