المقالات

‏📌 اليوم الوطني يفتقر الى الوطن


مع ان ما اطلق عليه باسم اليوم الوطني ليس تشريعا وطنيا فهو لم يقر بقانون كما هو المتطلب القانوني، ولكن ما جرى فيه سيكون مجرد التنديد به واستهجانه في غاية التسخيف لطعنة كبيرة وجهت إلى بنيان العراق المعرفي وقيمه الاخلاقية وكيانه المجتمعي فضلا عن سيادته الثقافية، والادهى والامر انه تم من قبل جهة حكومية مؤتمنة على ثقافة العراق.

‏فالذي صنع الاستقلال رجالات وقامات وجراح وتضحيات ومعاناة كبيرة اشتركت فيها المرجعيات الدينية والسياسية والعشائرية من كل شرائح المجتمع، ولم تكن هذه الشرائح عابثة ومشغولة بعرض منحنيات الأجساد الانثوية، ولا بهزات الأرداف ولا بالأناس الذين لم ترهم في سجون المعاناة ولا في سواتر الجبهات ولا في منصات الجهاد السياسي والاعلامي والثقافي ولا ينتمون إلى السواعد السمراء والوجوه التي خاطتها سنوات المحن إن ما كان من العثمانيين او البريطانيين وكل الإمعات التي قاءت بهم على العراق مزبلة لندن وواشنطن والتي كان من نتاجهم البعثيين وحكمهم المشؤوم ومجرمي القاعدة وداعش وكل أيتامهم ممن تبرقعوا بستار الوطنية بعد ان فشلت مشاريعهم تحت سنابك: الطوب أحسن لو مگواري، وثلثين الطگ…، واللاعبين مع ماو تفگ البرنو، وبأيادي أبناء العشائر من هوسات الرميثة إلى هتافات الحشد الشعبي التي تضمخت بأعز الدماء وأغلى الأرواح……

‏ما رأيناه لم يك فيه من الاستقلال شيء وانما هو اعادة تدوير للغزو الثقافي والاخلاقي الذي يسوقه نفس الذي استعبد سيادتنا وارتهن ارادتنا بخيوط الشيطان الحريرية وبحربه الناعمة، ويتبرأ منه شعبنا وتنتفض منه أرواح شهدائنا وأبرارنا من شعلان ابو الجون الى ابي تحسين الصالحي وسيد صالح البخاتي والمهندس الأغلى وداغر الموسوي ومشتاق الزيدي وأمية أل جبارة… ناهيكم عن دماء آل الصدر وآل الحكيم وبحر العلوم وشهداء الدجيل والبصرة والناصرية وبقية المحافظات…

‏هل يكافئ الاستقلال بأرداف عارية وبصدور ناتئة وبشفاه ممتلئة وبترنحات من خصر هذه او تلك؟

‏هل تصنعون وعياً وطنيا من ممارسات جعلت احرار العراق يعيشون اللوعة والمرارة مما يرون ويشاهدون؟

‏مهما قلنا فإن الحكومة تتحمل المسؤولية كاملة عن هذا التردي ولا عذر يمكن أن يقال في هذا البين… 

‏ترى هل لديكم وزارة للثقافة حريصة على الحس الوطني إن لم يكن لديكم وزارة تبني الشعور الوطني وتكرسه وتجذّره؟

‏أما أحزابنا وسياسيونا بلا استثناء لن اقول اين انتم مما يجري بقيمكم ومبادئكم وبتضحيات شعبكم؟ ولكن بالله عليكم لو أن أحدا تعرض لشخوصكم وشخصياتكم هل ستقفون موقفاً كان احسنكم فيه هو من أدان واستهجن رغم انه لا يقيم أوداً ولا يصلح اعوجاجا، مع أنكم الحكومة والبرلمان والقضاء وصنّاع الرأي العام!

‏اللهم لا تؤاخذنا

 

جلال الدين علي الصغير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك