المقالات

امريكا لا تخوض الحروب الدينية ..!


د. ظفر التميمي ||

 

السلام عليكم جميعا /

ضمن الايديولوجيات او الافكار او العقائد ، سموها ما شئتم ، تلك التي تعتنقها الدول والمجتمعات ، نجد انه من النادر ان نرى تطبيقا حقيقيا لمنهج كامل لتلك الايديولوجيات ، بل التطبيق يكون مجزئا وعلى مراحل ، ورب سائل قد يعترض على ذلك فيقول ، ان الراسمالية والاشتراكية ، كليهما قد طبقتا  بحذافيرها  في عدة دول ومجتمعات ممن تتبع تلك العقائد ،  والحقيقة اننا الى الان نشاهد حالة تطوير لتلك العقائد ، فالراسمالية تحولت الى الراسمالية العالمية الجديدة او ما يطلق عليها بالنيوليبرالية، والاشتراكية باساسها القكري الشيوعي قد تحولت الى نظم معادية للمعسكر الغربي واستفادت من الرسمالية عبر تعزيز الفكر القومي للدول الشيوعية سابقا ، وخير دليل على ذلك روسيا الاتحادية التي لم يتخل قادتها عن كونهم يمثلون نظاما مخالفا للتوجهات الغربية ، فهم يمثلون شعوب السلاف الاصيلة الارثوذوكسية التي سكنت شرق اوربا وآسيا ولهم نظرتهم الخاصة في مساءل قومية ودينية واقتصادية تخالف تلك التي تسري في الغرب الراسمالي ، وبالعودة لعنوان المقال ، فان هناك تصور خاطىء من ان الولايات المتحدة الامريكية تضطر احيانا لخوض حروب ذات طابع ديني وهو ما اقتنع به الجميع بعد تصريح الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش عن الحرب الصليبية أثناء أحتلال العراق ، وقد تم تصدير فكرة معينة للعالم اجمع ، بان الرئيس الاميركي هو رجل متدين وان اليمين المتشدد داخل اروقة البيت الابيض يحكم بقبضته على العالم ، مما عزز من مشروعية مطالب إسرائيل في تمكينهم من القدس لاحقا كعاصمة لهم ، ولقد استغرق الامر سنوات ولكنه تحقق ، كذلك الامر عندما يعتقد البعض بان الولايات المتحدة الامريكية لا تسيطر على الموقف ، وقد قلتها سابقا ، بان الاستراتيجية الاميركية تكتب على هون وبشكل مدروس وقد تمر بمراحل يظن البعض فيها بحدوث التغيير الكلي والشامل ، نعم لقد تراجعت الهيمنة الامريكية ولكنها لا تزال القوة الوحيدة التي تتحكم بالعالم والى ان يولد النظام العالمي الجديد المتعدد الاقطاب ، فعلينا ان نركز جهودنا باتجاه فهم السياسة الاميركية في المنطقة ، وهنا اود التذكير بمقطع مهم جدا للفلم الامريكي الشهير ( تشارلز ويلسون وورز) ، اذ تقول فيه احدى الشخصيات الساندة للبطل أثناء حوار بينهما عن قضية حرب افغانستان في ثمانينيات القرن الماضي ما نصه :- ( آمريكا لا تخوض الحروب الدينية) ، اي ان ما يحدث في حروب الوكالة هو مجرد واجهة سواء في الحروب الروسية - الافغانية سابقا او الحرب الروسية- الاوكرانية حاليا ، وحتى تحركات الجيش الامريكي بمرافقة المؤسسات الامنية الامريكية وإسرائيل ، ان العالم يتغير وعلينا ان نحسب خطوات التغير هذا بالطريقة التي نحقق فيها المكاسب لاوطاننا ومجتمعاتنا ، والا ندمنا ولن ينفع الندم وقتها .

دمتم بخير  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك