المقالات

الحلقة الاولى من ملاحم الطف زينب الكبرى نساء خالدات

1157 16:01:00 2008-12-22

( بقلم : محمود الربيعي )

خلف الخطوط الامامية لجماعة الامام الحسين عليه السلام توجد خطوط نسائية مهمة هي خطوط الدفاع التي تستمد قوتها من بركة وجود الامام الحسين عليه السلام وتتبع تخطيطه العام المرتبط بتخطيط الله عز وجل، اذ ليس الحسين عليه السلام رجلا عاديا ليصطحب معه النساء والاطفال، لكنه القدر المرسوم عند ربه كما فعل الرب بابراهيم عليه السلام وهو يرحل زوجته الامراة الصابرة هاجر وابنها الطفل اسماعيل النبي في ظروف صعبة تكاد تنعدم فيها الحياة لولا الحكمة الربانية التي شاءت ان يجري ذلك لامور كثيرة، وهكذا حدث مع نساء الحسين عليه السلام واطفالهن.

لقد رأت زينب عليها السلام من الاحداث ماتنهد لها الجبال عندما دنى الحسين عليه السلام من ربه وعندما لقي ربه بدمه الزكي الطاهر الذي روى تربة كربلاء التي اصبحت فيما بعد قبلة لمحبي الحسين الشهيد المنتصر، الذي عشقه جميع الاحرار في العالم على مختلف الوانهم ودياناتهم ولغاتهم، ولم تكن تلك الجريمة الا من سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق النبيين ومنها جريمة قتل النبي يحيى عليه السلام وقطع راسه الشريف.

زينب الكبرى عقيلة بيت بني هاشم التي رات بعينها وشهدت بنفسها مقتل ابناءها جميعا ممن كانوا معها، كما شهدت مقتل اخوتها ومنهم العباس واختتم بمقتل اخيها الحسين ابن بنت رسول الله. ان وجود السيدة زينب عليها السلام في وقت المعركة لم يكن مصادفة ابدا انما ارتضت المشيئة ان تكون شاهدة على ماجرى ويجري بعد هذا المشهد المؤلم لتكون قائدة رائدة تقود الامة وتساهم في حركتها لتقويض اسس الظلم التي اسسها الظالمون من آل يزيد وآل مروان وآل زياد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة وغيرهم من الفراعنة وقساة القلوب.

زينب السيدة سليلة النبوة تلك المرأة التي وقفت شامخة عالية الراس وهي ترى انها واخوتها وابناءها يقفون وقفة واحدة مع بقية الرجال الاحرار لايقاف الردة الكبيرة ليزيد واعوانه، تقف لتخاطب قيادة جيش الظالمين وهي لاتعبأ بمجلس عبيد الله بن زياد، ولاحتى يزيد لانها تعرف ان هؤلاء القوم هم والحجارة سيكونون وقودا للنار يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. لقد اظهرت السيدة العلوية زينب عليها السلام من الشجاعة الفائقة ماأخرس يزيد في مجلسه الطغياني، وهي تقرأ آيات من القرآن الذي نزل على جدها الرسول الاعظم ومنقذ البشرية من الضلالة محمد رسول الله والذين آمنوا معه.ولقد استطاعت هذه الامرأة المتميزة ان تفضح جرائم جيش يزيد وتذكرهم بمصيرهم المحتوم وماينتظرهم من الحساب والعقاب مما لارات عين ولاسمعت به اذن، وان أمر الجميع الى الله وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

لم يشأ التاريخ ليغادر هذه الحادثة المأساوية حتى يري الناس بلاغة هذه الامراة وقوة بلاغتها التي ورثتها عن ابيها سيف الله المسلول على اعداء الله، ذلك الغضنفر لذي قهر جيوش الكذب والدجل حتى غدا القاصي والداني يعرف من هو يزيد ، ومن هم آل بيت محمد صلوات الله عليهم اجمعين.. اهل البيت شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وينبوع الحكمة وقادة البركة ومحطمي الاصنام البشرية.

فسلام عليك ايتها البطلة المتكلمة الذابة عن الحق واشهد ان الله منجز وعده وانه لن يخلف وعده رسله من النصر على اعداء الحق والحرية ولو كره الظالمون، وسوف لن يتأخر اليوم الذي يظهر فيه العدل المنتظر الذي يؤسس دولته العالمية العادلة ويهدم اسس الظلم التي اسس لها اهل الشر والطمع من الذين شرعوا عمليات سفك الدماء وازهاق الارواح الطاهرة البريئة بدون وجه حق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك