المقالات

حديث الثلاثاء: الديمقراطية والأقتصاد..تعايش الأضداد..!


 

عمار طيب محمد العراقي ||

 

السؤال الابرز والأكثر الحاحاً في عقل كل مواطن عراقي، هو لماذا لا يحصل تغيير ؛رغم كل المطالبات والجهود المبذولة بهذا الصدد ؟ 

 ركز بعض  المهتمين بالشأن السياسي، حول الدعايات الموجهة المحترفة، التي بوسعها تغيير عقلية الناخب، عن طريق الخطاب الفئوي والطائفي، وأضاف اخرون؛ ان عدم التغيير سببه التزوير الكبير في الانتخابات ، وهو ما لا نستطيع اثباته او نفيه! 

الاقتصاد هو الطاغوت الجاثم على قلوب الشعوب، فمن خلاله يسيطر المتنفذون ،على عقول وأبدان الجماهير، وهو السبب الرئيس لعدم التغيير، رغم كل المحاولات التي بذلت وما زالت تبذل بهذا السبيل

 (لولا الخبز لما عبد الله)، الخبز هو الاقتصاد ومقدرات وقوت الجماهير، اذ من يسيطر عليه يستطيع ان يرضخ أشد الشعوب صلابة، وأكثرها تمسكاً بالحقوق والحريات.

الحاكم يملك الدولة، والدولة تملك كل شيء حتى الانسان، الاقتصاد بيد الحاكم بكل اشكاله وأدواته وتأثيراته، بيده الأموال والأسواق والمطارات والموانئ، والشعب عبارة عن موظفين لديه، يحركهم كيفما شاء، ومتى ما شاء.

 يقوم الحاكم بتسخير كل موارد الدولة لادامة حكمه، ويستخدم كل شيء في حملاته الانتخابية، وعلى رأسها الموظفين !، والتضييق عليهم من اجل ضمان تصويتهم لقائمته، اذ ما عرفنا ان  عديد الموظفين يفوق عن طاقة إستيعاب الدولة بعدة اضعاف ، مشكلين رقماً فلكياً ،وبضمان تصويت نصفهم على الاقل لقائمة الحاكم، عن طريق الترهيب والترغيب والوعد والوعيد، يقتل كل امل بأي تغيير او تعديل على موازين القوى السياسية الحاكمة. 

الخصخصة هي الحل لعتق الاقتصاد؛ من سيطرة هذا الغول الكبير، الخصخصة هي فلسفة اقتصادية حديثة، ذات استراتيجية لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية، التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة، من القطاع العام الى القطاع الخاص، وبهذا نضمن عدم استخدام المال العام، لخدمة مصالح أشخاص معينين من جانب، وفتح أفق جديدة للاقتصاد العراقي، عن طريق الاستثمار؛  وتحريك رؤوس الأموال الوطنية من جانب اخر. 

الدول يجب ان تركز جل اهتمامها بالامور الكبيرة  كالأمور السياسية والإدارية والأمنية والاجتماعية؛ التي ترتبط بسياستها العليا، ما عدا ذلك؛ فيمكن تأمينه عن طريق القطاع الخاص، لنصل الى الدولة الحارسة للفعاليات الاقتصادية، والمتدخلة عند الحاجة، لنفتح أفق جديد نحو نظام ديمقراطي حقيقي، لا يبتز مواطنيه ؛ويستخدم موارده لاستعبادهم، وتسخير كل طاقتهم وفعالياتهم، لخدمة حاكم مستبد ظالم.

شكرا

٢٣/٥/٢٠٢٣

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك