المقالات

قلق.قلق..قلق..فهل يكفي القلق؟!


عمار محمد طيب العراقي ||

 

قد يبدو لبعضهم أن وضعنا السياسي، يسير بطريقة مرتاحة هذه الأيام، إذ أن المشهد ينطوي على توافقات سياسية، لم نعهدها لمدة طويلة، وثمة من يرى أن الساسة قد تعبوا من الشد والجذب، وأنهم باتوا الآن في مستقر..أقول نعم ولكن الى حين.!.

الحقيقة أن المشهد ما زال مرتبكا، وهناك من يعمل على تعطيل التوافقات، ويتحين الفرص، ويتصيد العثرات، كي يضرب ضربته، فالذين أزيحوا عن  السلطة بعملية تغيير قيصرية، لم تتم إزاحتهم نهائيا، بل كل ما في الأمر أنهم أنتقلوا من أعشاش الى أوكار!

المشهد إذن مرتبك، والمستقبل مقلق، سيما مع عدم إتفاق قوى التغيير، على حد مقبول من المواقف الموحدة، وهذا ما قد يدفع البلاد، للسير على طريق وعر ملىء بالتفرعات، والتعرجات والرمال المتحركة..

ومع صحوتنا من النشوة النفطية، نكتشف أننا فقراء، برغم الثروات والأموال التي سالت بين أيدينا، وأن كل تلك الثروات ضاعت أو سرقت، وأننا لا نعرف عنها شيئا، ونكتشف أن الحكومة الحالية في وضع لا تحسد عليه، فقد وجدت نفسها تسيرمرغمة، في طريق وعر مليء بالألغام!

قلق..قلق..

إن دواعي القلق قائمة حتى في البلدان المستقرة أمنيا وسياسيا، فما بالك ونحن بلد شبه محتل!

يضاف إلى هذه المشاعر على خطورتها، أمر آخر لا يقل خطورة، وهو التراجع المتزايد فى ثقة الشعب، فى قدرة القوى السياسية المتصدية، على إدارة شئون البلاد إدارة رشيدة، مع ارتباك في الأمن والإقتصاد وفوضى السياسات المالية، وإتخام الدولة بالموظفين، وتردي الوضع المجتمعي والقيمي، وما نجم عنه من تفشى الفوضى، على نحو غير مسبوق، حيث بدت الصورة وكأن دولة عراق ما بعد القهر الصدامي، قد عجزت عن بناء مؤسسات دولة رصينة، على نحو زاد من الإعتقاد بأن كل ذلك مدبر ومقصود، وأن وراء ذلك مخطط خبيث، يسهر على تنفيذه تحالف شرير، من بعض العناصر فى أجهزة الدولة ، وفلول النظام السابق.

مقابل هذا القلق من يرى أن "القلق" يمكن أن يوفر إمكانية حقيقية، تعد بإنتقال قسري، إلى نظام سياسى واجتماعى، يلبى التطلعات الشعبية إلى رغيف خبز، مدعم بمفردات الحرية والتنمية والعدل والكرامة، في بلد يصنف بأنه من البلدان الواعدة ثراءا، ليس بالنفط وحده، ولكن بثرواته الأخرى الوفيرة، وفي مقدمتها أنسانه الذي يحتاج الى هزة عنيفة تصلحه، وها هو في مركز الهزة!

من لم يكن لديه هدف؛ فليجعل هدفه الاول ايجاد هدف..!

شكرا

16/5/2023

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك