الشيخ جاسم محمدالجشعمي ||
٨-احياءالعصبية القومية من قبل الامويين :
ان الامويين لم يتركوا وسيلة شيطانية لأجل تمزيق المجتمع النبوي إلأّ استخدموها . إضافةً الى ظلمهم للمسلمين وتحريفهم للاسلام ونهبهم اموال المسلمين واحياءهم للجاهلية القبلية عملوا على احياء الحس القومي العروبي والعنصري الجاهلي ببن المسلمين العرب ليهدموا المجتمع الاسلامي القائم على الأسس الاسلامية والتي جمعت مختلف القوميات والقبائل والعشائرالمسلمة في،ظلها وتحت خيمة الاسلام . وقد سجل التاريخ ممارسات الامويين و تصريحات معاوية بن ابي سفيان العروبية والعنصرية والشيطانية ضد المسلمين غير العرب في المجتمع الاسلامي والتي تدل على ان ودولة معاوية كانت قائمة على هذا النهج القومي الجاهلي . وقد سجل المؤرخون بعص تصريحات معاوية الخطيرة في مجالسه الخاصة وقد قال لخواصه في احد مجالسه :
( اني رأيت هذه الحمراء قد كثرت . وأراها قد قطعت على السلف . وكأني انظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان وقد رأيت ان اقتل شطراً وأدع شطراً لإقامة السوق وعمارة الطريق ) (المصدر كتاب الدولة العربية)
تأمل في كلامه ! فمعاوية يعبر عن المسلمين بالعرب والحمراء ولايتحدث بمصطلح المسلمين في حديثه الخاص مع خواصه واركان سلطنته وكأنه يتحدث عن صراع قائم بين العرب والعجم على اساس قومي عنصري في المجتمع الاسلامي . فهو يقسم المسلمين على اساس قومي . ثم يعبر عن حكومته بالسلطان وليس بالخلافة . ويتوقع انتفاضة غير العرب وثورتهم على حكمه . ويصف ثورتهم بثورة الحمراء على العرب . ثم يرى ان يقتل ويصفيَ
َ نصف المسلمين غير العرب ويبقي النصف الآخر ليخدموا دولته وسلطنته في الأعمال الشاقة ويخدموا في الأسواق ويصلحوا الطرقات .
وحسب هذه الوثيقة التاريخية كان معاوية يخطط لأبادة نصف المسلمين غير العرب الساكنين في المدن الاسلامية وهم يشكلون رعاياه ورعايا ومواطني الدولة الاموية . ولم يكن توقعات معاوية بثورة غير العرب من المسلمين على حكومته ناتج من الفراغ . وانما هو كان يمارس الظلم والاقصاء ضد المسلمين من غير العرب ويتوقع منهم رد الفعل والانتفاضة عليه وعلى حكومته . وكان يستعد لأبادتهم قبل أن يثوروا ضده كما كان يظن ذلك . وهذه الوثيقة تكشف عن نيته لأتخاذ قرار ابادتهم .
وكانت الكلمة الشائعة بين أمراء بني امية هي :
(لايصلح للقضاء غير العربي)
او
( العجم خدمنا يصلحون الطرقات ويخيطون اثوابنا ) .
وقد استخدمت الدولة الاموية المسلمين غير العرب في أعمال شاقة وخدمية كالعبيد وكانت الدولة الاموية تعاملهم كمواطنين من الدرجة العاشرة . هذه السياسة العروبية العنصرية الجاهلية التي مارسها الحكومات الاموية ضد المسلمين من غير العرب أحْيَتْ الحس القومي الجاهلي بين المسلمين وفي أفراد المجتمع الاسلامي وبين العشائر والقبائل المسلمة . وكان السلطان معاوية في أعلى هرم الدولة الاموية هو من يقود الحملة العروبية ضد المسلمين غير العرب ويؤجج الصراع بين المسلمين على الاساس القومي العنصري الجاهلي . وكان من المفروض على معاوية ان يراعي المسلمين غير العرب بكونهم رعاياه ومواطنين في الدولة الاموية لا ان يخطط على معاداتهم وابادتهم ويحرِّضَ المسلمين العرب ضدهم . ولذلك قال الامام الحسين عليه السلام لمعسكر الامويين الذي كان يقوده عمر ابن سعد في اليوم العاشر من محرم . ان لم يكن لكم دين كونوا عرباً كما تدعون . فالامام الحسين عليه السلام اشار خطابه نهجهم العروبي والقومي الذي كان اهم اهم ادوات السياسة والحكم عندهم .
ان أفتك وسيلة لتمزيق اي مجتمع متماسك هو الوسيلة القومية العنصرية . وقد استخدمها الامويون ونجحوا بها في تمزيق المجتمع النبوي . وكانت هذه القضية من دواعي انتفاضة وثورة الامام الحسين عليه السلام ضد الحكم الاموي بقيادة يزيد بن معاوية عليه لعائن الله .
https://telegram.me/buratha
