المقالات

زغاريد الشهادة..! 


إنتصار الماهود ||  

 

رجع الخي ياعين لا تدمعيلو 

رجع الخي يما زغرتيلو 

زغاريد وأهازيج فرح تملأ المنزل، نساء تتبسم بدلا من أن تلطم الخدود وتشق الجيوب، لا مكان  للبكاء والحزن، بل قوة وصبر وشموخ وإحتساب لله ، صيحات الشباب التي لن ننساها  ”لا إله إلاّ الله والشهيد حبيب الله“، هو راقد في كفنه باسم ثغره مطمئن في منامه الأبدى يعرف جيدا أن ما قدمه من تضحيات لن تنسى،وسيكمل طريقه من بعده آخرون ، هكذا يتم تشييع شهداء فلسطين. 

هل هذه المظاهر من الفرح والغبطة هي التي تعودنا عليها في مآتمنا وأحزاننا ؟، بالطبع لا فتلك الطقوس فقط لتشييع وتوديع الشهداء، فمظاهر الإحتفاء بالشهادة ظهرت أولا في القدس المحتلة، عقب ثورة البراق في عام 1929،وهي أول إنتفاضة فلسطينية ضد المحتل اليهودي،   ثورة فلسطينية رافضة تهويد القدس العربية، وكان من أبرز شهداء هذه الانتفاضة،( محمد حجازي، محمد جمجوم، عطا الزاير). 

أشعلت هذه الإنتفاضة الشرارة في مدن فلسطينية، وبدلا من أن يتم تشييع الشهداء بالبكاء والجزع، يتم تشييعهم لمثواهم الأخير بالفرح والزغاريد والأهازيج الحماسية، لتقوية الروح المعنوية والشعور بالفخر، ليتم تخليد الشهيد الفلسطيني بهذه الطريقة لتتذكره الأجيال القادمة. 

تتحدث أم الشهيد محمد عن وداعها لفلذة كبدها قائلة ” دخلت المقبرة ليلا مع والد محمد وإثنين من أقاربنا ووجدت عند جثمانه جنود الإحتلال يحيطون بجسد ولدي البارد، الذي ينتظر قبلة الوداع الأخيرة “، هل تتخيل حجم الصبر والقوة في كلام ام محمد؟؟  . 

قالت أم الشهيد ”بوسته وقلت له الله يسهل عليك يما، أنا صبرت وما بكيت، لأن محمد بمكان أفضل، والله كان في بيتنا فرح مش عزا وأناشيد صوتها تصدح، أبني رفعة راس والناس تجي تهنيني بشهادته ما تعزي بموته “. 

 نعم فمن قتل دون أرضه و عرضه ودمه و ماله فهو شهيد، وهل هنالك درجة أعظم من أن تنال الشهادة دفاعا عن أرضك من غاصب محتل؟. 

عجيب أمر نساؤنا أي عقيدة تلك وأي إيمان يحملنه!!، والتسليم بقضاء الله وأمره، فهل يوجد أصعب من أن تفقد الأم فلذة كبدها وقطعة من روحها لتزفه للقبر بدلا من أن تزفه لعروسه؟؟. 

نساء فلسطين أصبحن يفخرن ويفرحن بشهادة أولادهن أكثر من بقاؤهم أحياء،  صدقا فهي تحمل وتلد وتربي مشاريع إستشهادية، جيل بعد جيل، أبناء فلسطين أصبحت عقيدتهم حب الموت في سبيل الدفاع عن أرضهم وتحريرها، بدلا من من حب والبقاء بذل وخنوع في كنف المحتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك