( بقلم ماجد محمد )
ثمـــانون عـــاما ً ونحن نعيش كـــذبة كبرى إسمهـــا الأمــة العربيــة , فهـــؤلاء الذين يتكلمــون لغــة واحـــدة لاتجمعهـــم خصلـــة واحـــدة ليكــونوا أمــة واحـــدة , فكمـــا إن النوايـــا الحسنــة وحـــدها لا تجـــدي نفعـــا ً فهي كـــذلك لن تصنــع أمـة , ومنـــذ الدعــوة لقيـــام دولــة العرب الواحـــدة في منتصف القـــرن التاســع عشـــر والتـــأريخ يـُسجل تبعثـــر قضـــايا العـــرب وتشتت مــواقفهم , بــل لم يلتــزموا حتى بالمــواثيق التي وضعـــوها ووقعـــوا عليها بأنفســـهم ¸وأثبــت الواقـــع أن جميع إلتزاماتهـــم كـــانت لـــذوي القبعـــات الطويلـــة والدم البـــارد .
ما يجــري الآن على الأرض اللبنـــانية ومـــا يتبعهـــا من مواقف الــدول العربيـــة وخاصـــة دولة آل سعـــود أسقــط وللأبـــد ورقة التــوت التي تغطـــي عــورة هــؤلاء المستعربين المتحـــدثين زورا بإســم العروبــة والأســـلام , وأظهـــرت جــوهر ما يخفــون وما يبطنــون , واسقطت دعـــاوي الجهــــاد ضــد إحتــلال العراق والتي يدعمونهـــا رسميـــا من وراء الكــواليس , فهـــاهو العــدو التقليـــدي للعرب والمسلمين يستبيــح الأرض اللبنـــانية ويقتـــل علنـــا ًسكانهـــا الآمنين ويهــدم البنـــايات على رؤوسهــم ويــدمر البنــى التحتيـــة لدولــــة منتسبـــة للأمم المتحـــدة تستظـــل بشرعية مواثيقهـــا وقوانينهـــا ثم يخـــرج علينـــا البيـــان الرسمـــي لآل سعـــود ليـــدعم أرهـــاب دولـــة لقيطـــة ويبيــح لهــا شرعـــا ً ماتفعـــل , وينــــدد بالعمـــل الشريف والقـــانوني للمقـــاومة ( الحقيقيـــة ) ويفصلهـــا كليـــا ً عن لبنـــان وعن العـــرب !! بينمـــا يطلــق ( نفـــاقا ً ) علـــى الأعمـــال الهمجيـــة البربـــرية والإرهـــابية لمجاميع الأجـــرام في العـــراق صفـــة ( الجهـــاد ) و ( مقاومـــة المحتــل ) , فهـــل أرض لبنـــان غير محتلـــة ؟ أم إن دولـــة ( إسرائيـــــل ) دولـــة شرعيــة بالمفهـــوم السعــودي والأعـــلام العربـــي الأســود ؟ وإن أعمـــالها الإجراميــة بحق عــرب مسلمين حــق مشــروع لهــــا ؟ , إن الله لكاشـــف ٌ للســــئ من خبـــايا القلــوب وظـــاهر ٌ لبـــاطل مـــا يخفــون من مـــواقف , فـــأي مطـــب ٍ مزدوج وقع فيـــه سويـــة ً محبـــوا الغلمـــان وإعـــلام الــدولار , وفضـــح صـــراخهم الكـــاذب على تحــرير بلاد العـــرب والإســـلام من المحتلين ؟ .
حتمــــا ً سيخـــرج علينـــا راعـــي الماعـــز اللا دينـــي وأخيـــه في الإرهـــاب طامس سمعــة الإســـلام ( الظــواهري ) بـــ ( بيـــان ) لايغنـــي ولا يسمن , بينمـــا ( الجهـــاد ) الأســـلامي الحقيقـــي قــد آن آوانــــه وبانت ساعتــه ومكـــانه , لا ظن فيـــه ولاشـــك , والفعـــل غير القـــول , وهـــو بلا شـــك ( أي قتــال أعــداء الدين ) سيفصـــل بين المـــدعي الإســلام كـــذبا ً والصـــادق لله في وعــــده , وعلى الـــرافعين شعـــار الجهـــاد لتحــرير بلاد المســـلمين من ( الكفـــرة ) و ( الصليبيين الأمريكـــان ) إظهـــار صــدق ما يدّعـــون و السفـــر الى جنوب لبنــــان فهـــناك ساحـــة الجهـــاد الفعلـــي , وهنـــاك يتصـــارع الإســــلام الحقيقـــي , وبعــده لا دين قـــائم ولا جهـــاد حاضـــر , ولتسكت والــى الأبـــد أفـــواه صرخــت طويـــلا ُوتحـــدثت كـــذبا ُ وباطـــلا .
https://telegram.me/buratha