د.مسعود ناجي إدريس ||
أكبر مصيبة وأخطر تهديد للفرد والمجتمع البشري هي الظاهرة المسماة بالفساد البشري الذي يسببه الغفلة والشهوة والجهل، ويدفع الناس إلى الاستسلام لضعفهم وأنانيتهم ورغباتهم ومنعهم من الوصول إلى جميع البشائر والمعارج والازدهار والعلو والتفوق.
من أجل منع هذا الطاعون العظيم وعلاجه، أمرت الشريعة الإسلامية الإنسان أن يتذكر الله، حيث معنى الذكر هو وضع الإنسان نفسه أمام الوسائل التي تضعه قبال الله، وأن يستمع إلى أوامره، أي التحرر من التعليقات التي تجعل الإنسان أسيرا للشيطان ووساوسه. عندما يعتاد الناس على ذكر الله ويتعرفون عليه من خلال الذكر، فإنهم بطبيعة الحال ينائون بأنفسهم عن الذنوب والشرو
تصبح قلوبهم عامرة بالإيمان وضد المعاصي، وهذه الحالة من التقوى تنشأ اتساق بين التدين والمقدسات الدينية حيث تتحقق تدريجيا في الإنسان، ووفقا للأدلة القرآنية، الصلاة هي مثال لذكر الله حيث مع انسجام مزيج من القلب واللسان والحركة، بشكل يتم فيه تحديد إيماءات وأذكار خاصة في الإسلام، فإنها بطبيعة الحال تدعو المصلي إلى الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وهذه الدعوة المستمرة والمتواصلة لها القدرة على تحرير الجميع من الذنوب والمشاكل القادمة وحلها أيضا.
كلما كان المصلين أكثر تواضعا ووعيا، ستقل كمية العدوان والغيرة والاستبداد في المجتمع، لذلك يمكنك أن ترى أن الخبراء في هذا المجال يعتبرون الصلاة العامل الأكثر فاعلية في الحد من الأضرار الاجتماعية، والصلاة بحضور القلب والصلاة الجماعة في أول وقتها وأيضا في المسجد بالتأكيد ستخرج الإنسان من الفراغ والضياع والضعف وتنير أفق الحياة في عينيه.
تعطي الإرادة والهدف والشجاعة والثقة لأبناء المجتمع وتنقذهم من الرغبة في الضلال والخطيئة والانحراف، إذا أردنا أن نحارب بجدية العوامل التي تسبب أضرارا اجتماعية وقلعها من جذورها، ستكون الصلاة إحدى الوصفات الفعالة التي لها دور الوقاية وأيضا العلاج. الصلاة هي الركن الأساسي للدين، ويجب أن يكون لها أهم مكان في حياة الناس، فعندما يحافظ الناس على قلوبهم بذكر الله، فيمكنهم أن يقاتلوا الشر والفساد بكل مقوماتها، ويبقون أيدي الشياطين مقيدة ومنعهم من نشر شرهم بين الناس. لا يمكن أن يتحقق هذا الذكر والحضور الدائم إلا ببركة الصلاة.
من بين مجموعة أدوية علاج الأمراض العقلية والجسدية والفردية والاجتماعية، تعتبر الصلاة أحد العناصر الأساسية للوقاية والعلاج، والقيام بجميع الالتزامات والتخلي عن جميع المحرمات تشكل مجموعة الأدوية التي وصفها رب الكون لزيادة الصحة الاجتماعية وإصلاح شؤون الدنيا والآخرة. هناك بعض العناصر الأساسية في هذه المجموعة تعتبر مفاتيح التوفيق لكن الصلاة هي أهم هذه العناصر...
بحسب تعبير الإمام الخميني (رحمة الله عليه) "الصلاة مصنع يصنع الإنسان"، فالصلاة بخشوع تطرد الفحشاء والمنكر من الأمة. فمنذ بداية حياتها، عانت المجتمعات البشرية ولا تزال تعاني الكثير من الضياع بسبب الأضرار الاجتماعية. إن العبادة والأهم منها الصلاة لها فعالية وكفاءة عالية لتقليل الأضرار الاجتماعية.
الواح طينية، الأضرار الأجتماعية ، د.مسعود ناجي إدريس
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha