بقلم: محمد محسن الساير - الناصرية
كثر الحديث في هذه الأيام عن المخطط البعثي التكفيري لتدمير العراق بل أن بعض الصحف دقت ناقوس الخطر ونشرت هذا المخطط والمرحلة الأولى منه احتلال الكرخ ومن ثم الانطلاق إلى أماكن أخرى في بغداد وبالتالي بقية أجزاء العراق .. والمفصل الأساس سيكون البعثيين المنتشرين في إرجاء هذا الوطن الذي استباحوه من قبل , هنا سيكون بيت القصيد في هذه الوقفة.عند سقوط النظام المقبور في 9نيسان2003 سارع الأشاوس من أبطال الحزب العفلقي إلى الاختباء كأنهم صراصير لاعتقادهم أن الجماهير التي تسلطوا عليها لأكثر من خمس وثلاثين عاما ستبطش بهم وكان ظنهم في محله فهم يعرفون أن قسوتهم على الشعب العراقي في تلك الفترة لم تدع لهم من يرحمهم , وبدت عمليات تصفية محدودة لهم في مناطق معينة من العراق ذاقت منهم الأمرين. وفي هذه الفترة صدرت فتوى لأية الله السيد الحائري تقسم هذه الشراذم إلى خمسة أقسام قسم منهم يُحافظ على حياته على أن يقدم براءة من الحزب الفاشي, والأقسام الأربعة الأخرى مهدورة الدم بعد التدقيق التام عنهم, وانبرى للدفاع عن هذه الشراذم المجرمة بعض دعاة الحرية والديمقراطية ممن ذاقوا نار البعث وتلوت سياطه على جلود رفاق دربهم ومنهم من دارت عليه ماكنة الموت إعداما أو موتا تحت التعذيب أو دفنا وهم أحياء ولا أريد أن أذكـّر بأسمائهم فالقائمة تطول, ولو وجدت هذه الفتوى الطريق للتطبيق لما وصل الوضع ألان لما هو عليه من الترقب والفلتان الأمني وحتى لم ندع لهم الفرصة للنفوذ إلى الحركات الوطنية والإسلامية لاسيما التي كانت في الخارج (تطبيقا للتوجيهات قيادة المخابرات العراقية).و عندما اصدر السيد السيستاني (حفظة الله ) فتواه بعدم المساس بالبعثيين إلى حين تشكيل المحاكم التي ستتولى دراسة أضابيرهم وعندئذ يجازون الجزاء العادل, وجد البعثيون في هذه الفتوى أمنا يحميهم من بطش العراقيين وراحوا يخرجون من مخابئهم ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي بل الانكى من ذلك عادوا للممارسة دورهم في تمشية أمور الكثير من دوائر الدولة ووجدوا الحماية أيضا من لدن حكومة الدكتور علاوي التي أعادت الكثيرين إلى أعمالهم بل وسلمتهم قيادة الأجهزة الأمنية في عموم مناطق العراق حتى صار منهم المسئول عن أجهزة الأمن الجديدة والمخابرات والشرطة والجيش وحماية المنشات , وعادت حليمة إلى عادتها القديمة كما يقول المثل العراقي , وأصبح أبناء الشهداء والمقابر الجماعية يأملون من هذه الشراذم أن تعطف عليهم وتعينهم في دوائر الشرطة أو الجيش ولقاء مبالغ كبيرة بالنسبة إلى هذه الشرائح المعدمة وإذا أريد أن اذكر بأبرز هذه التجاوزات على سبيل المثل وليس الحصر يكفي أن نقول أن مديرية خزينة ذي قار لم يمس تركيبها بعد سقوط النظام وبقيت دائرة بعثية كما كانت عليه في زمن الحكم الفاشي وكذلك الحال بالنسبة إلى دوائر الزراعة والموارد المائية والطابو والتربية والمحكمة, فكل المدراء الذين كانت لهم حضوه في زمن البعث بقوا في مناصبهم كما هو الحال بالنسبة إلى الموارد المائية التي لم يغير مديرها إلا بعد اكتشاف عملية الاختلاس التي شارك فيها السيد المدير مع مدير حساباته والتي بلغت ملايين الدولارات, وكذلك دائرة الزراعة التي مازال مديرها بعثيا(وان تظاهر بالانتماء إلى حزب إسلامي عريق) وجل رؤساء أقسامها من أعضاء حزب البعث , أما التربية فقد تغير رأس الهرم فيها إلا أن الأقسام مازالت بيد البعثيين وكذلك حال اغلب إدارات المدارس, والدوائر الأخرى يكفي أن نقول أن السيد مدير حسابات محافظة ذي قار هو من البعثيين الانتهازيين حيث كان سابقا عضوا في اتحاد الطلبة العام ومن ثم عضوا في الحزب الشيوعي العراقي قبل توجيه الضربة المؤلمة له والتي أصبح فيها هذا الانتهازي بعثيا ليرتقي إلى درجة عضو عامل وربما اكبر ... وهكذا القائمة تطول .. أقول لم يتغير أي شيء بعد سقوط النظام عما كان عليه الوضع قبل 9 نيسان ولا أريد أن اذكر أسماء المسئولين في المحافظة ممن انتمى إلى الحركات الاسلامية بعد هذا التاريخ لأنهم معروفون للناس وعليهم المعول في أعادت سيطرة البعث على مقاليد الأمور من جديد لاسامح الله.في الخطة الموضوعة لتخريب العراق أن تقوم حرب شيعية شيعية وذلك باغتيال السيد مقتدى الصدر والشيخ اليعقوبي واتهام بدر بهذه العملية وربما اغتيال مسئولين في بدر والمجلس الأعلى واتهام حزب الدعوة, السؤال من سينفذ هذا الاغتيال؟ الجواب لايحتاج إلى إعمال الفكر والدراسة للوصول إلى الأجهزة التي ستقوم بالتنفيذ , فقد دخلت عناصر البعث إلى هذه الأحزاب والحركات والمرجعيات وأصبحت من القيادات النافذة والمقربة من الأهداف المطلوب القضاء عليها , وان ذكر البرنامج جواد الخالصي فلان هذا الرجل معروف بعمالته للبعث منذ أيام الجهاد في مطلع الثمانينات من القرن الماضي. علمتنا التجارب السابقة مع البعثيين أنهم يعملون بجد في الظلام لاستعادة السيطرة على العراق فبعد انقلابهم الأسود في شباط وما فعلوه بهذا الشعب بعد إجهاض ثورته في تموز وكيف اوجدوا ثقافة القتل والدماء في وجدان الناس وما أن انقلب عليهم عبد السلام عارف في حركة في 18 تشرين حتى سارعوا إلى إلقاء السلاح والنجاة بجلودهم ومنهم من ارتدي عباءة زوجته ومنهم من خرج من مقرات الحرس القومي عاريا المهم أن ينقذ رقبته, وتعامل أبناء الناصرية معهم بنفس سياسة المرحوم عبد الكريم قاسم ( عفا الله عما سلف) ولكن هل أثمرت هذه السياسة معهم وعادتهم إلى جادة الصواب؟ لا.. فبعد أكثر من أربعة سنوات بقليل عادوا إلى الحكم وهذه المرة بلباس جديد وادخلوا العراق في دوامة جديدة من الحروب والموت والدماء , وما أن تحرك الشعب عليهم في انتفاضة آذار 1991 حتى هربوا لا يولون على شيء ومنهم من لبس الملابس النسائية بل وزاد البعض منهم بان وضع على بطنه كومة ملابس ليظهر بمظهر المراءة الحامل(ما زال أهل الإدارة المحلية في الناصرية يتندرون ببطولات منحوش في الهزيمة بملابس نسائية وصرة ملابس على بطنه ). من هذه المقدمة لابد أن نعي أن البعثيين يمدون أيديهم إلى الشيطان وليس إلى أمريكا للعودة إلى كرسي الحكم لان لهم دورا في تدمير هذا الوطن ولابد أن ينجزوه ( هكذا رسمته لهم الماسونية ) فلو أن العراقيين تضافروا جميعا لمتابعة هذا الحزب المسخ وقتلوا إفراده حسب جرائمهم لما أصبحنا ألان ندق ناقوس الخطر ولما عول الأمريكان عليهم في تخريب العراق من جديد . فيا قيادتنا الوطنية والدينية أمامكم مسؤولية تاريخية فلو نزى البعثيون على الحكم مرة أخرى فانتم المسئولون أمام الله والتاريخ والناس فماذا انتم فاعلون بعد أن تكشفت مخططات التكفيريين والعبثيين للقضاء على الشعب العراقي وتمزيقه بحروب داخلية ؟اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha