المقالات

رؤية لملف الخدمات


 محمد الياسري ||

 

التاريخ 11/8/2023

 

يعتبر ملف الخدمات من الملفات الشائكة في العراق وشكل عبئا على الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الاميركي بسبب الظروف والاشكاليات التي رافقت العملية السياسية فضلا عن تقدم ملف الامن ومن ثم الطاقة لاحقا على الملف الخدمي بسبب المعرقلات التي وضعت في طريق النظام السياسي بدءا من الاحتلال الاميركي وتلاه الارهاب الذي ضرب المدن العراقية ومن ثم الحرب الطائفية ونتائجها الوخيمة تبعها سيطرة داعش الارهابي في العام 2014 وما ان انتهت حتى دخلت البلاد بدوامة فوضى تشرين وانعكاساتها ونتائج الانتخابات التي شابتها الشبهات حتى اليوم .. وهذا لايعني ان الحكومات السابقة لم تكن مقصرة في هذا الملف ولايعني ان هناك تعمد بالفشل ولايعني ان يقع الاختيار على الفوضى بل على العكس هذا يدفعنا لان ننطلق من الركائز الثابتة نحو التغيير الايجابي من خلال التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع عبر المحافظة على المكتسبات والانطلاق نحو تغيير السلبيات بشكل يليق بالعراق وشعبه ومكوناته بعيدا عن الفوضى والصراعات التي تزعزع الاستقرار وتكرس للعنصرية .

تحالف "نبني" بزعامة الحاج هادي العامري يمتلك رؤية حقيقية ولديه برنامج واضح لملف الخدمات وقد نجح سابقا بالاصرار على انشاء ميناء الفاو الكبير لكون الميناء يعتبر انتقالة نوعية في الاقتصاد العراقي وقد لاحظنا كل الخبراء والمحللين اكدوا على ان ميناء الفاو يشكل رئة العراق والاصرار عليه يؤشر الى امتلاكه رؤية حقيقة لهذا البلد .

واليوم يقدم التحالف رؤيته بوضوح من خلال الاصرار على اعادة مجالس المحافظات لانها تشكل الحلقة الاقرب للمواطن وتمثل رقيبا على الاداء الحكومي وبنفس الوقت تساهم بشكل فعال في تحديد ماتحتاجه المحافظة من خدمات وفي اي مجال؟ وفي اي خطة واقعية يمكن اصلاح ما افسده الدهر والفساد المستشري؟ .. والملف الخدمي يقسم الى نوعين: جزء منه يتعلق بكل المحافظات عموما مثل المشاريع الرئيسية كمشاريع البنية التحتية والجزء الاخر يتعلق بالمحافظة الواحدة ويحدده ذلك مستوى الخدمات وعدد المشاريع المتلكئة والمتوقفة والاموال المخصصة لها في الموازنة وبعض المحافظات المشمولة بالبترودولار وبعض المحافظات مقدسة وذات طابع ديني فمشاريعها تختلف واخرى سياحية وبرامجها الخدمية ايضا تختلف وهكذا ، وهذه كلها شخصها التحالف بشكل واضح وادرجها في برنامجه الذي يسعى لتطبيقه بعد الانتخابات المحلية .

البرنامج الخدمي لتحالف "نبني" يشمل مختلف القطاعات سواء الصحي والزراعي والبلدي والطرق والجسور والتربوي وازمة السكن وغيرها .. وقد حدد الحلول لتلك الازمات المعقدة المتشابكة من خلال عدة برامج منها بوابة الاستثمار التي شكلت في السابق بيئة طاردة ويسعى التحالف لترتيب هذا الملف عبر اصلاح المؤسسة اولا ووضع خطة تنموية شاملة جاذبة للمستثمرين والشركات الاجنبية ثانيا ، وكذلك شخص التحالف بان احدى مسببات التراجع الخدمي في البلاد هو الروتين القاتل الذي شكل حالة سلبية غير فاعلة امام  الشركات المحلية ايضا وهنا وضع التحالف خطة عملية تبدأ بتسهيل الاجراءات الحكومية وتهذيبها وتقديم الدعم للشركات المحلية بتنفيذ المشاريع مع الدعم الحكومي الشامل لتلك الخطط التنموية ، كما يعتقد التحالف ان الملف الخدمي بحجاة الى نهضة حكومية بالدرجة الاولى ومن ثم الشركات العاملة في هذا المجال مع تشديد الرقابة على الفساد ومحاسبة المقصرين تحت اي ذريعة .

تبدأ اولى الخطوات الخدمية من خلال اصلاح القطاع الكهربائي ووضع خطة شاملة لاصلاح هذا القطاع الحيوي من خلال تقديم افضل العروض للشركات الاجنبية الفاعلة عالميا لتنفيذ المشاريع بشكل يليق بالمواطن العراقي مثل الشركات الصينية وتنفيذها لمشاريع التربية والطرق والجسور من خلال الصندوق الصيني والذي تشكل بعد الاتفاقية العراقية الصينية من خلال النفط مقابل الاعمار وبعيدا عن شروط اوبك التي حددت صادرات النفط الخام ، مثل هذه الاتفاقيات تكون اكثر فاعلية من غيرها لكونها لاتشكل عبئا على الموازنة وتنفذ المشاريع من خلال تبادل النفط بالاعمار بعيدا عن السياسات النفطية العالمية وقوانينها الصارمة وكذلك يمتلك التحالف رؤية في استقطاب الشركات اليابانية والكورية والشركات الاوروبية المعروفة عالميا لتنفيذ مشاريع البنية التحتية وايضا من خلال النفط مقابل الاعمار او من خلال بوابة الاستثمار لان الدول الاسيوية بحاجة الى النفط لمصانعها .

اما بالنسبة لازمة السكن فان العراق يحتاج الى خمس ملايين وحدة سكنية فعلية وهذا الرقم كبير جدا لوضع العراق الحالي .. ولهذا وضع التحالف خطة لانهاء ازمة السكن بشكل منظم وتتكون من برنامج مزدوج يتضمن توزيع الاراضي السكنية على المواطن بشكل مباشر مع تهيئة الارضية لتهيئتها وتنفيذ المشاريع الخدمية والجانب الاخر يتمثل ببناء مدن سكنية متكاملة الخدمات من خلال الاستثمار .

تحالف "نبني" يعني اعادة النظر بالملف الخدمي وبنائه بشكل يليق بكل مواطن عراقي سواء في القطاع الصحي او التربوي او البلدي والسكني وغيرها من القطاعات الحيوية التي تهم حياة كل انسان .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك