د.مسعود ناجي إدريس ||
لماذا لم يجبر الله عز وجل الشيطان على السجده عندما أعرض عن السجود للإنسان، أليس الله بعباده رؤوفا رحيما؟..
السؤال أعلاه ليس صحيحا إلى حد ما، لأنه يقتضي ألا يكون لإبليس سلطان وهو من الجن وهو حر.
وأيضاً، لولا كبرياء الشيطان وغروره في السجود للبشر، لاندثر دور إبليس في الهدف من الخلق؛ لأنه لولا الشيطان لن نشهد في الدنيا وجود الشر والفساد والتعب والنقص والعيب والضعف ونحو ذلك، ولم يكن هذا ممكنا، لأنه في تلك الحالة لن يفهم العقل البشري معنى الخير والصحة والراحة والضمير والكمال والقوة .
ولو لم تكن هناك نماذج من الشقاوة والمعصية والقبح والذم والعقاب ونحو ذلك في العالم، لم تتحقق السعادة والطاعة والخير والثناء والثواب، ولم يكن ذلك ممكناً بأي حال من الأحوال .
بمعنى آخر، لو لم يكن هناك شيطان لما كانت هناك خطيئة، ولن يكون عصيان أمر الله ممكناً وفي هذه الحالة إرادة الله ستنفذ بالقوة وتصبح إلزامياً، واذا كان القيام بالامر الصحيح الزاميا و غير قابل للترك لن يكون للامر المولوي معنى، عندها لن تكون للطاعة معنى، وحين لا تكون هناك طاعة ومعصية، لن يكون هناك معنى للثناء والذم والثواب والعقاب والوعد والوعيد والتبشير، ولن يكون هناك دين وشريعة ودعوة تليها النبوة والرسالة، ونتيجة لذلك لم تكن هناك لا مدنية وانسانية، ولذلك فإن وجود الشيطان الذي يدعو الإنسان إلى الشر والخطيئة هو أحد ركائز النظام العالم الإنساني؛
وكذلك الصراط المستقيم الذي وضعه الله للإنسان لن يتبعه إلا إذا كان هناك من هو خارج طبيعته يرشده إلى صراطه المستقيم، وفي اتجاه ثاني يكون هناك أعداء يجعلون الانسان ينحرف عن الصراط المستقيم.
https://telegram.me/buratha