المقالات

ترفقوا قليلا بإبن ملجم..!


باقر الجبوري ||

 

فللأمانة !!

أبن ملجم لم يكن الاعب الاساسي في مؤامرة اغتيال الامام علي ابن طالب ( عليه السلام )!!!

لاتتعجب !

فالقاتل الاساسي وبالدرجة الاولى كان هو غياب البصيرة فيمن حول الامام ( عليه السلام ) والذين قال فيهم هو بلسانه ( قد ملأتم قلبي قيحا ) وقال فيهم ( تفرقكم عن الحق واجتماعهم على الباطل .. المعنى )

المجتمع الذي حوله لم يكن يفرق بين الامام علي ( عليه السلام ) المُنصّب من الله كما في آية التصدق بالخاتم وآية التبليغ وحادثة الغدير والمذكور بعشرات الايات القرآنية والاحاديث النبوية والذي خلفه الرسول صل الله عليه واله في احدى معاركة في المدينة وقال له ( الاترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي من بعدي ) والذي نزلت فيه آية المباهلة باعتباره كنفس رسول الله ( صل الله عليه واله ) وغيرها من الايات التي تصرح بعلوا شأنه ومنزلته عند الله وعند رسوله الكريم ( صل الله عليه واله )!

ومع كل ذلك فالامة في زمانه قد أختلفت موازينها لدرجة انها لم تعد تفرق بين منزلته وبين منزلة معاوية شارب الخمر وقاتل الصاحابة !!

علي أبن ابي طالب ( عليه السلام ) هو بلسانه يقول كما في الرواية ( انزلني الدهر ثم انزلني ثم انزلني حتى قيل علي ومعاوية ) !

ساعد الله قلبك ياسيدي ويامولاي على هذه المصيبة !

يعني المفروض ان نحاسب أولاً المجتمع الذي كان يدعي الانتماء لخط الامام علي (عليه السلام)!!

هل لديك معلومة عن الاعداد التي  كانت تصلي خلفه باعتبار ان ( الصلاة خلف عليٍ اتم ) حسب رواية احد المحسوبين على مسمى الصحابة .. حدث فلا حرج !!

نعود لنكمل الحديث فنقول !!

وأما القاتل الاساسي الذي ياتي بالدرجة الثانية فهوا الاعلام الاموي المنحرف والذي صور للناس ان الامام علي ( عليه السلام ) لايصلي أصلاً ولايصوم وانه ليس حتى من المسلمين وكلامي عن الولايات التي كان معاوية يحكم فيها حتى أوصلهم لتقبل شتم الامام لاكثر من سبعون عاما من على منابر الصلاة !

وهذا الاعلام لعب دورا مميزاً في تشويش ( الصورة ) امام المتلقي لتكون عملية الاغتيال وما يسبقها ومايتبعها ليست بذلك التأثير في المجتمع الاسلامي !!

فاحدهم وبعد الحادثة يأتي ليثني على ( ابن ملجم ) ويصور ( ضربته ) على انها تقربه من الله!

وأما الاخر فيتسائل ( وهل كان علي يصلي )!!

نعم تلك هي احوال ذلك الزمان !

واقول ان حقيقة عميلة الاغتيال في ذلك اليوم الاسود لم تكن تستهدف الا ذلك الجسد ( المادي ) للامام ( عليه السلام ).

الجسد الذي اعياه التغب من كثرة الجراح وغدر الغادرين وغياب الاصحاب والاحباب والشوق للتخلص من سجن الدنيا والسفر الى جنة الاخرة !

وأما الاغتيال ( المعنوي ) الذي أشرنا اليه في بداية الحديث فقد سبقه بسنوات طويلة كان ختامها تلك الطعنة الغادرة ليكتمل المسلسل بعده بسم الحسن وذبح الحسين عليهما السلام مروراً بكل أئمة اهل البيت عليهم السلام وحتى اخر الزمان !!

وهنا نتسائل !!!

اليست عملية التسقيط التي استخدمت ضد الامام امير المؤمنين ( عليه السلام ) هي نفسها التي تستخدم اليوم ضد رموزنا وقادتنا من المراجع والمجتهدين والاعلام والقادة وحتى الشخصيات المحتمعية من شيوخ العشائر والادباء والكتاب والسياسين وغيرهم بل هي ضد كل من تجد له تأثيرا ( دينيا او عرفيا او اخلاقيا ) في المجتمع حتى طالت تلك الحرب كل ما ينطبق عليه مصادق لكلمة ( مقدس ) لدينا اليوم !!

ولعل حالنا اليوم هو أصعب من حال وزمان الامام علي ( عليه السلام ) بتطور الادوات الاعلامية وبدخول التكنولجيا الرقمية فيها !

وحيث نرى فيها بكل وضوح إجتماع وإجماع كل الاعداء من الغرب والعرب والوهابية والبعثية وحتى الشيعية المنحرفين وتوجههم بإتجاه هدف واحد هو تظليل وتجهيل المجتمع للنيل من الاسلام والقيادة الاسلامية الحقة وتدمير المجتمع !

اقول ( بالنسبة لنا كمجتمع ) في كلا الزمانين كنا ولازلنا نواجه نفس العدو ونفس التحديات !

ولكن هل عرفنا من هو العدو لنعاديه !

وهل عرفنا من هو الصديق لنصاحبه !!

وهل حددنا الهدف الذي نسعى للوصول اليه !

وهل عرفنا مع أي طرف نقف نحن الان !

بمعنى .. هل نحن مع الامام علي ( ع ) !

أم نحن مع معاوية !!!!

ولاتقل لي اننا نصوم ونصلي ونزور مراقد اهل البيت عليهم السلام ونواليهم ولعلي اذكر هنا ابسط مثال للانحراف حتى لمن كان في مقدمة المسيرة وهو ( الشمر ) الذي ذبح الامام الحسين ( عليه السلام ) والذي كاد في لحظة ما ان يكون من شهداء جيش الامام ( عليه السلام ) في احدى معاركه !

لكن شاء الله ان تكون خاتمته الى النار !

يعني .. لاتفرك صلاتك ولاصومك ولاتسبيحاتك او مسبحتك !

حبيبي .. راجع نفسك !

تحياتي ..

 

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك