( بقلم قاسم محمد الكفائي )
الكاتيوشا الذي تستخدمُه غالبا فصائلُ المقاومةِ الأسلاميةِ في لبنان في مواجهتِها لردع جيش اسرائيل المعتدي يُعذّ سلاحا بسيطا في ميّزاته ، وقديما في صناعته ، وخفيفا في حمله واستعماله ، لكنه وبهذا القدرعصيّا على تلك القوات أن تحتويه ، أو تلحق به أضرارا عند المواجهة .
هذا السلاح البسيط صار عنوان المعركة التي ما زالت تدورُ رَحاها على الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة . في هذا الوصف يجب أن ننتبه الى مسألةٍ هامةٍ ، وأهم من الكاتيوشا تلك ، هي الجندي والقائد . هذان العنصران هما الأقوى في مواجهة الخصم . فقوّة السلاح التي تُدكّ بها مواقع العدو تأتي من قوة الجندي الذي يستمدّ قوته وهمته واستبساله من عزم قائدِه بعد التوكل على الله سبحانه . هذه الصورة الرائعة التي تحَلت بها العلاقة ما بين رجل المقاومة اللبناني وقائده السيد حسن نصر الله تُعَدُ المثال الحي والمعبرعن شموخ لبنان وقدرة أبنائه على المواجهة التي ستقودهم الى النصر العزيز .
في هذه الحرب تكشّفت وجوهٌ قبيحة لحكام عرب ما عرفت عنهم الأمة غيرالهَوان ، والخسّة ، والدنائة في مواقفها سعيا منها لطمس حركة المقاومة الأسلامية والوطنية في لبنان استرضاءً لأسيادهم في أمريكا وبريطانيا واسرائيل . وفي هذه المرّة أضاف علماءُ السوء الوهابيين مواقفا تزكم منها الأنوف ، وتخجل منها العاهرات ، هُم – الوهابيون – وؤلاةُ أمورهم من الخونة الحاكمين لا يخجلون أو يترددون .
لقد غطّوا هذه الحرب المفروضة بغطاء شرعيّ تحصّنت به اسرائيل نتيجة فتاوى رخيصة اصدرها بعيرُ آل سعود الوهابي عبد الله بن جبرين تحرّم الأنتصار لحزب الله ، وتحرّم على الوهابيين حتى الدعاء له بالتمكين . هذا الموقف المشين ستكون له نتائج عكسية نادرة وقد بانت على الساحة العربية والأسلامية بردّة الفعل الأسلامي والعربي على الفتوى والمفتي والمروّج لها . حتى علماء الوهابية صار قسم منهم يستهجن ويستسخف هذه الفتوى مُستدِلا أن الحرب قائمة ما بين بلد مسلم وكيان صهيوني غاشم وأن الخلاف المذهبي لا يجوز التعاطي به في هذا الظرف .
أما علماء أهل السنة فقد استنكروا واستهجنوا هذه الفتوى حتى خمدت تحت تصاعدِ أصوات الأمة ، وانتصارات حزب الله – كمّا أو نوعا - على خطوط القتال . السيد حسن نصر الله تسامى شأنُه فوق كل طرّهاتِ الفتاوى ، ومزابل مواقف هؤلاء الحكّام من الخونةِ والمارقين . وعدٌ من الله أن يمنّ على الشعوب المظلومة بالأنتصار في نهاية المَطاف ، ويستخلفها على الأرض التي كافحت من أجل تطهيرها وخلاصِها من المستبدين . فالحاكمون اهتزوا واهتزّت عروشُهم بتأثير وقائع هذه الحرب ، ليكون السيد نصرالله بمثابة الكاتيوشا التي تقصف بها الشعوبُ العربية عروشَ حكامِها من أمثال آل سعود وآل ثاني وآل هاشم والصباح ، والعاقبة للمُستضعَفين .
https://telegram.me/buratha