سعادة سفير الولايات المتحدة في بغداد تحية طيبة و بعدأتمنى سعادة السفير أن تجد رسالتي هذه طريقها إليكم عبر شبكة الانترنت حيث ازعم بأني أتحدث بما يجول بخاطر الكثير من أبناء العراق ، ذلك البلد الذي لم تشهد أرضه السلام منذ عشرات السنين ، بدءا بوصول صدام و اعوانه للسلطة و لم تنتهي معاناة شعبي باحتلالكم بغداد حيث التخبط اللامحدود من قبل صانعي السياسة الأمريكية بإدارة العراق حتى وصلنا الأن إلى حالة من التناحر الطائفي و المذهبي بحيث اصبح العراق مكان لا يطاق للعيش بالنسبة لكثير من أبنائه .
لا يخفى على سيادتكم بأن شيعة العراق قد عانوا الكثير أيام حكم حزب البعث المنحل و كما لا يخفى عليكم و أنتم الحاكم الفعلي للعراق بأن جماعات الإرهاب البعثية و السلفية قد استهدفت أبناء الطائفة الشيعية على مدى السنين الثلاث الماضية في عموم العراق و خاصة في بغداد و ديالى و حصل و يحصل ذلك تحت مرأى و مسمع قواتكم العسكرية حتى وصل عدد الإنتحاريين في أسواق بغداد في شهر واحد يوازي عدد من انتحر من القاعدة في أمريكا و بريطانيا و افغانستان على مدى سنوات.مسلسل اغتيال الشيعة كما يبدو لي و للكثيرين لم يقتصر على هذه المجموعات المتطرفة بل إمتد للجيش الأمريكي الذي اعتبرناه صديقا و لكنه بات لا يميز بين أتباع القاعدة الإرهابيين- و الذين يريدون الشر بالبشرية جمعاء- و بين العراقيين الشرفاء الذين يريدون العيش بسلام و خير مثال على ما أقول هو حادثة حسينية المصطفى و حادثة مدينة الصدر الأخيرة.كما نعرف جميعا سعادة السفير فإن جيشكم المغوار و المزود بأحدث الأسلحة قد عجز عن حماية المدنيين العراقيين الذين أصبحوا تحت رحمة الإرهابيين القادمين من السعودية و سوريا وأفغانستان كما أن دولتكم العتيدة عجزت عن تقديم أبسط الخدمات للمواطن العراقي كالكهرباء و الماء ، بل و حتى الوقود قد اصبح عملة نادرة في بلد يمتلك أكبر مخزون للنفط في العالم....سعادة السفير:قبل عدة أيام تحدثت الكثير من الأنباء الصحفية عن تقديمكم مقترحات للإدارة الأمريكية تحثون بها على توجيه ضربة عسكرية لجيش المهدي و خصوصا في مدينة الصدر و لا أعلم كقاريء صحة هذه الأنباء المقلقة و لكن أود تذكيركم ببعض الأمور التي قد لا تعجبكم و لكني أراها غاية في الأهمية لأني كعراقي أعتبر نفسي صديقا للشعب الأمريكي و كما لا أنسى فضل دولتكم بإزاحة أعتى طغاة التاريخ من وطني.
1- لا بد من تذكيركم بأن شيعة العراق لا زالوا لغاية هذه اليوم يعتبرون الولايات المتحدة صديقا لهم رغم الأخطاء المتكررة من قبل قواتكم سواء في بغداد أو في جنوب العراق و هذا رغم الفشل الواضح لإداراتكم الأمريكية في تسيير شئون العراق كما ذكرنا سلفا.
2- كما تعرفون و يعرف المطلعون في الشأن العراقي أن شيعة العراق قد التحقوا بالعملية السياسية منذ اليوم الأول لدخولكم بغداد حبا بوطنهم و سعيا منهم للحصول على حقوقهم عن طريق العمل السياسي لا عن طريق الدبابات و الإنقلابات كما يحدث في العالم الثالث. و لكن علينا تذكيركم بان السياسة لن تكون القدر المحتوم على شيعة العراق فيما لو فشلت العملية السياسية الجارية في العراق و هذا قد يفتح الأبواب مشرعة بوجه كل الإحتمالات و من ضمنها الحرب الأهلية الشاملة لا سمح الله مما قد يؤثر سلبا في طريقة تعاطي شيعة العراق مع القوات الأمريكية و هو أمر لا يتمناه عاقل و قد يكون له تأثيرات غير محمودة العواقب على الوضع في المنطقة و قد يكون بابا لتأثير إيراني أكبر في العراق و هو أمر غاية في الأهمية.
3- إن الإنقسام الذي ساد المجتمع الشيعي قبل سنوات بخصوص جيش المهدي قد أصبح جزءا من الماضي أما اليوم فإن غالبية الشيعة تنظر لهذه الميليشيا كحالة وطنية متقدمة تدافع عن حياة أبناء الطائفة الشيعية أمام الإرهاب و تذود عن حرمهم و هو الأمر الذي عجزت عنه قواتكم مجتمعة مع قوات الشرطة و الجيش العراقيين. إن دور جيش المهدي سينتهي حين تكون القوات الأمنية قادرة على حماية أمن المواطن العراقي و هي المهمة التي أنشأت لأجلها.
في ظل الظروف الأمنية المعقدة في العراق فإنه من المتوقع أن يكون لمحاولة ضرب جيش المهدي أو الهجوم على مدينة الصدر رد فعل شعبي من العراقيين الشيعة في عموم العراق قد يتسبب بتغيير كثير من المعادلات التي سادت العراق خلال السنين الثلاث الماضية و قد بقلب الطاولة على الجميع و هو أمر لا يتمناه عاقل.في الختام أتمنى من الله القدير أن ينعم بالأمن على العراق و العراقيين و أن يكون الحوار بالكلمات لا بالسلاح هو سيد الموقف للوصول بهذا البلد إلى بر الأمان و أن يعم الأمن و السلام على الجميع و لا يسعني إلا أن أسجل تقديري و احترامي لدماء جميع ضحايا الإرهاب في العراق و في جميع أنحاء العالم لا سيما ضحايا الحادي عشر من سبتمبر الذين سقطوا نتيجة للإرهاب العالمي الذي يستهدف المدنيين في بلدكم و بلدنا العراق و دمتم سالمين. و تفضلوا بقبول فائق الإحترامد. محمد الصالحيdralsalhi@hotmail.co.uk
https://telegram.me/buratha