المقالات

مجالس المحافظات عمل لا عناوين...ووعي الناخب سيد الموقف ...


كندي الزهيري ||

 

قبل الحديث عن شيء يجب علينا معرفته ، وقبل الحكم عليه علينا أن نعرف واجباته الموكلة له .

في البدء علينا أن نعرف مفهوم مجالس المحافظات وهي :  السلطة التشريعية الوحيدة والرقابية العليا ضمن الحدود الادارية للمحافظة.

ما هي واجبات هذه السلطة من الناحية القانونية : 

_ إصدار التشريعات المحلية في حدود المحافظة .

_ إدارة شؤون المحافظة  وفق مبدأ اللامركزية الادارية،  وبما لا يتعارض مع الدستور والقوانين الإتحادية ، ويمارس الاختصاصات المنصوص عليها في المادة ( 61 / أولا ) من الدستور.

لكن هل يوجد ضوابط وقانون لمجالس المحافظات !، نعم يوجد منها : 

أولاً- مشاركة الناخبين في إختيار ممثليهم في مجالس المحافظات والأقضية والنواحي.

 ثانياً- المساواة في المشاركة الانتخابية. ثالثاً- ضمان حقوق الناخب والمرشح في المشاركة الانتخابية.

في الفترة ما قبل ٢٠١٩م ، كانت مجالس المحافظات يشوبها الكثير ، وعليها علامات استفهام ، بسبب الخلافات و التجاذبات السياسية ، التي انعكست على واقع المحافظات ، مع الأسف الكثير من المتقدمين إلى الإنتخابات مجالس المحافظات ، يرون بأنها مكان ( مغنم لا مكان للخدمة) ، وهذا بحد ذاته سبب معانات وهدر بالمال العام ، على حساب المواطنين.

والنتكلم بوضوح أكثر ، المواطن يعتبر السبب الرئيسي وراء تلك الصراعات وضياع المال العام ، لكون الإنتخاب واعطاء الصوت،  لم يكن بالطريقة الصحيحة ، إنما كانت تعطى  مقابل أموال أو وعود غير واقعية ... إن عدم فهم طبيعة الإنتخاب وعلى أي أساس يعطى الصوت ، جعل من المواطن يعيد حساباته في عملية الإنتخابات ، ولا ننسى تلك الشريحة التي لم تشارك لكونها لا ترى الصورة واضحة من جهتها ، أو أنها لا زالت لا تفهم مدى أهمية دورها ، نعم إنها تجربة ليست بجديدة لكن اليوم بلا شك أصبح هناك وعي في الشارع العراقي ، بعد هذه التجارب من غير المعقول الوقوع بنفس الخطأ، وأن لا يكون إنتخاب  على أساس المصالح الشخصية ، بل يجب أن يكون الوعي يقودنا إلى " الإنتخاب على أساس المصلحة العامة لا غير ".

إن إيقاف عمل مجالس المحافظات من قبل مجلس النواب السابق ،كان خطأ دستوري واضح ،  وإنَّ الإستمرار بتجميدها ، يعد مخالفة دستورية وإضرارًا بالنظام اللامركزي،  التي صوت عليها الشعب العراقي ،  مما ساعد على تفرد المحافظين في إدارة المحافظات .

نعم البرلمان لم يكن في وضع طبيعي ، لا بل البلد لم  يكن  في وضع  صحيح في حينها ،  إن حل مجالس المحافظات كان أحد مطالب  الاحتجاجات  في تشرين عام 2019، وقد تجاوب البرلمان العراقي في حينها عن طريق إصداره( قراراً ) بوقف عمل تلك المجالس، وجميع التشكيلات المحلية المتصلة بها ، ولم يستطع إصدار قانون ، لكون القانون لا يلغى إلا بقانون ، وهذا بحد ذاته مخالفة دستورية ،  طعن أمام المحكمة الاتحادية بهذا القرار . 

رؤية “القوى السياسية : أدركت جيداً ضرورة وجود مجالس المحافظات، من أجل مراقبة العمل والأداء للحكومات المحلية، فلا يمكن بقاء هذه الحكومات بلا رقابة ومحاسبة، لاسيما مع وجود إخفاقات وشبهات بعمل بعض المحافظين طوال السنوات السابقة.

رؤية المتخصصون : بضرورة إجراء التعديلات الدستورية الخاصة بموضوع مجالس المحافظات ، بما يضمن تحقيق لتطلعات الشعب العراقي .

لا شك بأن الانتخابات هي الحل الأنسب ، لكونها تمنح المواطن الحق بختيار من يمثله ، وهو المعني الأول والأخير ، وأن كانت هناك قوى سياسية تدخل الساحة بعناوين ثانوية ، لكن أبناء المحافظة يعلمون الصالح من الطالح.

وعليكم  أن تعلموا جيدًا ، بأن المطالبة بحل أو مقاطعة الإنتخابات مجالس المحافظات ، هو الحل ، أنتم واهمون ، لكون سيعطي صلاحيات من دون رقابة للمحافظين ، وهذا بحد ذاته يجعلنا أمام خطراً حقيقي ، لما سيكون عليه المحافظ من سطوة ديكتاتورية ، لم و لن يجني منها أبناء المحافظة غير المزيد من التعاسة.

اليوم عليكم إنتخاب من تجدون فيه الصدق ، ولا ننسى بأن سياسة الحكومة الحالية هي سياسة  خدمية تنموية ، لذا عليكم أن تكونوا أكثر حرص من خلال المساهمة في إنجاح هذه الإنتخابات ، ولن تكن كذلك إلا بصوت حقيقي واعي ،  يذهب للمرشح صادق بوعده مؤمن بخدمتكم .

علينا جميعًا أن لا ننصت إلى الإعلام الأصفر ، ولا نسمح لعملية التسقيط التي يمارسها الفاسدين والمفلسين ، على بعض المرشحين الذين تجدون فيهم الخير .

و في الوقت ذاته نحذر من قوى الظل ، التي تحاول التشويش على الناخب ، من خلال زج عناصرها في تظاهرات   ، تطالب بعدم المشاركة في الإنتخابات ، بحجة أن مجالس المحافظات ليست شرعية ،  في ذات الوقت  تدعم بشكل غير مباشر شخوص لهم باع طويل بالفساد ، هذا الفعل قد يحرم النزيه ، و يمنح الفرصة للفاسد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك