المقالات

كل شيء عبارة عن معادلات


قيصر الهاشمي ||

 

الجنة والنار معادلة العلاقة بين الابوين وابنائهم معادلة الدنيا معادلة الاخرة معادلة المرض معادلة العلاج معادلة التوفيق والفشل معادلة

وكذلك بناء الدولة وبناء المجتمع معادلة والواقع بكافة مسمياته معادلة صراع القوى معادلة فلا يمكن تقييم اي حال دون معرفة معادلته وكيف تكون لكي يتم تفكيك المعادلة التي نبحثها  فأن كانت ايجابية ينبغي تطوير اواصرها ومكوناتها وان كانت سلبية ينبغي تحديد مكونات المعادلة واثارها التي نشأت واعادة صياغتها بدون اجتزاء او تخوين او نرجسية فلم اجد في حياتي وما سمعته او اطلعت عليه ان عالماً او ملهماً كان نرجسياً او متعالياً او سيء الظن او سطحياً في تقييم الاخرين ولا ينظر بعين عوراء او كليلة لمحيطه والذين يتعامل معه ودائما يكون معطاءً مبادراً صاحب حلول ويستمع لحكمة المجانين ان تطلب الامر

الواقع العراقي المرير هو وليد معادلة اشتركت فيها جميع القوى والاطراف وكذلك الشعب وبنسب متفاوتة اقلها كانت نسبة الشعب لاسباب اغلبها قاهرة وللاسف الحلول التي تطرح ترقيعية وعوراء تحت شعارات عاطفية وكاذبة فالصراع الامريكي الايراني والصراع الطائفي السياسي بين القوى السياسية والصراع المدني الديني والصراع على مغانم السلطة وموارد العراق وصراع البيوتات السياسية والدينية والتخوف من حتمية اليوم الموعد المذكور في التوراة والانجيل والقرأن حاضراً ايظاً وتصفية الحسابات مع سوريا وروسيا كلها مكونات معادلة العراق وما العصابات الارهابية وغيرها ومخيم الهول وما يحاك حالياً ما هو الا نتائج عقدت تفكيك اصل المعادلة والضحية هو المجتمع المدني العراقي ومستقبله فكل متعاطي مع الشأن العراقي يرى انه الاصلح في تقييم الاوضاع وهو صاحب النظرة الثاقبة ولكن هذا الاعتقاد لا قيمة له مادام المعني لديه انتماء سياسي او قومي او لمحور من محاور المعادلة او يعطي تقييمه من وراء حجب وبناء على روايات وعدم معايشته الميدانية واطلاعه التفصيلي فلا يمكن ترك مبررات تشكيل اجنحة مسلحة واسبابها ولا يمكن تجاوز اسباب تشكيل الحشد ولماذا وما هي ايجابياته وتضحياته ولا يمكن تجاوز اهمية وضرورة ان تكون لدينا علاقات  وثيقة و استراتيجية مع امريكا وبريطانيا واوربا ولا يمكن اهمال ضرورة وحتمية الاستقرار في العلاقة مع دول الجوار بعيداً عن ثاراتها وصراعاتها المشتركة فيما بينها او مع الدول الاخرى لسبب بسيط جدا نحن دولة هشة فتية باقتصاد ريعي قابل للانهيار والاقتصاد يمثل عنصر وعامل مشترك في اي معادلة والامر لا يحتاج الى الغوص في بحور الاقتصاد والسياسة وانما الاستشهاد بالحوادث الكبرى التي انتجت من الدمار الشامل اعماراً وانتعاشا

ولو راجعنا مادة التاريخ للصف السادس الادبي لوجدنا وصف لكيفية تعامل قوى الاحتلال مع الدول التي احتلتها تحت شعارات عدية منها الاعمار وبناء انظمة الحكم وغيرها وكانت هنالك عدة اساليب في تحقيق اهدافها كان الاقل ضرراً وانتج واقعاً جيداً حسب رايي الشخصي البسيط

الحكم المباشر من قبل الدولة المستعمرة لمدة سنة وتشكيل حكومة من شخصيات مستقلة مهنية علمية ليس لها اي انتماء او ارتباط وبدون تقسيمات او عناوين فرعية تحت مبررات معينة

وهذه المعادلة تجعل من تلك الشخصيات المستقلة امام انظار اطراف الصراع فهي تريد اثبات وطنيتها امام ألشعب والقوى السياسية من خلال تقديم افضل وانزه الاداء ولاثبات امكانياتها المتعددة لاستلام ملف الحكم في بلدها للخروج من قيد الاحتلال واتهامات العمالة وكذلك لكسب دعم القوة المسيطرة صاحبة السلطة في بناء دولة مؤسسات وتوفير الخدمات الاساسية والتي ينطلق منها ألشعب نحو الديمقراطية والابتعاد عن الالتفاف الضيق من خلال فرص العمل والتعليم والثقافة ومنع تنشئة امارات حروب ودويلات داخل الدولة تخرج المعادلة عن السيطرة بسببها

ولكن للاسف لم تستخدم هذه الالية في العراق

وتوالت الاحداث وتداعياتها من سرقة الاثار والذهب الى الفساد في فيلق الاعمار الى تدمير الاليات العسكرية العراقية الى قرار حل الجيش الى تهريب المعدات والاليات والنحاس ومكائن وخطوط انتاج الاسلحة والذخائر الى دول الجوار الى التعامل الغبي والمهين من قبل قوات التحالف مع شخصية الفرد العراقي جعلته فريسة لافكار متطرفة تحت عناوين عقائدية وجهادية وللامانة هنالك تفاوت واختلاف في مقدار التعامل المهين ما بين القوات الاميركية والقوات الانكليزية التي كانت اكثر فهما وحكمة من باقي قوى التحالف ثم انت خطوة اختصار العراق بشخصيات وجهات ترتبط اغلبها باجندات واجهزة مخابرات ومن كان بعيدا عن هذا الوصف كان ان حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد وتم الغاء دور قوى وشخصيات الداخل بالمطلق مهما كانت اهميتها وقيمتها وتاثيرها فاصبح العراق بلد القتل والتدمير بابشع الطرق وبمجازر لم يعرفها التاريخ وكان وقودها الشعب فالحصون والسواتر والمناطق المحصنة لفئة معينة ولصاحبة القوة العسكرية في العراق مع شعارات ودعوات لجعل ايران وسوريا صورة مشابهة للعراق فما كان من هاتين الدولتين الا ان تلجأ لمعادلة الهجوم خير وسيلة للدفاع واستخدمت شعارات سياسية ودينية وقومية ووطنية في ايجاد مناطق نفوذ لها مولتها من موارد العراق واستخدمت القوى الداخلية المبعدة او القوى التي ترتبط معها بعلاقات تاريخية تعود لايام ما قبل 2003

ورغم صدور دراسات واراء من المؤسسات الحكومية والخاصة الاخرى لاطراف المعادلة العراقية تعترف بخطئها بالتعاطي مع الملف العراقي مثل الاطلاعات والحرس الثوري في صراع ما بينهم حول طريقة ادارة الملف العراقي وكذلك وكالات الاستخبارات والكونغرس والجمهوريين والديمقراطيين في تقييم تجربتهم في العراق وافغانستان والصومال وليبيا وكذلك ما حصل في بريطانيا واعتراف رئيس الوزراء بخطأ زج بريطانيا بهذه المعادلة ورغم الفرصة التي اتت لتغيير وتعديل المعادلة الى ان العقلية ما زالت تفكر بذات المنهج والطريقة في التعاطي مع معادلة التغيير المطلوب في العراق ولا يمكن ان يحصل التغيير ونحن نستخدم ذات النظام والاليات الذي انتج ما نحن فيه وازداد اليوم اسلوب منحرف جديد يعتمد عنصرا اضافية في المعادلة يتمثل بمحاولة منع اي بناء او انجاز اقتصادي او خدمي او في قطاع الاعمال والطاقة من شأنه تحرير الشعب من الحاجة التخندقات الحزبية وغيرها من اجل لقمة العيش وعلى القوة الدولية ان تفهم ان اسرع واقرب طريق لحل المعادلة الصعبة هو تمكين ألشعب من الحصول على الخدمات الاساسية وتوفير الطاقة وتحريره من الحاجة للتحزب والتخندق وبذلك تنتهي موارد وادوات امراء الحرب والدويلات الفرعية وان لا تعتقد في يوم من الايام ان يغيب العنصر الديني والاجتماعي والجغرافي عن المعادلة وهذه العناصر بيد القوى الاخرى ولن تصبح ذات اهمية اذا ما استطاعت القوى الدولية توفير الحماية للمجتمع العراقي من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وان لا تعتبر كل نقد مصدره عداء او انتماء لمحاور معينة فهذه الطريقة التي تعمل بها منذ 20 سنة كانت معادلتها سلبية والاستمرار بها سيزيد الامر سوء فالعراق ليس افغانستان ولن يتكرر المشهد الافغاني مع وجود ضابط ايقاع فطري مثل المرجعية وعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية جامعة وان كان انتاج معادلات معقدة وشائكة امراً مخططاً له ويسير ببرنامج محدد فهذا بحث اخر وحتماً سيعود بنتائج ومعادلات يطال ضررها إسرائيل عاجلاً ام اجلاً واتمنى استثمار بحث الشعب العراقي عن معادلة السلام والحرية والاستقرار بدولة مدنية جديدة ونظام سياسي وطني شامل وعادل بدون الغام وكذلك ارى ان على اطراف المعادلة الاخرين الذين يمثلون عناصر ذات عناوين داخلية وعقائدية ان لا يتمسكوا بذات المنهج الذي قسم وقزم الدولة وجعلها مشروع دويلات عراقية غير متحدة فما جرى من جريمة ارتكبت بحق المرجعية والسيد عادل عبدالمهدي من مزاد علني للوظائف العامة والصراع على موارد ألدولة كما حصل وادى الى حرق اغلب المنجزات وان كانت طفيفة وكذلك ما جرى من استغلال لحكومة الكاظمي من قبل جهتين استأثرت بالساحة السياسية وخلقت صراعاً بينها وبين رفقاء المغانم السياسية مهد لسرقة القرن وقانون الامن والنهب والسلب الغذائي وما خفي كان اعظم واتمنى ان تعوا ان معادلة السيد حسن في جنوب لبنان لن تتكرر فيكم لاسباب ذاتية لا تمتلكونها وكذلك من النواحي الفكرية وديمغرافية من يمثلهم كمعادلة اقلية ومكوناتية وانتم لا تحتاجون هذا النموذج لان المخاطر المحيطة بكم لا تكاد تذكر او تقاس بمعادلته من كافة النواحي فأنتم تمتلكون موارده وموارد من يدعمه ومخاطرهم صراع نفوذ بينكم وهي معادلة سياسية ثقافية اخلاقية تحتاج معادلة معينة مع الجمهور

واثبات المصداقية ودقة اختيار من يمثلكم وطريقة تعاطيكم مع اهمية الحفاظ على الدولة التي توفر لكم القيمة والعطاء والمورد واهميتكم لدى الاخرين

 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك