د.مسعود ناجي إدريس |
جواب: تم تبیین المقصود من ظاهر القرآن وباطنه في عدد من الروايات الاراء نشیر الی بعض منها فی ما یلی:
1. قال رسول الله(ص): "علیکم بالقرآن.... لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَ عَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ .
2. قال الإمام علي(ع): "ما من آية إلّا و لها أربعة معان ظاهر و باطن و حدّ و مطلع فالظاهر التلاوة و الباطن الفهم و الحدّ هو أحكام الحلال و الحرام و المطلع هو مراد اللَّه من العبد بها".
یقول العلامة الطباطبایی فی ذیل هذا الحدیث: ان المراد من التلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل أنه(ع) عده من المعاني، والمراد من الفهم (في تفسيره للباطن) ما هو في باطن الظاهر من المعنى، والمراد بقوله: هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا، والحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن نسبيان كما عرفت فيما تقدم، فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى.
3. قال الإمام عليّ(ع): "ظَاهِرُهُ عَمَلٌ مَوْجُوبٌ وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَحْجُوبٌ وَ هُوَ عِنْدَنَا مَعْلُومٌ مَكْتُوبٌ".
نماذج من التفسير الباطني في الاحاديث
انّ من أكثر أنواع التفسير شيوعًا في الروایات التفسيرية للنبي الكريم(ص) والأئمة(ع) هو تبیین المعنی الباطنی لآيات القرآن. کان هذا الامر لدرجة أنه يمكن مشاهدة نماذج عدیدة من التفسير الباطني في مصادر الحديث. فيما يلي نشیر الی بعض منها:
1. قال عبد الله بن عمر انّ النبي(ص) تلا قوله تعالى «تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ»، إلى قوله «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ثم قال أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله».
2. وعن المفضل انه قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ «فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى»،َالَ: الْحَبُّ الْمُؤْمِنُ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ «وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي»، وَ النَّوَى هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي نَأَى عَنِ الْحَقِّ فَلَمْ يَقْبَلْه.
3. وروى عبد اللّه بن سنان عن ذريح المحاربى قال قلت لابى عبد اللّه(ع) ان اللّه أمرنى فى كتابه بأمر فأحب أن أعلمه قال: وما ذاك؟ قلت: قول اللّه عز و جل: «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ». قال «لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ» لقاء الامام «وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ» تلك المناسك، قال عبد اللّه بن سنان فأتيت أبا عبد اللّه(ع) فقلت جعلت فداك قول اللّه عز و جل «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ». قال أخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت جعلت فداك فان ذريح المحاربى حدثنى عنك بأنك قلت له: «لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ لقاء الامام وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ» تلك المناسك.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha