المقالات

دم نحر رضيع الامام الحسين وصعوده للسماء بين التشكيك والتصديق..


الشيخ الدكتور محمدعلي الدليمي ||

 

 جاءَ في الرواياتِ أنّ الإمامَ (عليهِ السّلام) قالَ بعدَما رمى الدماءَ نحوَ السماء: « اللهمَّ لا يكونُ أهونَ عليكَ مِن فصيلِ (ناقةِ صالح) »، ومعناهُ أنّ هذهِ الدماءَ ليسَت أهونَ على اللهِ تعالى مِن ناقةِ صالح (عليهِ السّلام) التي نزلَ العذابُ على ثمودَ لقتلِهم إيّاها، وهذا فيهِ إشعارٌ لوجودِ نحوِ ارتباطٍ بينَ ذكرِ الناقةِ وبينَ نزولِ العذابِ الإلهيّ، ولهذا رمى الإمامُ (عليهِ السّلام) تلكَ الدماءَ الطاهرةَ نحوَ السماءِ لئلّا يسقطَ منها قطرةٌ على الأرضِ فينزلُ العذابُ على القوِم وتنخسفَ بهم الأرض.  

إنّ روايات وأخبار السيرة الحسينية لها انعكاس كبير على تكوين قناعات الجمهور الشيعي وسلوكياته، فلها بُعْدٌ عقدي فكري، وبُعْدٌ تشريعي فقهي، وبُعْدٌ أخلاقي سلوكي، فلا يصح أن تترك دون بحث وتمحيص.

أصبح المجتمع الشيعي اليوم تحت المجهر، حيث تسلّط عليه الأضواء، فعلينا أن نظهر صورة مشرقة لفكرنا ومذهبنا، وذلك بأن يكون الطرح علميًّا قابلًا للبرهنة والاستدلال، ولا يصح عرض روايات لا مصدر لها، ولا يكون لها تفسير مناسب، وإذا لم نقم بالنقد الذاتي فسنتعرض لتشهير الآخرين ونقدهم.

ومع اتساع رقعة التعليم، وارتفاع مستوى الثقافة والمعرفة، والانفتاح على العالم وثقافاته، برزت لدى أبنائنا وجمهورنا تساؤلات، على ما يسمعونه من مرويات، فلا بُدّ من تقديم السيرة الحسينية بالطريقة اللائقة المقنعة، حتى لا يفقدوا الثقة بالتراث الديني، ويحصل لهم نفور ورد فعل من الشعائر الدينية، وهذا ما أكّدت عليه المرجعية الدينية

المجتمع الذي لا تنبض فيه داوعي الرجولة، ولا يقف دفاعاً عن مقدّساته، لا تستطيع أن تسميه مجتمعاً. وهذا ما فعله الأمويون؛ فلقد سحقوا نخوة المسلمين ورجولتهم، وسلطوا عليهم السيف والإرهاب، فأخذتهم الذلّة وغطتهم موجة من الشعور بالخذلان، فمات كلّ نبض فيهم، وسكت كل همس عندهم.

فالحسين “عليه السلام” رأى المجتمع الذي صنعه جده ألقاً قد بدأ يتحوّل إلى ظلام، فرفع مشعل الحرية, وأراد أن يعطي المجتمع الثقة بالنفس. وهكذا أعاد “عليه السلام” للمجتمع الثقة بالنفس، وبرهن على أن الأمة لا تموت، وأن الشعب لا يموت, وإذا سكت فإنما يسكت مؤقتاً ولن يبقئ كذلك, وإذا غلب عليه الظلم فهو سيتمرد يوماً ما على الظلم، وسيحمل على يديه آماله وآلامه ثم يسلك منهج الحسين “عليه السلام”.

ويبقى موضوع رمي دم الرضيع وغيرها كما فعل الامام بدمه بعد أن اثخنه الجراح تكرر بواقعة الطف الأليمة.

والمتتبع لنسق الروايات وصدورها

يوقن بصدق تلك الحادثة، ليبقى سر هذا الفعل مرتبط بمن يفسره وليس احد لهذا التفسير الجزمي غير امام العصر والزمان عجل الله فرجه وارواحنا فداه..

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك