( بقلم محمود الربيعي )
هناك تخوف من حدوث حرب اهلية في العراق بين الاطياف العراقية المختلفة والمتنوعة وبالدرجة الاساس بين السنة والشيعة فهل يوجد مايبرر هذا التخوف؟!لقد عاش العراقيون متحابين ومتاخين لفترات طويلة من الزمن تمازجوا وتزاوجوا وتاخوا في السراء والضراء ومنذ مطلع فجر الاسلام بدا ذلك بين الرموز الشيعية والسنية الكبيرة في الطور الاول لنشوء الدولة الاسلامية ويعتبر الرسول (ص) الرمز الاول المشترك الذي يرشدهم ويقودهم لعبادة الله واتباع منهج الاسلام لذا ولدت مدرستين اسلاميتين مدرسة بكرية ومدرسة علوية ورغم الاختلاف في وجهات نظرهما لكنهما تعشقتا في مدرسة الاسلام الجامعة الكبرى فلم تتحاربا ولم تكفر بعضها بعضا ولم تستحل احداهما دم الاخرى.وتتابعت هذه الحالة عبر القرون وتولدت الفرق السنية والشيعية الى يومنا هذا وظل اهل العراق يتزاوجون ويتناسبون بلا تكفير ولااستحلال لدماء بعضهم البعض حتى ظهرت في القرن الماضي افكار نبشت في الخلاف والاختلاف وادخلت في العقيدة والسياسة ما يعظم الخلاف ويعمق الصبغة المذهبية وضاع الاسلام بين مسلمون متشددون ومسلمون جهلة لايهمهم سفك دماء الابرياء وحكموا بالموت على بعضهم البعض وحكموا بما لم يحكم به الله الذي له السلطة العليا في الحكم على عقائد الناس وله الامر كله.وبنظرنا فان الذي ينظرون ويخططون للحرب الاهلية ويشعلون اوراها هم كالاتي:-اولا: الاحتلال فهو يريد ان يحارب من يرهبه على ارض ليست ارضه وبذلك يقلل من خسائره ويلحق باعدائه وخصومه اكبر الضربات ضمن تخطيط ستراتيجي بعيد المدى وبالنتيجة سيحصد نتائجه على مختلف المستويات.
ثانيا: اركان الحكم البائد وقواعده محاولة منهم للعودة باسهل الطرق وللانتقام ممن الحق بهم الهزيمة والضرر واسقاط النظام.
ثالثا: المنظمات الطائفية بشتى اشكالها ومصادرها وخصوصا الارهابية والتكفيرية التي تعمل لتصفية حساباتها مع امريكا والشيعة في العراق.
رابعا: الدول الاقليمية المجاورة والمحيطة بالعراق وكذلك البعيدة عنه فمنهم من يخاف امريكا ومنهم من يخاف الشيعة واخرون ويخافون الديمقراطية.وكلهم يساهم في التمهيد لقيام حرب اهلية على ارض العراق ولانريد التحليل اكثر من هذا القدر، فالعراقيون ادرى بقوى الشر التي تريد الحاق الضرر بهم.قد يكون لمفهوم الحرب الاهلية وجهان:فاما الوجه الاول: فحرب اهلية مستترة يموت فيها المئات اوالالاف دون ان يحس بهم احد كما فعل النظام البائد الذي اهلك الحرث والنسل دون ان يكتشف العالم اثار فعله حتى بانت المقابر الجماعية وانكشف الغطاء فقد ضمت هذه المقابر رفات العديد من العرب والاكراد من الشيعة والسنة والتركمان وغيرهم بحيث لم يستثن النظام البائد احدا من مكونات العراق.وقد اخذت الحرب المستترة وجها اخر وطابعا مختلفا بعد سقوط النظام، حيث طغت مظاهر التفجيرات والقتل العمد عن طريق الاغتيالات والخطف والعمليات الانتحارية بالاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والقصف بمدافع الهاون الى غير ذلك من الوسائل التي اتسمت باستخدام العنف وسيلة لتحقيق اغراض سياسية برفعها شعارات المقاومة ضد الاحتلال واستخدام الشعارات الطائفية التي تدعو الى قتل الابرياء دون خوف من الله ولاندري( اامنوا من عقاب الله؟!). الم يقرؤا القران. اولم يهتدوا الى الطيب من قول الرسول .اما الوجه الثاني: الذي يخافه كل عراقي محب لوطنه ومؤمن بالله وبرسوله فهو الخوف من اشتعال الحرب الاهلية بين ابناء الوطن الواحد بتاثيرالمشروع الاجنبي والاقليمي والدولي الذي يغذي روح الحقد باستمرار بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد ، وهي حرب قذرة لن ينال احد منها خيرا ولكن ينال منها العذاب في الدنيا وفي الاخرة بسبب الجرائم التي ترتكب بحق الابرياء ... ولابد هنا من صحوة وحركة داخل ضمير رجل الدين ورجل السياسة ، ولابد من مشاركة اقلام المفكرين في محاربة هذا المشروع الدموي الذي بات يهدد العراقيين ويكاد يقضي عليهم جميعا سنة وشيعة وعندئذ لايبقى هناك مسلمون يعبدون الله وسيضحك العدوعلينا بعد ان يبيد بعضنا بعضا. افلا ندرك اخطار هذه الحرب واثارها! وهل نعي الاثار المدمرة لها؟وبربك ماذا سنجني منها غير اهلاك الحرث والنسل!ان من بعض الاثار السلبية لهذه الحرب هي :اولا: انخفاض في عدد نفوس العراق واضعافه من الناحية السكانية.ثانيا: القضاء على عدد كبير من مفكري وقيادات وعلماء العراق.ثالثا: تقهقرالاقتصاد االعراقي في قطاع البترول والصناعة والزراعة.رابعا: نهب الاموال والثروات والقضاء على تاريخ العراق وحضارته.خامسا: نشرالفقر والعاهة والجهل ومظاهر العنف بين ابناء الوطن الواحد.واما المستفيد منها: فهم اعداء العراق بلاشك. ولا يخفى على شعب العراق اليوم من هم اعدائه!واما الخاسر في هذه الحرب: فهو العراق والعراقيين... فالخسارة ستكون فادحة في الارواح والممتلكات والثروات الطبيعية وسيسهل استعمار العراق واحتلاله وستتمكن اضعف الدول من احتلاله ولفترة طويلة فكيف بالدول القوية الطاغية المتجبرة!وبعدها سيشعر من يبقى على قيد الحياة ان بقيت هناك حياة بان الشيطان غلبهم وانهم مخطئون وان حسابهم غالي الثمن والدفع كان باهضا ولن يصلح العطار ماافسده الدهر.فلا تبقى ديمقراطية ولا عراق وانما خراب ودمار، وتقهقر مابعده تقهقر الى مئات السنين والى الوراء... ولن يبقى العراق عراقا شامخا وقويا، بل ذكرى في وادي الذكريات ولات ساعة مندم فاعتبروا يااولي الالباب.
https://telegram.me/buratha