المقالات

اسْتَقِمْ وانتَظِر...


كوثر العزاوي ||

 

على أعتاب الشوق وغربة المبادئ، وزعزعة القيم، تعصف بأرواحنا رياح الانتظار، فنمنّي قلوبنا بندبة الرجاء، لتمرّ كلمات دعاء الندبة كالضماد على جراحاتنا، كما نستدرّ الدمع من شهر الحسين، ليطفئ لهيب أرواحنا المنتظِرة، وقد يغلبنا الضياع عندما نسأل أين أنت الآن ياصاحب الروح والزمان؟! فيعود الصدى وكأن هذا العالم قد انعدم ونحن نبحث عن سبيلٍ إليك، فلا لَونَ للحياة وأنت فيها ونحن لا نراك! فحسبُنا أنك تنظر قلوبنا وما انطوى عليها من وجيبٍ ونحيب، وعزاؤنا رعايتك ورأفتك، ‏وحسبُ الثابتين أن يؤمنوا أنّ ثمة نور سيخرج في نهاية الطريق المُعتَم، وستستقيم الطرق، وسنتخطّى كل العثرات دون الحاجة الى الإلتفات وراءنا، فما بقيَ خلفنا سوى بقايا ظلام تزيحها استقامة الأنام قبيل بزوغ شمس الظهور المنتظَر، وثمة صفحات ستطويها يد القسط والعدالة والجمال، فإنه واقع لامحال!! فقط لنجتهد في ضبط بوصلة القلوب جهة السماء بيقين، وستتبَعُنا كل الاتجاهات طائعة!، وعند ذلك تتهاوى كل الدسائس والمكائد ضد قيمنا ومبادئنا، كما ستتمزق الشراك التي تحيكها يد الرذيلة والشذوذ، مستهدفة فطرة الله التي فطر الناس عليها بغيةَ إسقاطها في مستنقع الضِّعة والانحطاط، فلابدّ من إِحكام طوق النجاة المعقود بالعروة الوثقى، كحزام أمانٍ حتى الوصول والوقوف عند مرفأ الموعود حتما! ففي الأفق هناك مَن ينتظرُنا، وعلى جناحَي مَلكٌ كريم سينشرُ نوره على أرواحٍ أرهقها الظلام ومسكت على دينها كما الجمر في يديها والفتن محدقة بها من كل صوب! سيأتي ليحملَ عنها البؤسَ كله، فتُراضينا به الدُّنيا ويصالحُنا به الزَّمن، وتعتذرُ لنا الأيام بحضورِه عن غيابِه، كما تنجلي آثار الحلكة عند الإشراق وعبق السحر  وجمال الأصيل! وهناك على ساحل بحر قدسه ترسو سفينة فيضهِ، ليدركَ العالم كله ومَن ثبتَ على الأيمان، مدى إحاطته "أرواحنا فداه" بكل مساحات الكون المترامية الأطراف وفي مديات قرون من الغياب، وهو حاضر بإذن ربّه ولانراه، يرى ويراقب الأحوال وأصناف البشر زَينهم وشَينهم، ثم يشرع بتصحيح إنحراف مسار الأمة

ويُدلّ علی طريق الحق والهدی، ويهدى إلى صراط العزيز الحميد،

{وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} النحل١٦

 

٢٠-محرم-١٤٤٥هج

٧-٨-٢٠٢٣م

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك