المقالات

هل قبض رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) وهو مسموما شهيدا ؟؟!!


الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي ||

 

فلا رزية اعظم منها وفيها فقد حبيبنا ونبينا وانقطع الوحي عن الناس

اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه واله وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا ..

تمر علينا ذكرى وفاة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) موتا طبيعيا أم أنه جرى اغتياله بطريقة ما ؟!!

توجد روايات صحيحة عند الفريقين تشير إلى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات مسموما ..

إذن كونه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات مسموما شهيدا أمر مسلم، ولكن يبقى السؤال : من هو الذي دسّ السمّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقتله ؟!!

هناك بعض الروايات تشير إلى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات متأثرا بالسم الذي سقته إياه اليهودية في خيبر في السنة السابعة للهجرة ..إلا أن هذا الاحتمال بعيد لأسباب عدّة ، منها :

 أن كثيراً من الروايات دلت على أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يأكل من ذلك اللحم المسموم ، وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان قد أخبر عن طريق الاعجاز بكونه مسموماً ، هذا اضافة إلى بعد المدّة بين موته (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذه الحادثة ، وهي ثلاث سنوات ؛ إذ كانت واقعة خيبر في السنة السابعة للهجرة ووفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) في السنة الحادية عشرة ، اضافة الى أن (بشر بن براء) الذي أكل من ذلك اللحم مات في الحال لقوة السمّ الذي فيه !!

 فاحتمال كونه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات من أثر ذلك السمّ بعيد جدا .

وعليه لابد من البحث عن أدلة جنائية أخرى يمكن تلمس حادثة الاغتيال بالسم من خلالها .

 والمتتبع للروايات يجد رواية تشير في مضمونها إلى قضية غريبة جدا حدثت قبل وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بوقت قريب جدا وهي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) سقي – في مرضه الذي مات فيه - بدواء ما عنوة ومن غير إرادته ، مع أنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان قد نهاهم أن يسقونه عنوة حال صحوته ففعلوا ذلك حال غفوته ، فانظر إلى الرواية وتابعها معنا بإمعان. 

فالرواية تشير بوضوح إلى سقي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شرابا رغما عنه ورفضه له حال صحوته وأن السقي جرى حال غفوته بدليل أن الرواية قالت : ( فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ) ؟!!

وتوجد هاهنا جملة أسئلة واستفهامات كثيرة إزاء الرواية المذكورة ، منها :

لماذا أقدم هؤلاء الأشخاص على سقي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دواءا نهاهم أن يسقونه إياه حال صحوته فسقوه إياه حال غفوته ؟!!

هل ترى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفض العمل بقانون الأسباب والمسببات بحيث يرفض دواءا فيه علاجه وهو يعلم أن لكل داء دواء ؟!!

لقد ورد أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يمكن أن يقاس بغيره من الناس فهو لا يعتريه الاضطراب ولا الهذيان في أي حال من الأحوال، سواء في حال الصحة أو حال المرض، حتى يكون تصرف غيره نيابة عنه لما فيه مصلحته ، فالقرآن الكريم صريح بلزوم إطاعته المطلقة؛ إذ يقول تعالى: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ، ويقول عز من قائل: ( ما آتاكم الرسول فخذوه وَما نهاكم عنه فانتهوا) ، ويقول جل وعلا: (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).

إننا بلحاظ ما تقدم لا يمكن أن نجد عذرا معقولا ولا مقبولا شرعا لهذا الفعل بسقي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيئا رغما عنه !!

إنه فعل وجرأة غريبة واقعا تحمل معها الكثير من التساؤلات !! 

فإذا وضعت هذه الاستفهامات مع حادثة ليلة العقبة والأشخاص المتورطين في اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها ، ومن تورع حذيفة عن الصلاة عليهم ( لأن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه كان يحمل سر رسول الله في المنافقين الذين أرادوا اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة العقبة ، وكانت علامة معرفة المسلمين لهم هو عدم صلاة حذيفة عليهم عند موتهم ، وقد ذكر ابن حزم أن حذيفة لم يصل على بعض الصحابة " كما جاء في المحلى ج11 ص 225 " وجاء عن ابن عساكر قوله أن حذيفة لم يصل على فلان "مختصر تاريخ دمشق ج6 ص 253" وهذه طريقة معروفة عند الكتاب والمؤرخين عند الحديث عن شخصية مهمة من الصحابة يريدون إخفائها لأن ذكرها لا تتحمله العامة ). مع ملاحظة رزية يوم الخميس قبل وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأيام - التي رواها البخاري ومسلم - وما جرى فيها من الاغتيال المعنوي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ستتضح لك معالم الأحداث بشكل لا غطش - لا ظلمة - فيه ... 

ولا حول ولا قوة إلا بالله .

عظم الله أجوركم بشهادة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك