المقالات

طائفية الاحزاب وبيع الجنوب المصاب

1898 06:13:00 2006-07-19

( بقلم مصطفى الكويي )

لقد اصيب الشارع العربي مجددا بأحباط غير مبرر نتيجة لامبالاة القادة العرب الغير منتخبين من الازمة اللبنانية مع عدم تقديمهم اقتراحات مقبولة على المستوى الشعبي والدولي واطراف النزاع ناهيك عن اعترافهم بعدم قدرتهم على تقديم حلول مقبولة وشاملة لما يجري.وهذا كان دأب القادة التأريخيين العرب.كما هو معلوم فأن الازمة اللبنانية الحالية هي وليدة عملية الوعد الصادق التي نفذها حزب الله اللبناني وان هذه العملية قد اتت بعد عملية حركة حماس الفلسطينية. ان الرد الاسرائيلي كان قويا في غزة كما هو في لبنان مع وجود تفاوت نسبي يوازيه التفاوت في القوة والصيت بين حزب الله وحماس,لكن المهم هنا هو ان الدول العربية ممثلتا بحكامها لم تتخذ اي اجراء سلبي عملي ضد حماس ولكن ثارت الثائرة العربية واستفزت حكمة القادة العرب وجرحت واقعيتهم السياسية بعد عملية حزب الله الاخيرة الوعد الصادق واصدر مثلث الاحزاب الطائفي السعودية مصر والاردن بعد اقصاء سورية العلوية حليفة ايران الشيعية والداعم العربي الوحيد لحزب الله اللبناني الشيعي من المثلث العربي السابق المتمثل بالسعودية مصر وسورية بيانات متتالية حمل فيها حزب الله اللبناني مسؤولية ما يجري الان من احداث لعدم مشاورتهم اي حكومات احزاب المثلث الطائفي باجراء العملية مسبقا معتبرة العملية عبارة عن مغامرة غير محسوبة وضرورة التمييز بين المقاومة الشريفة والمغامرات الغير محسوبة.ان السعودية اسمت عملية الوعد الصادق بالمغامرة الغير محسوبة والسعودية نفسها وعلى لسان وزير خارجيتها الذي صرخ وطالب المجتمع الدولي بأيقاف الولايات المتحدة من اهداء العراق على طبق من ذهب الى ايران وهي اليوم اي السعودية قد اهدت جنوب لبنان الشيعي مع لبنان الدولة الى الالة العسكرية الاسرائيلية وعلى طبق من ذهب. فأين العروبة من هذا؟ واين ثقل المملكة الدولي الذي يتبجح به المسؤولين كي تستخدمه لايقاف اطلاق النار على الاقل؟ كذلك فأن العاهل الاردني كان وما زال يندد ويهدد ويزبد من خطر بروز الهلال الشيعي في المنطقة بعد ان قبر النظام الشوفيني الطائفي في العراق نراه لا يهدد ولا يندد ولا يزبد من خطورة التوسع الاسرائيلي المحتمل الى الشمال؟ وهل الهلال الشيعي العربي الاسلامي المزعوم اخطر على العرب من التمدد الاسرئيلي اليهودي؟ كما وان الرئيس المصري الذي كان له تصريح سئ الصيت والذي صهل فيه ان ولاء الشيعة العرب لايران وليس لاوطانهم نراه يتهم من شعبه وعبر وسائل الاعلام بأن ولائه خارجي لاميركا واسرائيل. فالعرب كحكام وسياسين يعلمون يقينا بأن برنامج الحكومة اللبنانية الحالية واقصد بها حكومة فؤاد السنيورة قد اشتمل على حق لبنان المخول للمقاومة المتمثلة في حزب الله في تحرير كامل الاراضي اللبنانية المحتلة وتحرير الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية وعلى اساس ذلك نالت حكومة السنيورة الثقة النيابية من مجلس النواب اللبناني المنتخب,وبذلك يكون حزب الله اللبناني قد قام بما هو مخول به,ولم يتجاوزالحكومة اللبنانية كون الحكومة اللبنانية قد تركت له تحديد الوسيلة والوقت وعليه فلا احقية لادعاء العرب بأحراج الدول العربية والحكومة اللبنانية من قبل حزب الله,واما مسئلة ابلاغ الانضمة العربية واطلاعهم على فحوى العملية فألاجابة متروكة لمحمد حسنين هيكل حيث فضح سجل الخيانات للحكام العرب وخصوصا فيما يتعلق بالملف الاسرائيلي. اما فيما يختص بحجة الملف النووي الايراني والتي اصبحت الشماعة البديل عن نظرية المؤامرة والتي يعلق العرب عليها تخاذلهم وانهزامهم في هذا العالم,فأن الملف النووي الايراني ليس علبة كبريت صغيرة يتم اخفائها عن طريق لفت الانظار عنه بتحريك الجبهة اللبنانية,فالمجتمع الدولي برمته مهتم ومتابع وملاحق للملف النووي الايراني وهناك الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الجهة المعنية ايضا وبشكل مباشر عن ملاحقة الملف النووي الايراني وهي تراقب وتتابع هذا الموضوع وتستطيع ان تثيره متى ارتئت ضرورة لذلك والوكالة الدولية ليست معنية بالازمة اللبنانية وايضا توجد المجموعة الاوربية المفاوضة عن المجتمع الدولي مع ايران بخصوص الملف النووي وان الادارة الامريكية ليست بهذا الغباء كي تنسيها لبنان ايران. اما النقطة التي اشتملت عليها بيانات مثلث الاحزاب الطائفي هي يجب التمييز بين المقاومة الشرعية والمغامرات الغير محسوبة. فما هي المقاومة الشرعية وفق المنطق والشرع السعودي؟فلبنان بلد محتلة بعض اراضيه فيه حكومة منتخبة عبر برلمان منتخب وبرنامج الحكومة اللبنانية قد كفل حق المقاومة لحزب الله المجمع عليها لبنانيا وهي مقاومة غير ملثمة ومشاركة في العملية السياسية اللبنانية على المستوى النيابي والحكومي ولم تتورط في قتل اللبنانيين ناهيك عن عدم رغبتها باستهداف المدنيين الاسرائيليين افلا يحق لهكذا مقاومة ان تسمى شرعية؟ واين مقاومة العراق الارهابية المدعومة عربيا من المقاومة اللبنانية المخذولة عربيا؟لان ضحايا الاولى وبشكل الاعم هم الشيعة العراقيين وان عناصر الثانية هم الشيعة العرب اللبنانيين.ان السعودية تصدر لنا اي العراقيين مئات الارهابيين الانتحاريين مع مئات الارهابيين التكفيريين زائد مئات العقول التكفيرية العفنة من علماء السلفيين المتحجرين الطائفيين.فأين علماء السعودية من المقاومة في لبنان واين فتاويهم الجهادية التي مزقت العراق؟كما وان الاردن قد صدر لنا المجرم المقبور الزرقاوي الذي بدأ سنة الاجداد بقطع الرؤوس على الهوية لابادة الشيعة مع الكورد والاقليات الدينية الاخرى,ولم تقم الاردن بملاحقة جدية تجاه المجرم الزرقاوي الا بعد ان استهدف الفنادق على اراضيها وهدد امنها القومي في عمان,رغم سقوط مئات الشهداء العراقيين من الشيعة والكورد بقية الاقليات وبشكل يومي في العراق. وما زالت الاردن تستضيف اعيان النظام المقبور والمسانديين والداعميين للارهاب القائم في العراق رغم المناشدات العراقية لاستلامهم.وان مصر قد صدرت لنا المهاجر الارهابي الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الارهابي في العراق مع عشرات الانتحاريين المصريين الارهابيين المدعوميين بالعديد من الفتاوى الجهادية التكفيرية من العلماء المصريين مع عشرات التصريحات القومجية والطائفية للسياسيين المصريين.وفي الحالات الثلاث اعلاه كانت وما زالت الضحية واحدة والمستهدف واحد هو الغالبية الشيعية في العراق مع الشريك القومي الثاني في العراق الكورد وبقية الاقليات العرقية والاثنية. كما وان هذه الدول الثلاث تشترك بأضطهادها الاقلية الشيعية في بلدانها وهذه حقيقة مكشوفة اعلاميا ايضا.ناهيك عن تباكي هذه الانضمة الطائفية من المشروع النووي الايراني لاسباب طائفية وعدم قلقهم من القوة النووية الهندية او الباكستانية والمهددة من الارهابيين بالسيطرة عليها اومن القوة النووية الاسرائيلية المجاورة لهم والنفردة في المنطقة؟ وبعد فليس من الغريب بعد ان رأينا السياسة الطائفية لمثلث الاحزاب الطائفي ضد الشيعة في العراق وسياسة الابادة والتهجير الجماعي المنظمة تجاههم من قبل علماء وسياسيين وارهابيين تلك الدول الثلاث والتخوف المبالغ به من ايران وملفها النووي,فليس من الغريب ان نراهم يقومون ببيع جنوب لبنان المصاب مع مقاومته الشيعية على طبق من ذهب الى اسرائيل.وبما ان جنوب لبنان شيعي فهؤلاء روافض كفرة يجب قتلهم وفق المذهب السلفوهابي وعليه فأن اسرائيل مشكورة لانها تقوم بذلك نيابة عنهم دون ان تكلفهم احد بهائمهم البشرية المفخخة والتي يدخرونها للعراقيين الشيعة.لا يستبعد ان يكون ثمن دغدغة المشاعر الاسرائيلية والامريكية عبر المساندة الغير المعلنة بصراحة لما تقوم به اسرائيل والبراءة من حزب الله اللبناني وبيع جنوبه على ان يكون ذلك هو قلب موازين القوى في العراق الجديد؟ ويكون جنوب لبنان هو ثمن ضمانة عدم تطبيق فدرالية الوسط والجنوب  في العراقي؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك