( بقلم شوقي العيسى )
يبدو أن مشهد الصراع في منطقة الشرق الأوسط سيبقى مستمراً طالما أن هناك المحرّك الرئيسي لتلك الصراعات التي تحركت في الشرق الأوسط من العراق الى لبــــنان وقد تكون القضايا جميعها في المنطقة هي قضية واحدة تخدم مصالح مشتركة تكون راعيتها الدولة العظمى أمريكا.لقد كانت وقفة لبنان في بداية حرب العراق وقبل أن يتم دخول أمريكا للعراق ومن خلال تصريحات السيد حسن نصر الله ضد أمريكا برفضه دخولها للعراق لأزاحة نظام صدام ولو أن هذا الموقف يختلف عليه العراقيين أنفسهم فكانت هذه التصريحات والمواقف التي وقفها حزب الله بلبنان وزعيمه السيد حسن نصر الله تعتبر المتألق الرئيسي الذي دعى كل أطراف الصراع الدولي الى إلتفاته سريعة لهكذا موقف وإدكان ذلك الموقف داخل النفوس الى أن يحين وقتها .
فلم تكن أمريكا أن تدع حزب الله في لبنان أو السيد حسن نصر الله أن يتدخل في شؤونها أو أن يعترض على سياساتها فأصبح لزاماً القضاء عليه بخطط مبرمجة وعلى نار هادئة كما يقال ،،،،،، فلم يكن التعدّي الإسرائيلي على لبنان في بداية الأزمة إلا طعم لحزب الله بأسر الجنود الإسرائيليين لشن هجوماً كاسحاً على لبنان برمتها وليس فقط على حزب الله حتى يكون السبب الرئيسي في بدأ هذا المشوار هو حزب الله أمام المنظار العالمي والدولي ولكي تستمر عملية الإبادة على شعب لبنان أشيرت أصابع الإتهام الى حزب الله بأنه المحرك لهذه القضية وراح زعماء العرب يوجهون اللوم على حزب الله والسيد حسن نصر الله والدبابات الإسرائيلية تجتاح قرى لبنان الحدودية والقصف الجوي مستمر حتى أحدثت المجازر والمواقف العربية لا تتعدى سوى الشجب والإستنكار وللعلم أن الموافقة مأخوذة على زعماء العرب مسبقاً بسحق لبنان وكما أسلفنا هدفهم هو (( حزب الله)) في لبنان لكونهم المقاومة الحقيقة ضد الإعتداء الصهيوني الذي يؤدي مشاريع أمريكية في المنطقة .
وأود أن أشير الى فقرة هنا ليس كل مايطلق على إسم المقاومة هي مقاومة شريفة فالذي يحصل في العراق مثلاً ليس من منطلق مقاومة وإنما ذلك هو إرهاب بعينة تسحق وتستبيح حرمة ودماء العراقيين وبإسم المقاومة قد تكون أمريكا ضالعة أو مشاركة فيه ولكن بالنتيجة هو قتل ودمار أبناء الشعب العراقي .
لذا ومن هكذا منطلق من مخططات الولايات المتحدة الأمريكية بإزاحة كل من يقف في طريقها فبدأت بلبنان بعد العراق ثم إيران وسوريا وبهذا يصدق التخوّف الذي كان يرتعب منه ملك الإردن من الهلال الشيعي في المنطقة فهذا هو الهلال الشيعي يسحق بالماكنة الأمريكية والإسرائيلية وها هو الهلال الشيعي يتم تهجير أهله في بلده في العراق ولبنان فما دمار أمريكا وإسرائيل إلا في الشيعة بالخصوص سواء كانوا في لبنان أو العراق.
فأعتقد أن الذي سيجري في لبنان هو بعد أن تنزل قوات دولية لوقف إطلاق النار سوف تبدأ العملية الثانية في لبنان وكما بدأت سابقاً في العراق وهي التصفيات الجسدية للشخصيات المعروفة سواء الدينية أو السياسية ومحاولة جاده لأشعال نار الحرب الأهلية مرة أخرى في لبنان ثم يتم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بنزع سلاح حزب الله وحل المليشيات كما سيحدث في العراق وشل حركة حزب الله تماماً في لبنان كما حدث وأن شلت قوى ومنظمات سياسية شيعية في العراق .
فهذا المشهد وهذا المسلسل تابعنا أقراص حلقاته وأدركنا النهايات التابعة له ولكن مَن الذي أنصف العراق من العرب؟؟؟؟ هذا سؤال أوجهه الى كافة زعماء العرب الذين يتسوقون الحديث عن أزمة العراق ولبنان اليوم .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha