قصي كريم الشويلي(ابو زهراء)
في سفر البطولة الذي تخطه امتنا صفحات مشرقة تروي قصص الشهداء اولئك الذين حملوا ارواحهم على اكفهم ومضوا في دروب الحق غير آبهين بصخب الدنيا او اغراءاتها وفي ذكرى استشهاد قادة النصر نقف باجلال امام رجال صنعوا التاريخ بدمائهم وتركوا ارثا لا يمحى في وجدان الامة
لقد كان الشهداء قادة لا يعرفون الانحناء الا لله قلوبهم معلقة بفلسطين واعينهم شاخصة نحو القدس التي كانت قضيتهم الكبرى وغايتهم العظمى طافوا بين ميادين النضال من العراق الى سوريا ومن لبنان الى غزة حاملين معهم احلام امة تطمح للحرية ومشروع مقاومة يعيد للامة مجدها السليب
حينما امتدت يد الغدر لاغتيالهم ظن اعداؤهم ان موتهم سيطوي صفحتهم لكن هيهات فالدماء الطاهرة التي تسفك في سبيل الكرامة لا تذهب هدرا بل تتحول الى مشاعل تنير دروب الحرية وتصنع اجيالا تواصل المسير
ان شهادة هؤلاء القادة لم تكن نقطة نهاية بل كانت بداية جديدة لمحور المقاومة دماؤهم الزكية رسمت خريطة جديدة للصراع وضعت الاحتلال على طريق النكبة وخلقت واقعا تتهاوى فيه مشاريع الهيمنة والاستكبار
لم يكن حضورهم مجرد ادوار عسكرية او قيادية بل كان رسالة حضارية وانسانية لقد اسسوا مدرسة في التضحية والبذل واصبحوا رمزا للاحرار في العالم نبراسا يقتدي به كل من يطمح للحرية ان ارثهم الجهادي منح الامة القدرة على تجاوز المحن ورفع من شان المقاومة حتى اصبحت اليوم اقوى واشد تاثيرا
واليوم في ذكرى ارتقائهم لا نقف لنرثيهم بل لنحيي ذكراهم بوفاء لا يعرف الفتور نعاهدهم ان نستمر في حمل الراية وان نصون الوصية التي تركوها ان الطريق الذي عبدوه بدمائهم هو طريقنا حتى تشرق شمس الحرية على القدس وتعود فلسطين لاصحابها
سلام على قادة لم يبدلوا عهدهم ولم ينحرفوا عن مسارهم سلام على ارواح طاهرة اختارت الخلود وعلى ذكرى ستظل حية في قلوب الاحرار ما دامت الارض تنبض بالحياة
رحم الله شهداء النصر واسكنهم الفردوس الاعلى وجعلنا من السائرين على دربهم حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين
https://telegram.me/buratha