المقالات

عندما يبيع الصحفي قلمه!!

1303 13:00:00 2008-10-26

( بقلم : علاء الموسوي )

اخطر ما يكون على المجتمع حين يُباع ويُشترى القلم الحر، من اجل استغلال حبره لصالح مدح وثناء الانتهازيين والعابثين في الارض، فضلا عن كتم الكلمة الصادقة والصادحة بالحق، من خلال المحاولات المستمرة والمستميتة من قبل المعنيين (الطابور الخامس) في المكاتب الاعلامية لوزاراتنا الموقرة!.

اذ تجد حبائل الاغراء لـ(صحفيي اليوم) متنوعة في وسائلها الشيطانية والخبيثة، فتارة تُستخدم الولائم والعزائم من شتى انواع اللحوم والحلويات وفي ارقى المطاعم والصالات... وتارة اخرى يكون للدولار الفيصل في الاختيار والوصول الى المبتغى الحقيقي في الترويج والتلميع لاصحاب الكروش المملوئة بأموال الشعب. حين تطالع افتتاحيات الصحف اليومية واعمدتها الداخلية، فضلا عن المواقع الالكترونية، تلمس ظاهرة (اللوكية) المدح والثناء ـ على حساب الحقيقة ـ للوزراء والمدراء العاميين منتشرة بشكل يستدعي الخوف حول مستقبل نزاهة السلطة الرابعة في العراق، بعدما استشرى الفساد المالي والاداري في جميع مفاصل الحكومة. فبدلا من ان تكون افتتاحية صحفنا فاضحة للممارسات اللااخلاقية والمخالفة للشرع والقانون، في جميع مفردات الظاهرة اليومية في المجتمع، نجد (اغلبها) مسخرة لمدح ذاك.. وتقديم الشكر لهذا.. والاشارة الى نزاهة الحرامي الفلاني... وبيان مدى اخلاص المنتفع العلاني.

من المؤسف ان تتحول الثقة الممنوحة من الشعب لصحافتنا اليوم ، والتي باتت المتنفس الوحيد للتعبير عن تلك الالام والظلامات، الى منبر للتخاذل والخيانة بحق الوطن والمهنة. فعلى الرغم من طرح آلاف الاسئلة والشبهات حول نزاهة وزارة التجارة والكهرباء والتربية...، نجد ان هناك صحفا يومية واسبوعية مسخرة من خلال اقلام العاملين فيها، الى مدعاة لتفنيد تلك الحقائق الناصعة ببياض الشمس، بجمل تزويقية ومفردات تلميعية على حساب منافع شخصية لرئيس تحريرها، او احد العاملين فيها، ناهيك عن الصفقات الاعلانية التي يبرمها المكتب الاعلامي لوزارة ما، مع اداراة تلك الصحف، شريطة الكف عن الاشارة الى اي سلبية، وطرح البديل عنها من المدح والتطبيل في ثنايا الصحيفة الرخيصة والبعيدة كل البعد عن المصداقية والمهنية الصحفية الموكول اليها!. بالامس القريب قرأت افتتاحية جريدة (.....) بقلم رئيس تحريرها (.....) وبعنوان(بعضهم يعمل بايمانه في رحاب وزير التجارة) يمتدح فيه وزير التجارة مدحا لاذعا الى حد (اللوكير) النخاع، واصفا اياه بانه الرازق والممول والمثخن بهموم الشعب نتيجة نقص العدس والفاصوليا والطحين............وووووو، من مفردات البطاقة (المفقودة)،وحين راجعت الاعداد السابقة للجريدة نفسها، وجد الحالة متكررة نفسها مع وزير اخر ومن جنس واحد، الا وهو وزير الكهرباء، الذي وصفه في مقاله الافتتاحي، بان المظلوم (رقم واحد) في العراق، بسبب تكالب الشعب العراقي عليه واستهدافه من قبل وسائل الاعلام، وتحميله مالايقدر على حمله!!. وعندما انتابني الفضول عن الاسباب التي دفعت هذا (الزميل) الى انتهاجه هذه الظاهرة (...) في مقاله، رأيت الاجابة ماثلة امام عيني حين تصفحت الصفحات الداخلية للجريدة، والتي وجدت معظمها غارقة بأعلانات تلك الوزارتين، بفضل علاقته الحميمة مع مكاتبها الاعلامية، لاسيما وان الاخ (....) مدير المكتب الاعلامي في وزارة التجارة، معروف بسخائه وكرمه في منح صحفيي (....) صكوك الاعلانات والايفادات خارج البلاد...... ، فضلا عن تسهيل مهمة تسجيل الاسماء في التقديم لشراء السيارات بالتقسيط من معارض وزارة التجارة.

لا نريد الخوض بذكر المزيد من الاسماء والعناوين التي طرحت في هذا المجال، بقدر ما نذكر (عسى ان تنفع الذكرى) ان الصحفي لايملك غير قلمه الحر وفكره المحايد في خدمة المستضعفين والمظلومين من الشعب، وفي حالة فقدانه لاحد معطيات تلك الصفات، فانه سيتحول من ملاك طاهر، الى مارد خبيث ومطية نجسة بيد الانتهازيين والمنتفعين، والذين سيفضحونه يوما ما بعد ما ينتهي (اكسباير) مفعوله الانتهازي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2008-10-27
من العادة ان الصحفي لانراه 00 لكن نرى قلمة00 من خلال كتاباته00 فلو باع قلمه00 بالتأكيد تجرد من جميع القيم الانسانية ومبادئه السامية00 وبالتالي فهو الخاسر الوحيد 00 لان القراء لابد ان يتمتعوا بحصانه ثقافية تأهلهم من معرفة الصالح من الطالح00 اما نفخ المسؤؤلين فهذه تأتي من تركات النظام المقبور الذي اشترى ذمم الاخرين00 فشرف المهنة00 تدل بالتأكيد على شرف صاحبها 00 ولاتلوم ياسيدي كتاب الجرائد فانهم بالجملة 00 والورق كثير00 والجذب ماعليه ضريبة000 ولم يكن من يرد عليهم 00 كما هو بالانترنيت00 كي يعرف نفسه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك