المقالات

حلبچة وتلعفر في طريق واحد..! 


 

زمزم العمران ||

 

يسعى الأكراد إلى تحويل قضاء حلبچة إلى محافظة رابعة ، تتبع الإقليم أدارياً وسياسياً ، ويسعى التركمان إلى الحصول على محافظة تمثل مكونهم القومي في شمال العراق  ، ولنبدأ بما يميز تلعفر من حيث المساحة ، تبلغ مساحتها 4,453 كيلومتر مربع  ،اما تعداد سكانها فيقدر حوالي 170 ألف نسمة ، غالبيتهم من القومية التركمانية ، مسلمي الديانة ينقسمون مذهبياً بين الشيعة والسنة  ، فضلاً عن وجود بعض في المكون من القومية العربية ، أما موقعها الجغرافي فتمتلك موقعاً جيوستراتيجي في المثلث الحدودي الواقع بين العراق وتركيا وسوريا ،فتبعد عن الحدود التركية مايقارب 50 كيلو متر و 60 كيلو متر عن الحدود السورية ، أما موقعها بالنسبة لمحافظة نينوى ،فتقع غرب مدينة الموصل وتتبعها ثلاثة نواحٍ أدارية ،هي زمار وربيعة والعياضية .

يضم هذا القضاء 78 قرية ،49 منها قرية عربية  و29 منها قرية كردية ، يحده من الشمال محافظة دهوك ، ومن غربه سنجار ، وجنوبه قضاء الحضر ، كما يبعد عن العاصمة بغداد 450 كيلو متر ، أبرز المعترضين على تحويل هذا القضاء إلى محافظة ، هم من المكون العربي ، لأنهم يعدون أن الهدف من التحويل الإداري إلى محافظة هو هدف قومي بحت ، الهدف منه سيطرة التركمان سياسياً وإدارياً ، في هذه المحافظة المزمع تشكيلها .

أما الذين يقودون حراك تحويل هذا القضاء إلى محافظة ، فهم من الشخصيات التركمانية التي تُحسب على الحشد الشعبي ، ويحاول نواب عن ذلك القضاء جمع تواقيع في البرلمان العراقي ، بهدف إدراجه كمشروع على جدول أعماله هذه الفكرة في التحول من قضاء إلى محافظة ليست وليدة اليوم  ، كما يحاول الأكراد في تحويل حلبچة إلى محافظة ، بل يرجع زمنها إلى قيام الجمهورية العراقية عام 1958 في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم ، حيث حمل هذا المشروع حينها اسم محافظة الجزيرة .

 الدورة البرلمانية الثالثة للبرلمان العراقي بعد عام 2003 تم التصويت من قبل أكثر من نصف مجلس النواب على تحويل هذا القضاء إلى محافظة ، إلا أنه جوبه بمعارضة سياسة تمثلت حينها بالأحزاب الكردية ، وجبهة السياسي أسامة النجيفي ، وكانت مزاعم الاعتراض أن التركمان يسعون إلى إيجاد محافظة شيعية تمتد إلى الحدود السورية ، أما أصحاب هذا المشروع حالياً فهم ينتظرون موافقة مجلس الوزراء ، وتنفيذه لقرار البرلمان بينما برزت اعترافات أخرى من محافظتي نينوى وصلاح الدين ، بحجة أن هذا الأمر يؤدي إلى تمزيق وحدة الصف الوطني ، ويعزز من النزعات القومية والطائفية ، متناسين أن هذا القضاء يضم كل مكونات الشعب العراقي.

أما في الجانب القانوني ، فأن العراق كما يملك قانون يسمح له بتحويل النواحي إلى أقضية أو الاقضية إلى محافظات ،الا أن هذا القانون أصبح غير معمول به بعد تشريع قانون المحافظات غير المنتظمة بأقليم ، حتى لا تمت موافقة مجلس الوزراء على تحويل القضاء إلى محافظة ، فأنه يحتاج إلى تشريع برلماني ، والذي يجب أن يرتب أوراقه واستعداداته للتعامل مع تلعفر كمحافظة .

من هو المستفيد من طرح أفكار تحويل الاقضية إلى محافظات ؟ كما في حلبچة وديالى أو تحويل المحافظات إلى أقاليم ، مثل المشاريع التي طُرحت سابقاً بتحويل محافظة ديالى إلى إقليم ، أو محافظة البصرة إلى إقليم.

هل سيكون مواطني تلك المحافظات والمدن هم المستفيدون ؟ أم المكونات السياسية التي تسعى الأستحواذ على ميزانيات تلك المحافظات والاقضية إذا ماتحققت مشاريعها ؟ وهل يعد ها تمزيق لوحدة البلاد ونشهد مشاكل داخلية أخرى مماثلة لما يحصل بين الإقليم والمركز ، هذه التساؤلات وغيرها تحتاج إلى من يجيب عنها ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك