( بقلم محمود الربيعي )
القسم الاول: تاثير الاحتلال ومواقف الدول الاقليمية المقدمةالناس عادة يخافون الحروب العالمية فوقوع حربين عالميتين في القرن الماضي ادت الى الاقتال الشامل بين الدول وخصوصا الدول العظمى كالمانيا وامريكا وانكلترا وفرنسا وايطاليا وروسيا واليابان وعلى كل بقاع الارض فكان ماكان من الضحايا والدمار الشامل حيث استخدمت الالة العسكرية بشتى صنوفها جوا وبحرا وبرا واستخدمت حتى القنابل النووية.
واصبحت الدول تخاف الحروب النووية لانها وسائل ابادة جماعية فالحرب النووية معناه العصف والاشعاع والحرائق والغبار الذري والموت المحقق بالجملة للانسان والحيوان والنبات في حرب لاتبقي ولاتذر... ويبدو ان الدول الكبرى ايقنت ان من مثل هذه الحروب مضرة بالجميع وتعود مضرتها عليها ايضا لذا فانها على مايبدو قد اختارت الحروب المجزئة حيث تتقدم بالتدريج وتزحف رويدا رويدا وبتعبير اخر دولة فدولة وتصفي حساباتها بطريقة اسهل بدل وجع الراس باستخدام الاسلحة النووية الفتاكة وهكذا فان حربا عالمية غير معلنة جرت في افغانستان وعلى ارض العراق ولبنان وبالتدريج تريد ان تسحق خصومها في حرب طويلة ومحدودة وهذا لايعني بالضرورة اقتصار هذه الحرب على منطقة الشرق الاوسط.قوات الاحتلالان حجم القوات الامريكية التي دخلت افغانستان والعراق ذات حجم كبير قد يناسب حاجة الانتشار لضمان السيطرة وقد يفوق وان مثل هذا الحجم من القوات العسكرية ليس بالامر العادي فقد تعودنا ان طريقة ازاحة الخصوم تاتي عن طريق الانقلابات العسكرية اوبممارسة ضغوط شديدة محرجة لتغيير الخارطة الامنية في المنطقة ولكن الذي نشهده حالة اخرى تمارس فيها هذه القوات خطط ودراسات شاملة لالتها الحربية وتدريب ميداني لجنودها بحيث تتزود بخبرات يهيئها لخوض حروب كبيرة شاملة في المستقبل وفي حالات الطوارئ.ماذا تريد امريكا في العراق!
ان الدور الذي تلعبه امريكا في العراق ذو وجوه متعددة فهي تسعى لحماية امنها وامن حلفائها كما تخطط لتقوية اقتصادها وتغير نمط بعض الانظمة لتكون اكثر انسجاما مع ثقافتها العامة والسياسية وهي جادة في محاربة الخصوم والاعداء بطريقتها الخاصة وبرخص الوعود غير المضمونة لتحقيق اماني شعوب المنطقة التي تعاني من السياسات الدكتاتورية والاتظمة المستبدة.
فمشروع امريكا المرحلي في العراق هو نقل العمليات الارهابية التي تطالها من وسط امريكا واوروبا الى داخل دول المنطقة وبمعنى اخر انها تريد حماية شعوبها من الارهاب بالتخلص من الارهابيين ولذلك فقد وفرت دراسات نفسية ومهدت لحالات انتحار فردية مستهدفة الطالبانيين وبقية الخصوم ... والكل منتبه الى ان عدد الانتحاريين مع اعداد القتلى الابرياء مقابل خسائر الامريكيين ذات بون شاسع وبمقارنة بسيطة نجد ان خسارة امريكا والحلفاء لاتذكر بانسبة لخسائر شعوب منطقة المنطقة ولازالت سياسة فرق تسد هي السائدة عند المحتل لحماية نفسه... اتعجز امريكا وهي الدولة العظمى صاحبة الماكنة الصناعية والحربية وحلفاءها من الدول الصناعية ان تساعد في كشف الجريمة المنظمة التي تستخدم التفجير والسيارات المفخة...( الامريكيون ارادوا 55 شخصا قبضوا على اكثرهم وافرجوا عن 25 منهم قبل محاكمتهم).
امريكا الان تمسك بقبضتها على الملف الامني وتسعى لحماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة ومنها اسرائيل .امريكا لاتريد للعراق جيش قوي وشرطة قوية ولذلك حلت الجيش العراقي وبذلك تكون قد خلقت حالة من الفوضى.لماذا تكون قيادة الامن والجيش بيد قوات الاحتلال؟... ! (امريكا صنعت الارهاب ودخل الارهاب معها). الدول العربيةساد جوالنفاق الاقليمي لدول الجوار في تعاملها مع القيادة الجديدة للعراق بسبب العامل الطائفي والعوامل الاخرى كالتبعية في سياسة الدول العظمى والخوف المزمن من هذه الدول بينما تعتبر الاحتلال بانه المستعمر والعامل الذي يمنعها من التعامل مع القادة الوطنيين المنتخبين الجدد على الرغم من احتفاظ تلك الدول بعلاقات متميزة وستراتيجية مع امريكا وبقية دول التحالف ( الاحتلال) كما توجد قواعد عسكرية على اراضي ومياه تلك الدول وقواعد جوية ايضا وخصوصا في اوقات الازمات. وكلنا يتذكر انها سمحت لتلك الدول بدخول قوات التحالف في الكويت واعانتها ولم تسم تلك القوات بقوات احتلال انذاك، بالاضافة الى وجود حالة تخوف من قبل بعض دول الجوار من امريكا الامر الذي جعل بعضها يشارك في هز الوضع الامني والبعض الاخر يتراخى عنه وبالنتيجة ظهرت حالات تسلل لموجات من الارهابيين تعتبر ثغرات خطيرة ومؤثرة في الوضع الامني الداخلي في العراق.
https://telegram.me/buratha