( بقلم نور الشمري )
تيمننا بالقول (رحم الله أمرءا أهدى لي عيوبي)، ورجوعا الى الحالة التي عاشها العراق في القرون السابقة، ومقارنتها بالحالة الحالية من الناحية السياسية والإجتماعية، ليتم إستنتاج بعض الدروس والعبر لتصحيح المسار الحالي وفق قواعد رصينة، تنهل من الماضي لتغذي مسيرة المستقبل. سأطرح (للدراسة والتعليق) حالة سلبية عامة (لاخاصه) تتعلق بالواقع الذي تعيشه الماكنة الإعلامية العراقية المتخصصة بالشبكة العالمية للإنترنت.
لقد تم قبل (9-4) إستخدام قاعدة تكميم الأفواه، وفق أطر و قواعد تتسم بالحيوانية وتبتعد عن أدنى مقومات الإنسانية. فكان لزاما على كل معارض للمسيرة القائمة إنذاك، أن يبتعد عن إبداء أي رأي معارض لمفاصل تلك المسيرة، حتى ولو كان هذا الرأي صوابا. وتطور هذا الأمر الى حد، أن وصل الى (تكميم الخيال)، فكل من قدح في فكره رأيا ما، يضم في ثناياه إنتقادا أو تصحيحا للمسيرة المشؤومة، عليه أن يدفع ضريبة هذا القدح الخيالي من حريته، أو حياته، أوحتى حياة أقربائه من الطبقة الرابعة والخامسة!!
وبما إننا في مستهل طريق تلاقح الأراء، لاتضاربها والخروج بالرأي الأوحد، يتوجب علينا أن نستلهم من الماضي (الدروس اللإنسانية) التي سلبت حياة أعزائنا وأحبائنا بدون سبب إلا لكونهم يحملون أفكارا تعارض الأفكار السائدة أنذاك. علينا أن نروض صدورنا على تقبل الأراء والأفكار التي قد تتقاطع مع مبادئنا وقيمنا، مادامت ضمن إطار الفكر ولم تتحول الى اطار التنفيذ.
وليكن أئمتنا الأطهار (عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم) قدوة حسنة تنير طريقنا، فقد كانوا (عليهم السلام) يعقدون المؤتمرات والمناظرات العلنية مع المتطرفين من أقصى اليسار الى أقصى اليمين، وقد شمل ذلك حتى الملحدين منهم، ليعلمونا إن حرية الفكر حق مكفول، مادام لم يتقاطع هذا الفكر حين النزول الى مجال التنفيذ مع حقوق الآخرين.
هذه المقدمة تدفعني الى الولوج الى ما يحدث في الواقع الإعلامي العراقي الحالي في شبكة الإنترنت العالمية، حيث بإمكانك أن تستشفي (ومع الأسف الشديد) الخط الأعلامي لهذا الموقع أو ذاك بصورة سهلة ولاتحتاج الى جهد جهيد، من خلال ماينشر في الموقع من أخبار أو مقالات على الرغم من الشعار الخيالي المرفوع(المقالات تعبر عن رأي أصحابها). فهذه دعوة صادقة، تريد الخير للجميع (دون إستثناء)، الى بناء قاعدة إعلامية (عراقية) حرة تعبر عن رؤى الطيف العراقي الفكري والإجتماعي والسياسي، وتتبنى الشعار المطروح (المقالات تعبر عن رأي أصحابها) قلبا وقالبا. لاأن يرفع هذا الشعار للإستهلاك (الإعلامي) فقط، في حين يتبنى العاملون في (الموقع) نفس قواعد وأصول لعبة (تكميم أفواه وخيال) الآخرين. مع أرق وأحلى وأجمل تحية.
https://telegram.me/buratha