د.مسعود ناجي إدريس
أساليب التأسيس للحجاب والعفة:
1- أسلوب التشجيع
إن أحد أكثر الطرق فعالية للتاسيس للحجاب والعفة عند الأطفال هو التشجيع. التشجيع هو وسيلة جيدة لتحفيز الإجراءات الإيجابية وتشجيع الأطفال والمراهقين على القيام بالسلوك الجيد.
التشجيع يعني الاستجابة الإيجابية لسلوك الطفل المرغوب فيه، والذي يمكن أن يظهر في شكل التعبير عن المودة، وإسناد المسؤولية المناسبة للطفل، وتقديم المكافآت، وما إلى ذلك.
العقاب هو عكس التشجيع. ومعنى العقاب هو الرد السلبي على سلوك الطفل غير المرغوب فيه، وهو النظرة الباردة إلى الطفل عندما يتصرف بشكل سلبي، والابتعاد عنه، وتجاهل الطفل عندما يقوم بعمل غير مرغوب فيه، وحرمان الطفل من الأشياء التي يحبها، وما إلى ذلك.
2_ الطريقة في اخذ قدوة
ومن الطرق الفعالة لمؤسسة الحجاب والعفة هو اسلوب القدوة. من الطبيعي أن التعليم الابتدائي للإنسان يتكون من أسلوب اخذ قدوة حسنة، ففي السنوات القليلة الأولى من الحياة، يقتدي الطفل بجميع تصرفاته ممن حوله، وعلى رأسهم والديه، وينمو عن طريق تقليدهم، كما أن البنية التعليمية للطفل تلعب دوراً كبيراً. الطفل مقلد جيد ويتعلم بسهولة وبدون أي جهد ومن خلال التقليد فقط. يرى ويسمع ويكرر بعد فترة. أظهرت بعض الدراسات أنه في سن السادسة، يقلد الأولاد آباءهم والفتيات يقلدون أمهاتهم.
في طريق النمو يتخذ الطفل قدوة من كثير من الناس ويتأثر بما يرى ويسمع، وتأثير الوالدين هو الأهم، ويستمر هذا التأثير حتى مرحلة المراهقة. وعلى هذا فإن واجب الوالدين في هذه الفترة ثقيل جداً وعليهم أن يعطوا فرصة لأبنائهم للاقتداء بأخلاقهم وحسن سلوكهم. إذا كان الكلام غير اللائق ليس جيدًا، فلا ينبغي أن يقال مثل هذا الكلام أمام الأطفال، فإن كانوا يتوقعون منهم الخير فليتقدموا في الخير، وإذا أرادوا أن يصلي أطفالهم مبكرًا فليفعلوا هم اولا. “يجب على الآباء أن يتصرفوا بطريقة تجعل أطفالهم ينظرون إليهم نظرة إيجابية. لذلك، يجب على الآباء والمعلمين أن يضعوا في اعتبارهم دائمًا أنهم يمكن أن يكونوا قدوة جيدة لأطفالهم بسلوكهم وكلامهم الصحيح.
3_ طريقة الحب
من الأدوات التربوية التي يمكن أن تساعدنا في ترسيخ العفة والحجاب لدى أطفالنا هو الحب، الذي له تأثير عميق وطويل الأمد على الشخص المتعلم. خلال هذا الوقت، يمكن للوالدين تقديم أفكارهم التعليمية لأطفالهم وملاحظة التغيير في سلوكهم.
الحب في الإسلام هو أساس وعمود الجذب والهداية. الأديان الإلهية تخترق قلوب المحبة وتبقى ثابتة. وكان من أهم أساليب الرسول الكريم (ص) وأكثرها فعالية هو استخدام هذه الطريقة؛ لأنه بهذه الطريقة خلقت جاذبية لدى الناس وزادت من حافزهم. ولو لم يتبع الرسول الكريم المنهج لما اجتمع العرب البدو للالتجاء إلى التعليم والثقافة الدينية.
4_ طريقة سرد القصص
إحدى أدوات التعليم هي القصة. تظهر الأدلة التاريخية أن القصص والحكايات كانت أداة شائعة ومشتركة بين جميع المجموعات العرقية والأمم، وفي كل عصر، كان الرواة المحترفون يروون القصص في التجمعات العامة. أجبر اليونانيون القدماء أطفالهم على حفظ قصص “الإلياذة والأوديسة” منذ الصغر، وقد عبر العديد من المؤلفين والكتاب والفلاسفة وعلماء الأخلاق الذين أدركوا قوة القصص على معتقداتهم بهذا الشكل.
لقد فهم أفلاطون قيمة وأهمية القصص والأساطير في تعليم الأطفال فيقول: “لذا يجب علينا أن نجبر الممرضات والأمهات على أن يروين للأطفال فقط القصص التي قبلناها وأن يفهموا أن التعليم الذي تتلقاه نفوس الأطفال من خلاله هو أكثر بكثير من التعليم الذي يحصل عليه جسمهم من خلال الرياضة.
https://telegram.me/buratha