الدجال، والمهدي عليه السلام - القسم الثاني

( بقلم : محمود الربيعي )

تبدأ الحركة الحرة للدجال من المنطقة بين الشام والعراق وكما ذكرنا فان الإمكانيات العلمية تزود الدجال بالقدرة التي توصل صوته إلى ابعد مايمكن ولقد كان ذلك صعب الفهم قديما ولكن بعد الاكتشافات والاختراعات الحديثة أصبح ذلك ممكنا جدا في عصر الاتصالات الالكترونية الحديثة عصر الفضائيات ووسائل الاتصال المتنوعة يضاف الى ذلك مايمكن ان تقدمه التكنولوجيا الحديثة من تطورات في المستقبل.

وفي ظل تلك التطورات المحتملة يكون للدجال أتباع ومصدقين بالخصوص أصحاب الضمائر الميتة حيث يشار لهم بنجاسة مولدهم وحبهم للدنيا وبعدهم عن الدين حيث يكون للدجال قدرات اقتصادية عالية تعمي ابصارهم عن رؤية الحق. " الدجال خارج خلة بين الشام والعراق، ينادي بأعلى صوته يسمع بين الخافقين" يقول" إلي أوليائي... انأ ربكم الأعلى". رواية مسلم عن نواس بن سمعان.

أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأهل الطيالسة الخضر. كمال الدين: 527 باب حديث الدجال.

وفي صحيح مسلم حدثنا ابو بكر بن شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن ابي مالك الاشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدجال معه نهران يجريان رأي العين احدهما ابيض والآخر نار تأجج... فأما أدركن احد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغرف ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فإنه ماء بارد ".

ظهور الدجال على أعدائه

اذن وكما يبدو من خلال الروايات أن للدجال إمكانيات، وقوة مادية مرتبطة بعالم المادة فقد يكون ساحرا أو شيئا آخر من هذا القبيل أو يكون لأصحابه مايقدموه من علوم تطبيقية كعلوم الفيزياء والكيمياء والأحياء والزراعة والطب والهندسة مسخرات له كما هي مسخرة الآن للجبابرة والطغاة الذين يحكمون العالم حيث تشير الروايات الى قدرته على إنزال المطر والتطور في الإنتاج الزراعي وخصوصا فإننا قد شهدنا وسمعنا مايقوي هذا التحليل بعد أن تمكنت العلوم الحديثة على إحداث المطر الصناعي بتكوين غيمة صناعية وإمرارها بظروف ملائمة للنزول مطرا ورأينا مدى تطور الإنتاج الزراعي فكلمة دجال تشير إلى هذا المعنى لأنها تعني بشكل عام وحسب المفهوم العام لهذه الكلمة الكذب لذلك فهو بقدراته هذه يمكن أن تكون له قوة تأثيرية في الناس بحيث يستجيب البعض منهم له لذلك فان ظهور مثل هذه القدرات ستؤثر فعلا في البسطاء من الناس وذوي الرأي الضعيف وعليه لابد على الإنسان أن يكون دائما حذرا وواعيا لما يخطط له الأعداء لئلا يقع الإنسان في الفتنة كما ينبغي عليه أن يستمد من منهل الثقافة الحقة التي تتوازى والمعروف وتتقاطع مع المنكر وبهذه الطريقة يمكن له أن يسلم من الوقوع في فخ أي دجال حتى الدجال الأكبر الذي سيظهر في ميدان التصفية الكبرى وهو الدجال الذي نتكلم عنه والذي ستكون نهايته على يد عيسى عليه السلام الذي يقضي على كذبه ويفتضح دجله.

معه الماء والنار

وفي صحيح مسلم ايضا حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا ابي حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى واللفظ له حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة بن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الدجال ان معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا قال ابو مسعود وانا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ان مساحة تعبير كل من الماء والنار مساحة واسعة فقد يعني الماء احد أهم العناصر التي تستحيل الحياة بدونها وقد يعني انه من أهم مصادر الطاقة فتكون سيطرة الدجال على هذا المصدر سيطرة واسعة وقد يعني الماء المحيطات والبحار والأنهار بالإضافة إلى وسائط النقل المائية، وقد يعني شيئا آخر فقد يكون للماء في المجال العلمي والتطبيقي استخدامات جديدة كان يكون مصدرا للطاقة ومن الجدير بالذكر إننا سمعنا مؤخرا عن إنتاج سيارات تسير ببطاريات مائية.

وأما بالنسبة إلى النار فالنار تعني احد أهم وسائل الطاقة فالنفط والخشب والفحم الحجري وغير ذلك من الوقود ينتج عن إحراقه النار، وقد تعني النار جميع الأسلحة والمعدات التي تستخدم البارود وغيره في الحروب والتفجيرات إلى غير ذلك من الاستخدامات وقد تعني النار أمرا آخر وفق الاختراعات والاكتشافات التي قد تعطي للنار اهتمامات جديدة.

من هم أتباع الدجال

اكثر اتباع الدجال اولاد الزنا واهل الطيالسة الخضر(اهل الغنى والثروة).. ويعني ذلك أن للدجال أتباعا ولكن الغالب فيهم أنهم من أولاد الزنا وهذا يعني أنهم من الطبقات التي لاتتمتع بحصانة أسرية وإنما ولدوا بسبب العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء ويحدث ذلك بسبب انعدام القيم الدينية ، ولان الدجال يتحرك حركة سياسية فاتباعه هم من أهل السياسة التي تعتمد على المصالح والمنافع والذين همهم أن يكونوا مستفيدين وعلى حساب المستضعفين من الناس، ولايتم ذلك إلا بتجاوزهم على الحقوق العامة والخاصة.

وكما يبدو أيضا ومن سياق الروايات أن أتباع الدجال أيضا من أهل الغنى والثروة وعادة ماتكون هذه الطبقات لصيقة بعالم اللهو والتجارات المحرمة ومن أصحاب العلاقات العامة مع أصحاب النفوذ والسلطة وهم طبقة المترفين المستبدة.

يطأ جميع الأرض

ان حركة الدجال حركة عالمية لاتقتصر على بقعة معينة ويعني ذلك سيطرته وعلاقاته الواسعة وحركته الميدانية بسبب القدرات المادية التي اشرنا اليها وفق اسس التطور التكنولوجي حيث ان الارض اصبحت قرية صغيرة ويمكن للقوة المادية وبالوسائل المتقدمة ان تتحرك بسهولة في الجو والبر والبحر.

ولكن تلك القدرة التي تمكن الدجال من الحركة سوف لن تمكنه من دخول مكة والمدينة رغم قيادته لمجموعة الرجال والجنود من الأتباع وسيواجه قدره المحتوم على يد عيسى عليه السلام " عيسى (ع) يحارب الدجال فيقتل الدجال لثلاث ساعات مضين من يوم الجمعة ". ورد الخبر في كثير من المصادر ومنها صحيح مسلم.

الظروف التي يخرج فيها الدجال

ان الظروف العامة التي يخرج فيها الدجال هي ظروف صعبة، فوقت خروجه يصادف قحطا شديدا وهذا مما يؤكد استغلال تفوقه المادي بحيث يسخر القوى لصالحه لكنه في الوقت نفسه لن يتمكن من دخول المدينة ولكنه سيدور حولها ليلاقي احد أركان قيادة المهدي عليه السلام وهو الخضر عليه السلام ذلك الإنسان الرباني الذي يفهم ماوراء السطور ويقرا الأمور بما لايسع غيره أن يقراها وهو الذي يقرر ان الذي أمامه الدجال وانه مهما بلغ من القوة والحيلة فلن يقوى على أن يقهر الحق، ذلك الحق الذي يظهر ليقضي على حركات الدجال وإبليس والسفياني وكل من يقف إلى جانبهم. " يخرج في قحط شديد ". أخرج الصدوق في إكمال الدين بأسناده عن النزال بن سبرة قال :

خطبنا علي بن أبي طالب (سلام الله عليه ) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد وآله ((اللهم صل على محمد وآله))ثم قال :سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا ، فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال : ياأمير المؤمنين (عليه السلام): متى يخرج الدجال ؟والحديث طويل وفيه صفات من الدجال أنه :يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام ، يخرج في قحط شديد تحته.

" ظهور الدجال في سباخ المدينة حولها وتصدي الخضر(ع) له ". عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ((يأتي الدجال- وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة- فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل... )) الحديث. أخرجه الشيخان وغيرهما، وقد مضى بلفظ عبد الرزاق (ص77-78).

الدجال يخرج لمواجهة المهدي عليه السلام

ان علة خروج المهدي هو اصلاح العالم من الفساد ومن الظلم ولاجل ان يقيم العدل، ولان الحياة على الارض قائمة على الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر كان المهدي واصحابه في جبهة، وكان الدجال واصحابه في الجبهة الضد، وفي ظروف صعبة ومعقدة تتمثل في مواجهة الدجال للمهدي والتي تنتهي بنهاية الدجال رغم كل الاستعدادات والامكانيات التي يمتلكها هو وجميع التشكيلات المتوافقة معه. قال(ص) يخرج المهدي(ع) يصلح الله أمره في ليلة فيملا الأرض عدلا... ثم يخرج الدجال.. يخرج الدجال في قحط شديد، ويكون خروجه بعد خروج المهدي(ع). التتابع الزمني يظهر من خلال الروايات.

المواضع التي يتواجد فيها الدجال

أولا: بين الشام والعراق ( خارج خلة بين الشام والعراق في الدير: مشدود موثوق (أو في البئر)).ثانيا: في سباخ المدينة يخرج إليه الخضر(ع).ثالثا: في فلسطين ارض لد موضع قتله.... فبينا هو كذلك إذ هبط عيسى بن مريم بشرقي دمشق. عند المنارة البيضاء، بين مهرودتين" أي (غيمتين ملونتين) واضعا يديه على أجنحة ملكين، إذا طاطا رأسه قطر- أي نزل ماء عرقه – وإذا رفعه تحدر منه جمامة كاللؤلؤ، ولا يجد ريح نفسه احد-أي كافر- إلا مات. وريح نفسه مد بصره، فيطلب الدجال فيدركه بباب لد فيقتله.( وقيل عند باب دار المسجد الشرقي في القدس.. وجاء عنه(ص) بلفظ:... فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى عند المنارة البيضاء في القدس، واضعا كفيه على أجنحة ملكين.... يوم الخلاص ص 344 الصواعق المحرقة ص 98.

المصادرالقران الكريمويكيبيديا الموسوعة الحرةكما اشرنا الى مصادر الاحاديث عند كل رواية اوردناها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha