المقالات

تقرير السفير البريطاني السري والانحياز الطائفي ضد شيعة العراق

2316 22:33:00 2006-08-06

( اسعد راشد _ خاص _ عالم ابادة الشيعة )

التقرير السري للسفير البريطاني في العراق والذي تداولته بشكل واسع أجهزة الاعلام العالمية حول مخاطر الحرب الاهلية في العراق لا يعكس حقيقة الاوضاع في العراق ولا يتضمن شيئا جديدا سوى تأكيده على امر واحد وهو انه "لمنع قيام الحرب الاهلية يجب منع  الميليشيات الشيعية من ان تصبح دولة داخل الدولة" !! هذا التأكيد على مسئلة "الميليشيات الشيعية" فيه الكثير من الدلالات وظروف طرح مثل هذه القضية التي يشكك الكثير من المراقبين والسياسيين  في موضوعيته خاصة وان التقرير يشير بوضوح الى " منع ان تصبح المليشيات الشيعية دولة داخل الدولة على غرار حزب الله في لبنان"!! وهذا يعني ان التقرير قد كتب على عجل وبحكم الموقف المتازم للقوات البريطانية في جنوب العراق  ولربطه بما يجري في لبنان وقد جاءت الحرب الاسرائيلية على لبنان لتعطي ذلك التقرير منحى "طائفيا" وبعدا يمكّن القوى المتنفذة في العراق من ممارسة اسلوب القتل الجماعي ودك المدن و اشعال فتنة وحرب داخل العراق على غرار ما يجري اليوم في لبنان خاصة وان القوات البريطانية تواجه مشاكل كثيرة مع السكان في جنوب العراق وتحديدا في البصرة ومع عناصر من الجيش المهدي .

 ورغم ان التقرير يتناقض  مع موقف الحكومة البريطانية الرسمي كما يقول السياسيون  فان السفير البريطاني في العراق يريد من خلاله ايصال رسالة واضحة الى اصحاب القرار في واشنطن ولندن للقيام بخطوات شبيهة بتلك التي تقوم بها الدولة العبرية في لبنان مستغلا التوتر القائم في تلك البقعة بين شيعة لبنان وبين الامريكييين بسبب موقفهم الداعم لاسرائيل لتمرير مخطط خطير يخدم اجندة الطائفيين وبعض الدول العربية التي لها ضلع في عمليات القتل والتدمير الطائفية التي تمارس ضد الاغلبية في العراق .

 ليس مفهوما بعد للكثيرين لماذا هذا التقرير يربط بين الحالة اللبنانية وبين الحالة العراقية برغم الفروقات الكبيرة القائمة في المشهدين حيث العراق توجد فيه حكومة منتخبة ديمقراطيا يقودها الاغلبية الشيعية وهي في تحالف مع واشنطن بغض النظر عن رؤية كل طرف للاحداث الجارية في المنطقة وخاصة في لبنان الا ان ذلك لا يمنع من  ان يكون هناك تنسيق وتعاون ـ كما هو الحال ـ بين الطرفين في الشان العراقي بعيدا عن تفاعلات الحرب القائمة ضد لبنان وضد حزب الله ‘ الا ان التقرير وصاحب التقرير لم يكن موفقا في صياغة مفرداته ولم يكن في نفس الوقت قادرا على ابراز الجانب الحيادي المطلوب في كل قضية سياسية مهنية وخاصة في  امر في غاية الخطورة اي الوضع العراقي الذي يتميز بمشهد كارثي ودموي نتيجة اعلان "الحرب الاهلية" من طرف واحد ضد الاغلبية وليس العكس .

 تقرير السفير البريطاني فيه مغالطات كبيرة واخفاء للحقيقة تقترب في الاهداف  والمضامين وحتى الخطاب لموقف الكثير من الانظمة العربية وجماعات التطرف والارهاب الطائفية التي تتهم دوما وابدا الضحية وتسعى بكل الوسائل والاساليب للنيل من الطرف المجنى عليه  وتحميله كامل المسؤولية دون ان يحمل الجاني والمجرم اي من التداعيات التي نشهدها اليوم في العراق .

 فاذا كان السفير "المحنك" لحكومة بلير يرى ان "الميليشيات الشيعية" هي شرارة الحرب الاهلية وهي السبب في كل ما يجري في العراق كما يمكن ان يستشف من التقرير فبماذا يفسر لنا هذا السفير المحترم عمليات القتل والمجازر اليومية التي تقع فقط وفقط ضد المدنيين الشيعة ؟ ولماذا الضحايا معظمهم بنسبة اكثر من 90% هم من الشيعة ؟

 لنسأل السفير المحترم  عن السيارات المفخخة التي تحصد ارواح العشرات من العراقيين المدنيين  اين تنفجر ‘  هل في الاعظمية والغزالية ام في الشعلة ومدينة الصدر والمحمودية والنجف وكربلاء؟

عن اي حرب اهلية يتحدث لنا هذا السفير "المخضرم" عن تلك التي قائمة من طرف الطائفيين والذين يستهدفون الشيعة ام عن تلك التي يريد السفير اشعالها من خلال تقريره الملغوم ليكمل ما عجزت عنه القوى التكفيرية والطائفية التي تقتل العشرات من المدنيين الشيعة  يوميا عبر المفخخات والانتحارييين دون ان يستنكرها احد او يعتبرها "حربا اهلية " يشنها طرف مهووس وغارق في الاجرام والدماء البريئة ؟

 فاذا كانت "الميليشيات الشيعية" تشكل حسب تقرير السفير البريطاني في العراق "دولة داخل الدولة" فماذا عن الميليشيات الطائفية التكفيرية التي تصول وتجول في الاعظمية والانبار والموصل واللطيفية وكثير من المناطق وتمارس العدوان والقتل والمجازر ضد المدنيين وتحت انظار قوات المتعددة الجنسيات دون ان يصدها احد ؟

وماذا عن ميليشيات الحزب الاسلامي والجيش الاسلامي و"ثورة العشرين" و"فيلق عمر"  و"انصار السنة" و"انصار الاسلام " وميليشيات حزب البعث و"مجلس شورى المجرمين" و"هيئة علماء" الماسونية وغيرها الكثير من الميليشيات التي دخلت في سلك الجيش  و سشكلت لنفسها "جمهوريات" على غرار الامارة الطالبانية ؟ لماذا لم يتطرق السفيرفي تقريره الى تلك الميليشيات التي هي السبب الرئيس وراء تصاعد اعمال العنف والقتل والارهاب في العراق والتي اصبحت جزءا من المشهد الدرامي وليس فقط دولة داخل دولة بل دول مستقلة بذلتها في كل منطقة ومدينة ولسنا ؟

 ليس هناك احد من المسؤولين العراقيين في الدولة يحمل مثل هذا الانطباع الغريب الذي حمله السفير البريطاني الى حكومته وعن قصد تم تسريبه للاعلام كـ"تقرير سري"! بل حتى السيد رئيس الجمهورية الدكتور جلال يستبعد كل تلك الانطباعات وحتى التوقعات وقد وجه اخيرا انتقاده لاؤلئك الذين ينالون من سمعة القوات الامنية الحكومية ‘ ونحن لا نستبعد ان يكون  تقرير السفير الانجليزي جاء متأثرا بتوجهات الطائفيين وبتداعيات المشاكل الاقليمية وملفاتها المختلفة وخالي من اي نوع من المصداقية والموضوعية وحري بحكومة المالكي ان تجابه بقوة تلك النقارير البائسة وترد عليها ولا تعطي فرصة لاي كان للنيل من مكتسبات الشعب العراقي الديمقراطية . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك