د.مسعود ناجي إدريس ||
· هل استخدم الأئمة(ع) أسلوب التفسير الباطني للقرآن؟؟...
جواب: معنى "الظاهر" هو: عندما نقرأ القرآن نفهم من خلال التدبر والتدقیق فی الآیات المطالب التي تتفق مع ظواهر الآيات ويمكن الاحتجاج بها وفق مبادئ الحوار، وأي شخص مطلع على مبادئ الحوار فی اللغة العربية يفهم نفس المعاني والمضامين من كلمات القرآن. لكن "الباطن" ليس كذلك؛ لأن المعنى الباطني ليس مدلولا لالفاظ القرآن، بل يجب فهمه من خلال الرجوع إلى آيات أخرى وبعض الروایات. ومن المعروف أن للقرآن سبعة ابطن أو سبعون بطناً. تم تبیین المعنی لظاهر القرآن وباطنه في الروايات. من أكثر أنواع التفسيرات شيوعًا في الاقوال التفسيرية للنبي الكريم(ص) والأئمة(ع) تبیین باطن آيات القرآن، والتي ترد أمثلة عليها في الإجابة التفصيلية.
قد ورد في عدد من الروايات أنّ للقرآن ظاهرا وباطنا؛ مثل:
قال رسول الله(ص): "لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ وَ مَا مِنْ حَرْفٍ إِلَّا وَ لَهُ تَأْوِيلوَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم".
وقال الإمام باقر(ع): "إِنَّ لِكِتَابِ اللَّهِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مَعَانِيَ وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ سُنَناً وَ أَمْثَالًا وَ فَصْلًا وَ وَصْلًا وَ أَحْرُفاً وَ تَصْرِيفا فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ كِتَابَ اللَّهِ مُبْهَمٌ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَك"
وفقا لما جاء في مجموعة من الأحاديث الواردة في بعض كتب الحديث وغير الحديث، إن للقرآن سبعة ابطن. كما قال رسول الله(ص): "إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَهْراً وَ بَطْناً وَ لِبَطْنِهِ بَطْنٌ إِلَى سَبْعَةِ أَبْطُن. لكن قد اشتهر ایضا انّ للقرآن سبعون بطنا. ان مصدر هذه الشهرة وفقا للبحوث والدراسات العلمیة هی مجموعة من الروايات التی وردت في عدد من المصادر غير الحديثية. بما فيها:
1. كتاب "ختم الأولياء" للحكيم الترمذي (القرن الثالث)
2. تفسير "اعجاز البیان" لصدر الدين القونوي (المتوفی 671 هـ). انه قال في تبیینه وتفسیره لبطون القرآن وأسرار الحروف: لا ینکشف سر بطون القرآن لکل شخص، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "للقرآن ظهر و بطن إلى سبعة أبطن "وفي رواية "إلى سبعين باطنًا
3. اشار السيد حيدر الآملي، أحد العرفاء الإماميين في القرن الثامن، في کتابه جامع الأسرار إلى أحاديث أخرى تعتبر للقرآن الکریم "سبعمائة بطن" و"سبعون ألف بطن"
ایضا هناک مجموعة اخری من الکتب غير الحدیثیة قد تكرر فيها هذا المضمون.
ومن الممكن أيضًا أن تكون كلمة "سبعة" قد تعرضت للتصحيف عندما نُسخت من مصادر الحديث فتبدلت الی"سبعین".
معنى ظاهر القرآن وباطنه
معنى الظاهر: عندما نقرأ القرآن ومن خلال التدبر والتدقیيق فی الآیات نفهم المضامین التی تتفق مع ظواهر الآيات ويمكن الاحتجاج بها وفق مبادئ الحوار، وأي شخص مطلع على مبادئ الحوار فی اللغة العربية يفهم نفس المعاني والمضامين من كلمات القرآن. بعبارات أخرى؛ انّ لظواهر الفاظ القرآن معانى بسيطة يمكن فهمها لکل من يعرف اللغة العربية. لكن "الباطن" لیس کذلک، ای لیس لکل مطلع على اللغة العربية استطاعة فهم باطن القرآن. لأن المعنى الباطني ليس مدلولا لالفاظ القرآن، بل يجب فهمه بالرجوع إلى آيات وروايات أخرى.
ان العلامة الطباطبائي بعد ذكره للروايات التي تدل على اشتمال القرآن علی المعنی الظاهری والباطنی یقول في باب آخر عن تعريفهما: أن ظاهر الآیة هو المعنى الواضح الظاهر من الآية، وباطن الآیة هو المعنی المستتر تحت الظاهر سواء كان واحدا أو كثيرا، قريبا من الظاهر بحیث لا یفتقر للربط بینهما الی واسطة أو بعيدا عن الظاهر یحتاج الی واسطة.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha