المقالات

اذا لم تكن بعثياً فانتقد ما شئت

1067 13:27:00 2008-10-18

( بقلم : ميثم المبرقع )

لا يتبادر الى اذهانكم بوقت مبكر بانني اقف ضد النقد والناقدين ونمنع الناس في التعبير عن آرائهم وقناعاتهم ومعتقداتهم فالناس احرار فيما يعتقدون وما يعبرون وما يفكرون فلا اكراه في الدين فضلاً عن السياسة.كما اننا نعتقد اننا لسنا معصومين او فوق النقد ولن نكابر او نضع رؤوسنا كالنعامة تحت الرمال ونعيش الخيال وتتعملق ذواتنا ونتصور ان كل ظاهرة نقدية وراءها اعداء وعملاء وخونة وفاسقين بل نعتقد باننا معرضون للنقد وعلينا استقبال اراء الناس وطعوناتهم وانتقاداتهم بصدر منشرح وروح مستوعبة واذن صاغية وقلب ودود.ثمة قول مؤثر ومعبر للخليفة الثاني عمر بن الخطاب "من مدحك كمن ذبحك" وهي اشارة رائعة الى خطورة المدح والثناء والاطراء وتوصيفه بالذبح فان الذبح يشل الحركة والحياة والابداع والتطور والاستمرار كذلك المدح فانه يشل الانسان ويقتل ابداعه ويعدم مراجعاته.

وقد اشار امير المؤمنين علي بن ابي طالب الى الاطراء والتقدير والمدح بقوله "التقدير بغير الاستحقاق ملق".بعد ان غادرنا حقبة البعث الظالمة والمظلمة وانطلقنا في فضاء الحرية الرحب في العراق الجديد سنفتح الباب على مصراعيه لكل العراقيين لكي ينتقدوا بكل ما يقدرون ويعوضوا ظاهرة غلق الافواه وخنق الاصوات في العهد السابق حتى لو كنا نحن ضحايا هذا التعويض والكبت.

ولا يهمنا ان نعلم الناس كيف ينتقدون الحكومة وندربهم على الجرأة في النقد وليس مهماً ان يمدحوا النظام السابق ويحنون عليه بفضل ما وفره لهم العراق الجديد من حرية التعبير عن ارائهم وقناعاتهم في وقت كانوا لا يستطيعون ان ينتقدوا حتى الشرطي في عهد صدام ولو همساً بل لا يتحدثون حتى وهم قابعون في بيوتهم خشية ان تكون للجدران اذان او يستدرج الرقيب السري اطفالهم وينتزع المعلومة من ثنايا برائتهم.

لا يمكن ان نمارس نفس الدور السابق الذي كان يمارسه نظام البعث ويحاكم الانسان على كلمة اطلقها ضد الطاغية او نكتة حكاها على ازلام النظام فأصبح رئيسنا الجديد يصغي بكل اريحية على النكات والطرائف التي يطلقه عليها العراقيون بل ويتندر بطرائف ضده لم يجرؤ الاخرون ذكرها امامه احتراماً وخجلاً.

وهذه السجون والمعتقلات العراقية لم تحتضن احداً هاجم الحكومة او انتقد الدولة او شتم الرئيس فان العهد البعثي والعبثي الاسود قد وصفه نزار قباني بجملة تختزل الفارق بين العهدين "ممكن ان يكتب الانسان ضد الله لا ضد الحكومة"لكن وكما يبدو نحن العراقيين نفرط في كل شىء ونفرط في الحالتين في حالة الصمت والخوف وفي حالة النقد والحرية بل ويتمادى الكثيرون في اساليب التجريح والتسقيط والنقد ولم نتوازن او نتوان في اتهامات الاخرين وتفسيقهم وتخوينهم.

وقد اطلعت في موقع كتابات على موضوعات كثيرة كتبت باسماء مستعارة وانا لا اتفاعل مع مقالات ملثمة كما لا اتعامل مع اشخاص ملثمين لا يكشفون عن وجوههم وعن هويتهم. ومن يحاول او يريد او يوجه نقداً ولو لاذعاً لمنظمة بدر وهي المعروفة بتأريخها الجهادي ومواقفها الماضوية والحاضرة فاننا نصغي اليهم ونراجع مواقفنا ونعيد النظر في ادائنا فاننا لسنا معصومين او مقدسين ولكن بشرط ان لا يكون الناقدون من ذوي السوابق البعثية والامنية فمن لم يكن بعثياً فلينتقد بدراً بما يشاء.

سوف اعرض نموذجين لمقالين ما كنت افكر بالرد عليهما او الاشارة اليهما ولكني اضطررت الى ذلك والمقال الاول للرفيق ابو عزام الدليمي بعنوان "انجازات المجلس الاعلى لناخبيه / الاندبندنت : مرتشون من مليشيا بدر وراء صفقة الكلورين الايراني الفاسد" والثاني للدكتور محمد جواد الساعدي وبعنوان " المجلس الاعلى الاسلامي بين السياسة والنفاق الديني؟ ! .. قراءة جديدة في واقع الاحزاب الحاكمة في العراق"

ولا اجدني مضطراً للرد على هذين المقالين لعدم جدوى وجدية الرد لافكار ومعلومات في غاية التضليل والهشاشة وان اداء المجلس الاعلى وبدر في الواقع العراقي الجديد يكذب كل ما ورد في هذين المقالين النافرين.ولو وجدت مقداراً ولو يسيراً من المصداقية او الدقة في المعلومات التي وردتا في المقالين لما اعترضت عليهما مطلقاً ولالتمست لهما الاعذار والمبررات لكي نراجع انفسنا بهذا القدر الذي اوردهما المقالين لاننا نعتقد ان اغفال ملاحظات وتحفظات الاخرين علينا مكابرة فارغة وان الحزب او الحركة التي لا تراجع نفسها ومواقفها فان حاضرها سيتحول الى كومة اخطاء ومستقبلها الى كارثة.

وحاولت ان استفيد من هذين المقالين وفق قاعدة "رحم الله امرءً اهدى اليّ عيوبي" فلم اجد هدية ولا عيباً بل وجدت سيلاً من الافتراءات والاتهامات بل وسررت بان هذه المقالات بلغت مستوى من الهبوط والسقوط لكتاب لا يمتلكون حجة ضدنا او ملاحظة علينا بل اثبتوا بكل جدارة بانهم موتورن نتاج الحقبة الماضية بكل بؤسها وكذبها.وما يدعوننا الى الاعتزاز والثقة بمواقفنا ان الذين يهاجموننا لم يمتلكوا ادنى موضوعية او او منهجية في البحث العلمي والنقد الهادف بل مجرد افتراءات لا تغني عن الحق شيئاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك