د.مسعود ناجي إدريس||
هل صحيح أنه في صراع اخر ازمان سيتجه العالم كله إلى الفساد وسيعم الظلم والدمار في كل مكان وحينها سيظهر إمام العصر؟ في هذه الحالة، السؤال الذي يطرح نفسه هو أنه إذا كان هذا الفساد والتمرد سيغطي العالم في نهاية المطاف فلماذا يجب أن نتحرك نحو إصلاح أنفسنا والمجتمع؟
هذا التفكير سببه عدم الاعتراف بالمسؤولية الإنسانية والدينية، والفهم الخاطئ لمسألة الظهور؛ لأن:
أولاً؛ ليس في هذا الشرط شيء من الواجبات الشرعية كالصلاة والصيام والحج وفعل الخير ومحاربة الفساد ونحو ذلك؛ أي أن وجوب الصلاة أو النهي عن المنكر واجبات مطلقة ويجب العمل بها؛ سواء كان يعجل الظهور أو يؤخره.
ثانيًا؛ فهل من المعقول أن ننحي جانبا كل الآيات والأحاديث طوال حياتنا ونضع يد على يد بحجة انتظار ظهور الامام وبحجة أننا نريد تعجيل الظهور! فهل هذا عذرا بحق الله؟!
ثالثا؛ في الأحاديث التي حددت فيها واجبات المنتظرين هناك حديث عن التقوى والورع والعفة وترك المعاصي والقرب من الله.
وكما يقول الامام الصادق (ع):« فمن سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالتقوى والورع فإن مات مثل هذا قبل الظهور كان أجره مثل أجر من ادرك وقت الظهور. » بحارالانوار، ج 52، ص 140..
وقد ألف علماؤنا كتبا مستقلة أو خصصوا فصولا من كتبهم لواجبات ومسؤوليات المنتظرين أثناء عصر الغيبة (مثل النجم الثاقب، ومكيال المكارم، وغيرها).
وفي هذه الكتب وأمثالها - التي لم تكتب إلا على أحاديث المعصومين - لم يذكر قط أن ملء الدنيا بالفساد والدمار هو من واجبات المنتظرين في زمن الغيبة.
وبعد كل هذا لا بد أن نحدد موقفنا في سياق ثورة الإمام المهدي (ع). ومن الواضح أننا إذا ساعدنا في نشر الفساد سنكون ممن ستقوم الثورة المهدوية لسحقهم والقضاء عليهم!! فإذا أردنا إصلاح المجتمع سنكون من الصحابة المخلصين.
https://telegram.me/buratha