المقالات

ما هو واجبنا اليوم؟


يجب على المؤمنين أن يساهِموا في تحقيق الوعد الآخرة الذي تحدّث عنه القرآن الكريم بقوله: ((فَإِذَا جَاء وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُم …)) وهذا الوعدُ هو سنن اللّه في حِراك المجتمع الذي يستحق الإمداد الإلهي ونصره، وهو مؤطَّر بحبلين: (حبل الله) وهو قوانينه الجارية في المجتمعات واستحقاقاتها عنده جلّ وعلا، و(وحبل من الناس) وهو إرادتهم وفعلهم واستحقاقاتها الموضوعية، وهذا الأمر متعلّق بأيِّ مجتمع سيّان المؤمن منه أو الكافر ؛ فحبلُ اللّهِ تارةً يكون لطفًا وإمدادًا ونصرةً ودفاعًا، وتارةً يكون استدراجًا وخسفًا وإهلاكًا حتى في تدابيرهم، ولكن ميزة المؤمنين أنّهم يرجون من الله ما لا يرجى غيرهم، فاللّه وليّهم ولا مولى للكافرين… وعليه فإنّ صناعة (وعد الآخرة) لنا شراكة بها، وعلينا أن نعمل وفق المخطط الإلهي المعلن عنه في سورة الإسراء ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))

‏ [سورة الإسراء: ٧].

‏والعمل لهذا الوعد ومخرجاته يحتاج إلى أمّة تُحسن التسليم للّه والغيرة على عباده، وتعمل على فضح العدو وكشف أكاذيبه من أجل تحقيق مبدأ: إساءة وجوههم وهو كشف النقاب عن أفعاله وتقبيحها وتبصير الناس بحقيقته بحيث يستاءون منهم ويحقرونهم، والعمل على مجاهدة أعداء الله الصهاينة لغرض إعزاز المسجد واستعادته من براثنهم وتخليصه من مخالبهم، ومن ثم مجاهدتهم بطريقة تسحق استكبارهم وتحطّم غرورهم وتنهي مركز اقتدارهم.

‏وهذا الوعد الربّاني بما أنّه سنّة إلهية ومآل كلّ السنن الإلهية تنتهي إلى السُّنّة العظيمة وهي الوصول بالمستضعفين إلى مجتمع الوارثين، ولذلك من يتخلّف عنها ويتخاذل فإنّ الوعد الإلهي لن يتخلّف، ولهذا ستُطرَد الأمة الخائنة والغادرة والجبانة التي لم تف بما عاهدت عليه اللّه، فيستبدلها اللّه بأمّةٍ مختلفةٍ مطواعةٍ للّه على تحقيق أمره وإعلاءِ كلمته، وهذا مفاد قوله تعالى في سورة التوبة: ((إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [سورة التوبة: ٣٩] وكذا ما جاء في خاتمة سورة محمد صلوات الله عليه وآله: ((وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم))

‏واعتقد أنّ واحدة من أعظم وأشرف المسؤوليات المناطة بالمؤمنين في عصرنا هذا هي الإسهام في تحقيق الوعد الإلهي والتشرف بأن يكونوا من رجال هذا الوعد ومصاديقه،  فكن أخي المؤمن إن حالت بينك وبين المسجد الأقصى المسافات والحدود… من الذين يسوؤون وجوه الصهاينة بفضح أفعالهم وكشف حقائقهم، وناصرًا للقوة التي ستتبِّر ما علوا تتبيراً، وهي القوة التي سيستبدل اللّه بها الأمم الخاذلة والمطبِّعة… ولا حول ولا قوة إلّا باللّه…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك