( بقلم محمد حسين الحساني )
إن مما يدلل على على دوام الأزمه في العراق مع القتله والإرهابيين هو تداخل الإراده والإداره في العراق ’ فيما يخص الشوؤن الأمنيه والسياسيه وكذلك الغموض في الواقع الإقتصادي وهذه الأمور العاجله التي يجب التركيز عليها مع ما للجانب الثقافي والإجتماعي من أهميه قصوى إذا ما أُريد إنتهاج برنامج شامل في سبيل التغيير الشامل في العراق الحبيب.
ونقصد بتداخل الإراده والإداره هو ذلك التداخل بين إرادة وإدارة العراقيين وبين القوى السياسيه والعسكريه لقوات التحالف والمتمثله بشكل رئيس في الولايات المتحده الأمريكيه بالتحديد والمتناقضات الواضحه في التصرفات العسكريه والسياسيه .
ففي الشوؤن الأمنيه والسياسيه إذا ما أحسنّا الظن بمن يديرها فإن الإرهابيين والقتله يراهنون على قلة الخبره لدى القيادات السياسية والعسكرية الجديدة وكذلك فإن الإداره السياسيه قيدت نفسها بقيود دستوريه وأخرى طبيعيه متفق عليها كقضية حقوق الإنسان والتصرف وفق الدستور وبعض الأمور التي فيها من الليونة والميوعة الشيء الكثير وبالطبع فإن العدو الغادر في مثل وضع العراق يستفحل وينفُذ من خلال هذه الإرادة وطريقة الإدارة والسؤال كم سيَقتُل هؤلاء لكي نتصرف بشده وعنف وبردات فعل متلائمة مع ما يفعلون .
ومراهنة الإرهابيين والقتله على قلة الخبره لدى القيادات العسكريه و السياسيه الجديده وفي تسابق مع الزمن يحاولون إحباط أي جهد مهما زاد أو قصُر مع أنهم يعلمون أنهم الخاسرون ولكنهم يراهنون على المفاجئات وفق ما تصور لهم أوهامهم .
وهذا الصراع الدامي ربما يطول أمده ‘ وقلة الخبره وتنميتها من السوء بحيث أن أهل هذه الشوؤن من القاده وكأنهم مكتوفي الأيدي وإرادتهم تتداخل مع السياسه المتبعه من قبل دول التحالف المسمات رسمياً بدول ألإحتلال وطبعاً نجد بعض العذر لكون العدو يشن ضرباته بغيله وغدر وليس من المعقول أن هؤلاء القتله الغادرين قد شنوا حربهم القذره على الشعب العراقي بدون خلفيه من الخبره المخابراتيه الصداميه الماضيه وحتى أولاءك القادمين من الخارج تتوفر لهم تلك الخبره والدرايه على يد مخلفات الإجرام الصدامي واللذين هربوا مذعورين مرعوبين في يوم التحرير ولجئوا إلى الجحور بعد أن إستبدلوا ثيابهم بثياب النساء مع إحترامنا للمراة المحترمه .
ولكن تداخل الإداره وتعكر الإراده وفر لهم شئ من إستعادة ولملمة شراذمهم ليوجهوا ضرباتهم ضد المواطنين الأبرياءمن أبناء هذا الوطن الجريح وليس بالغريب عليهم فإن قدوتهم صدام الغادر وأساليبه المعروفه هي ليست بمعزل عن تربية ذلك الحزب وثقافته فإنه من المعروف أن حزب البعث أُسس كوسيلة فرقه وتناحر في هذه المنطقه .
واليوم في سباق مع الزمن وعلى القائمين على الشوؤن الأمنيه والسياسيه أن يستفيدوا من التجارب التي مضت والحاليه واللاحقه ويجب أن لا تمر عليهم هذه التجارب دون أن يتعلموا منها وبشكل سريع لأن التلكؤ في التعلم المستمر وتطبيق الخطط وفقها فإنه سوف يتشكل خطر أكبر يعين الإرهابيين والقتله في مسعاهم , كما أن هذا التلكؤ في مواجهة الأزمات الامنيه والسياسيه سيجعل من أبناء هذا الوطن الّذين تفائلوا بالغد الديمقراطي الآمن والعيش الرغيد كباقي عباد الله في الأرض سيجعلهم يفقدوا الثقه بذلك الغد الموعود ويتهدم الإيمان بالمستقبل كلياً وطبعاً لن تبنى الأوطان بشعوبٍ مهزوزة الكيان منهارة الإيمان تفتقد الروح الوطنيه التي تدفعهم للتلاحم الجاد في بناء الأوطان .
لذلك يجب إعتماد الاساليب العاجله والطويلة الأمد التي تثبت روحية المواطن بل يجب السعي الجاد لتقوية الروح الوطنيه وزيادة الكفاءه العلميه والعمليه وفق نسق عام يشمل الجميع ممن يهمهم الأمر من بناة الوطن الحبيب ومتابعة التنميه والتطوير بلا حدود وإن آفة هذا العمل هو عند التغيير في إدارةٍ ما يجب على الإداره الجديده متابعة ما انتهت إليه الإداره السابقه وإصلاح الأخطاء بروح مثاليه عالية المسؤوليه .
وفي الهم الإقتصادي من المهم جداً أن يكون العراق معتمد على موارده الجاريه والمقصود ان لا تتبدد عائدات العراق عن طريق شراء السلع الإستهلاكيه التي يمكن أن إنتاجها محلياً ببذل بعض الجهود وتشجيع المستثمرين والصناعيين والتجار العراقيين وعلى العموم يجب تشجيع القطاع الخاص وليس ذوي الإمكانات الكبيره فقط بل نواحي الإستثمار المحدود أيضاً من قبل ذوي الدخل المحدود وتنمية قدراتهم وكفاءاتهم في تعدد الإختصاصات كما أن برنامج الرعايه الإجتماعيه المطروح يجب أن يستند على اسس قانونيه وإجتماعيه لكي لا نخسر كفاءات وطنيه تتكل على وجود المعونه الإجتماعيه وهذا ربما يحصل لدى البعض مستقبلاً فيجب التهيؤ له قانونياً من الآن .
وفي الإعتقاد السائد لدى الإقتصاديين ان الإستثمار في مجال الزراعه هوالأنجح وهذا هو الصحيح فإن العراق قد توفرت فيه اغلب وسائل نجاح الزراعه من جو ملائم وأراضٍ صالحه ومياه وفيره إذا ما أُحسن إستغلالها بشكل صحيح ومواد أوليه رخيصه كالأسمده وألأهم من كل هذاالايدي العامله والخبره العلميه في هذا المجال وغيرها من المشجعات . مع أن كل هذا يجب أن يخضع للتنميه المستمره وتحسين الخطط والبرامج لكي يستمر نجاح هذه المشاريع .
آنياً ربما يتذرع البعض بأن الامن لم يستتب لحد الآن لكي تدور عجلة البناء والجواب بأن الجهود يجب أن تبذل من الآن بلا تأخر وبلا تردد وذلك أنه ليس كل العراق تستعصى فيه الإنطلاقه وإنما هناك غالبية محافظات العراق تتوفر فيها الحاله الأمنيه الطبيعيه وإن أي خلل أمني فيها ليس من العسير على الحكومه أو الإداره المحليه أو الجهات الدينيه والإجتماعيه حل هذا الخلل ومعروف عن الإنسان العراقي السماحه والكرم وليس ممن يُبَيِت الحقد ويراكمه ونحن على خبره ودرايه بكيفية حل المشاكل الإجتماعيه التي كنا نقع بها .
هذه مشاركه مختصرة ومبسطه مع أننا ندرك أن التنظير شئ والممارسه العمليه ربما شئ آخر ولكننا أحببنا أن نكون قريبين من الواقع وما يمكن تطبيقه بناءً على الخبرات السابقه والتجارب الماضيه .أللهم أعز العراق وأهله وبارك في جهود المخلصين منهم ورد كيد القتله والمجرمين إلى نحورهم ورحم الله الشهداء وإرفعهم في عليين وإلى غد مشرق إنشاء الله تعالى بالتكاتف واللحمه الوطنيه .محمد حسين الحساني
https://telegram.me/buratha