بقلم: المحامي طالب الوحيلي
يعتقد البعض ان الصحافة قد اصبحت متخلفة قياسا للتطور الهائل في وسائل النشر والاعلام المرئية والمسموعة وما تبع ذلك من طفرة هائلة في محيط الانترنت الذي استطاع جمع كل معطيات الابداع الاعلامي بل يمكن ان يكون عالما مرئيا ومسموعا في آن واحد ,وربما قد تمكن من كسر العديد من القيود التقنية التي كانت تحاصر المثقف والمتلقي ،لكن كل ذلك لايضاهي الصحافة التقليدية بورقها واحبارها وتقاريرها واخبارها ،حتى انها وفي قلب حواضر العالم المتطور تطورت وتجاوزت بكثير سحر عوالم الانترنت والفضائيات ،فليس مدهشا ان تتجاوز اعداد صفحات كبيرات الصحف الاوربية العشرات وتنشطر الصحيفة الواحدة الى العديد من الملاحق التي يفوق احدها بعض الصحف العربية التي تراوحت هي الاخرى بين الغث والسمين .ما يدعونا الى هذه المقدمة هو التعاطي المتواضع للمتلقي العراقي للصحف اليومية التي زخر بها الشارع بعد سقوط الطاغية وزوال صحفه المؤدلجة التي اشاعت ثقافة الحزب الواحد والراي المتفرد والغاء الاخر ،فبالرغم من الوفرة العددية للصحف اليومية نجد انها دون مستوى الجذب الذي تحكمه العديد من القواعد والاحكام والظروف ،ولكن ثمة امر ينبغي استدراكه بالنسبة للشارع العراقي الا وهو اننا بحاجة الى ما يحمل طعم المنشور السياسي وجاذبية الشعار الثوري في صحيفة تفيض بعبق الشهادة وحزم التكليف الشرعي ،وذلك مدعاة الى البذل والعطاء المادي والمعنوي من قبل القوى المتصدية لحركة وجهاد الشعب العراقي ،فالصحيفة هي اكثر من ان تكون مجرد اوراق سرعانما تذبل وتتلاشى ،هي مصدر اخباري دامغ وهي وعاء توثيقي يظل مصاحب للحدث مهما مرت الايام وتغيرت الحوادث وتوالدت الاحداث ،وهي اكثر حجية من الوسائل الاعلامية الاخرى بل هي اكثر اعتبارا من غيرها في الاثبات ،بل هي الارشيف الحي لحركة التأريخ ،ولعل صحافة المجلس الاعلى في مرحلة الجهاد ضد الطاغية كانت خير نافذة للشعب العراقي على حقاثق الصراع مع ذلك النظام ،كما انها اليوم تعني تاريخا متكاملا لصفحات ذلك الجهاد المضمخ بعبق الشهادة ،فهل احتلت صحافتنا الجديدة ذلك الدور ؟ان طموحنا يتعدى حدود تلك الصحافة كونها كانت تفيض بخطاب المعارضة الذي انحسر امام خطابنا الجديد ،كوننا قد حققنا النصر الحاسم بفوزنا الكبير في المعارك الانتخابية وانجلت غبرة المعركة تلك بتشكيلنا الحكومة الدائمة وادارتنا لمؤسسات البلاد ،لذا فاننا امام متطلبات اعلامية تليق بهذا المستوى من الخطاب ،فيما يرصد المواطن العراقي عبر تلك الوسائل كل انجازات واخفاقات هذه التجربة عبر نتف من اخبار او اشارات من حوارات وبيانات لسياسيينا او معارضيهم .ليس مدهشا ان يكتب اشهر ساسة العالم مقالاتهم عبر الصحف اليومية في بلدانهم ،وقد وضعوا عصارات افكارهم وفلسفتهم عبر تلك المقالات ،دون ان تسترقهم أضواء الاستوديوهات الهائلة او بريق كامرات الفضائيات ،فما احوجنا اليوم بساستنا وقد خصوا احدى الصحف التابعة لكتلهم السياسية بتصوراتهم وطروحاتهم لواقع مضطرب وحاضر يؤرق المواطن كثيرااشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha