( عبد الستار عبد الله جاسم )
يعد مصطلح "الأمن" من المصطلحات التي تحمل دلالة حيوية مؤثرة في حياة الفرد والمجتمع, وقد كثر عنها في الآونة الأخيرة وبعد سقوط النظام البائد.
إن الأمن يعني الاطمئنان وهذا المعنى يجب أن يمثل إحساساً عميقاً حقيقياً, وليس إحساساً ظاهراً زائفاً, هذا ما يجب أن يعيه المرء جيداً, لاسيما في المقارنة بين ما قيل وبعد سقوط النظام البعثي المقيت, إذ إن جهاز " الامن" نفسه عند ذلك النظام كان يبث الرعب والذعر والخوف في المجتمع على الرغم من إن التسمية كانت " جهاز الأمن" وكان المواطن لا يأمن في الكلام حتى مع أطفاله فأي امن هذا؟؟ اما المعدومون والمشردون والفارون من جحيم النظام فهم بالملايين, وربما يكون قتل اكثر من مليون عراقي في ايام معدودة بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة ابرز دليل على بطش اداة القتل الصدامية وسوء الاوضاع الامنية. ذلك لان الايمان كان مفقوداً عند تلك العصابة
وهنا يصدق قول الشاعر:اذا الايمان ضاع فلا امان ولا خير فيمن لم يحيى دنياومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا
اما ما نشهده هذه الايام من مفخخات وتفجيرات وتردي الوضع الامني, فهذا كله يهدف إلى قتل الروح والهمة العراقية, وان اعداء الشعب العراقي من بعثيين وتكفيريين وغيرهم يريدون من وراء جرائمهم هذه ان يقول المواطن العراقي " ان الامن ايام صدام افضل" وهذا طعم لا ينبغي للنبيه والواعي ان يبتلعه, والتاريخ هنا يمثل اكبر دليل وهو هنا يعيد نفسه لان اعداء اهل البيت " عليهم السلام" ياخذون على الامام علي (ع) بان عصره لم يكن فيه استقرار بسبب معارك الجمل وصفين والنهروان.." ناسين او متناسين في انه وصي الرسول الاكرم (ص) وخليفته الحقيقي وان كل ما قام به هو من اجل الاسلام.
اذن يجب علينا ان نصبر ونتحد لمواجهة موجة الارهاب والنداء الاخير لاية الله العظمى يجب ان يكون دليل عمل لنا فقد اوصانا سماحته بالوحدة والصبر والوعي والحكمة لحماية امان وطننا وعزته وكرامته ووصوله إلى شاطىء الامان وقد قال الله تعالى " يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
عبد الستار عبد الله جاسم
https://telegram.me/buratha