المقالات

حزب البعث ودعوات إعادة تأهيله


مانع الزاملي ||

 

كثرت في الآونة الاخيرة كتابات ،وقرارات ،وتخرصات وتلويح ،بعودة حزب البعث ،لممارسة دوره السياسي من جديد ، وليس لحزب البعث قيادة رسمية تنطق بأسمه وانما تصريحات بدأت على لسان الأرملة  رغد وتلاها تهريج على صفحات التواصل الاجتماعي، واخرها، ترخيص الحكومة الاردنية لبعث عربي اشتراكي بنكهه اردنيه !

 تخللها هتافات من عناصر تتغنى بأسم  صدام الذي تم الحكم عليه بالاعدام من محكمة عراقية، قبل سنوات بتهم متنوعة ، كانت مخرجاتها ان يعدم لعدة مرات ، والتلويح بعودة البعث ليس هو الهدف من مقالي ،بل وددت تسليط الضوء على النسخة الافتراضية للبعث الذي يروج لها حاليا ولأسباب متنوعة منها ابتزاز  العراق واخرى لتهديد دول الجوار وخصوصا الكويت البلد الاضعف في المنطقة، او اشاعة حالة الهلع في النفوس التي ترى بعودة البعث تحديا لوجودها ، او استثارة وتحفيز ردود الفعل لعوائل الضحايا في عهد البعث لثلاث عقود ونيف في السلطة ،وربما هي عملية اثارة فتنة لخلق حالات انتقام اجتماعي اشبه بالهروب الى الامام من المتضررين من حكم البعث سابقا واحتمال عودته لاحقا ، كل هذه المقاربات تتطلب منا ان نسلط الضوء على البعث وفكره، قبل ان نحكم او نرحب بعودته او ننتقدها ونرفضها لأسباب موضوعية منصرمة، ان النظام الداخلي والسلوك السياسي للبعث لايؤمن بالديمقراطية التي تسمح بتداول سلمي للسلطة او القبول بنتائج انتخابات ،

 فالبعث ومن خلال حكمه العراق لعقود تمسك بقائد اوحد ويحسبه الحزب قائد ضرورة بمعنى لايمكن ان لايكون ، ولذلك كانت انتخابات اختيار الرئيس في العراق هي قائمة فيها شخص مرشح بصفتين وهي هل تنتخب الرفيق صدام حسين ام المهيب الركن صدام حسين ! وديمقراطية البعث لاتؤهله ان يتعايش مع حياة حرة وشعب يمارس حقه في تقرير مصيره في المشاركة بالانتخابات او توجيه النقد للقيادات كما يحصل حاليا حيث نرى ونقرأ ونسمع انتقادات واعتراضات وتظاهرات وممارسات تصل لحد السباب الذي كان البعثيون يقطعون اللسان عند سب الرئيس !

رغم اعتقادي  بصواب بعض الاجراءات التي اتخذتها الحكومة انذاك لضبط ايقاع بعض حالات الانفلات !

اذن تركيبة حزب البعث تتماشى او تنسجم مع الحكم المركزي وسياسة الحزب الواحد وهذه هي المنهجية التي سار عليها البعث لعقود ، وافتراض مشاركة البعث بنفس الاسم او بقيادات شاركت في ظلم العراقيين مجازفة امنية قد تتسبب بكوارث تطيح بالسلم الاهلي وتنقل المعركة للبيت الواحد في كل العراق وهذا ما لايقدم عليه عاقل او مفكر سياسي ، واذا افترضنا ان القيادة الامريكية ترغب في مثل هكذا مشاركة فأستبعد ان يخطو قادة البيت الابيض هكذا خطوة لانها تصطدم برغبة الامريكان في  ان تعيش المنطقة العربية وتحديدا دول الخليج وجواره الاقليمي الامن والهدوء الذي يحتم على الامريكان ان يسعوا اليه لكي يتفرغوا لقضية الحرب الروسية الاوكرانية وتأثيراتها المقلقة لامريكا واوربا ، ونشوء اقطاب متعددة بزعامة روسيا والصين وايران ودول اخرى ، لذلك مسألة عودة البعث لاتعدو سوى فزاعة جديدة يراد منها ابتزاز الداخل العراقي والمنطقة جميعا لما يتضمنه فكر البعث من نهج دموي في التعامل مع الاخرين في الداخل وفي الاقليم ، ان وجود نسخة معدلة مفترضة لأفكار البعث القومية لاتحظى بالقبول الاقليمي والدولي ، وليس تهريج البعض بالترحاب بعودة البعث موضوعة محكمة يبني عليها المتابع قناعات صحيحة  لأنها تصدر عن افراد او ردود افعال لتردي الخدمات او فشل الحكومات المتعاقبة لتجاوز الخلل لأسباب متنوعة لست بصدد سردها الان ، فورقة عودة البعث لاتحظى بالنضج ولا يمكن ان نقرأ ترخيص الاردن لحزب البعث الاردني تحديا للوضع العراقي الذي تجاوز بثبات مرحلة القضاء على الارهاب بالرغم من كونه التحدي الاخطر في تاريخ العراق !

ان اثارة مخاوف عودة حزب سياسي وكأنه بعبع او غول فيه من المبالغة الشيء الكثير ، والعراقيون في حالة حدوث تحدي لأمنهم سيكونوا الصخرة التي تتحطم على صفحتها الصلدة كل الافتراضات المثارة .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك