د.مسعود ناجي إدريس ||
اليوم أهمية العالم المجازي وتوسعه في الأبعاد المختلفة للحياة البشرية لم يشمل الجميع لکن لا يمكن إنكار إحصائيات انتشار الإنترنت وعدد المستخدمين الذين يستخدمون هذه البيئة الحقيقية. إن مدى التأثير والفعالية في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية من ناحية، والسرعة المتزايدة للتقنيات الجديدة في عصر الاتصال، من ناحية أخرى، جعلت حكام المجتمعات ومفكريها ونخبها تتعامل مع هذه الظاهرة بطريقة علمية وذكية، وتسعى لإيجاد الحلول والتخطيط لتنفيذ التهديدات والفرص والأضرار التي تواجه المستخدمين بطريقة مدارة وتثقيف المجتمع عليها. مما لا شك فيه أن جهل مستخدمي الإنترنت وتدني مستوى وعي الناس في مواجهة المشاكل والتحديات العالم الرقمي سيسبب العديد من المشاكل. اليوم حتى المجتمعات الصناعية والمتطورة لم تأمن من أضرار العالم المجازي وكل يوم تشهد حوادث مختلفة وجرائم وهجمات سيبرانية مخربة وصلت إلى أقصى نقاط العالم.
بالنظر لأهمية العالم المجازي وشبكات التواصل الاجتماعي وميزان نفوذها وتاثيرهها على كل أفراد المجتمع يمكن الاستفادة منها من خلال وجود إمكانية نشر الحق بشكل سريع إلى العديد من الأفراد في العالم في مجال الدعاية للمفاهيم القيمة والتعليم، وخاصة المعرفة والبصيرة، يمكن استخدامها بطريقة مناسبة وسليمة، بحيث يتم من خلالها التركيز على الثقافة المستنيرة للصلاة والدعاية والترويج والتطوير وتعميق الثقافة المستنيرة وبناء الإنسان وبناء المدارس وبناء الهوية.
كما تعلمون، فإن أول ثمر للحكومة الصالحة هو الصلاة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإنتاج محتوى قيم وفعال يمكن للجميع استخدامه بأشكال مختلفة وجذابة، بعد إعداده وإنتاجه في سياق الشبكات الاجتماعية والعالم الافتراضي وتوزيعها ونشرها على المستخدمين نعرفهم على أهمية وضرورة وفلسفة هذه الفريضة الاستثنائية. بالتأكيد كثير من المهتمين بالصلاة وهذا النور وقرة عين نبي الرحمة ومعراج المؤمنين ومفتاح الجنة ينشطون في هذا الحضور ويمكنهم مساعدتنا في البحث في هذا الأمر والتعامل معه في إنتاج ونشر محتوى الصلاة في العالم الافتراضي والشبكات الاجتماعية .
من خلال دخول العالم الرقمي، يمكن للمستخدم ذات عقيدة والمؤمن أن يكون في مأمن من ضرر هذا العالم والاستفادة من الأمان الكامل وإفادة الآخرين من خلال إقامة صلاة حقيقية. الاهتمام بالصلاة أحد عوامل التي تتسبب بإفادة وزيادة الانتفاع في العالم السيبراني. أعظم الشخصيات قاموا بتوصية عامة الناس والمسؤولين بالصلاة (نعرفها ونٌعرفها) ويمكن أن يحدث ذلك من خلال العالم الافتراضي وبنية صادقة لنصرة دين الله، لأن الصلاة ركن من أركان هذا الدين وقد تم عدها كضابط حرب ناعم للتعامل مع أعداء دين الله بذكاء. اليوم، تسبب عدد من المدارس الإلحادية والمادية والمعادية للدين وتنوعها في العديد من الانحرافات، خاصة بالنسبة لجيلنا الشاب.
لذلك، فإن كل من لهم اهتمامات دينية وقلوبهم تنبض لشباب هذا البلد والذين يريدون تنشئة جيل تقوى وصالح مدعوين لمساعدتهم من خلال الاعتراف بواجبهم والقيام بذلك ولجعل العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي سليمة بنشر نور الصلاة لذا نحن أيضا علينا الاجتهاد والسعي للقيام بذلك.
إذا لم نتخذ الإجراء المناسب اليوم، فمن المؤكد سيفوت الأوان غدا. وكلنا مسئولون أمام الله صاحب الصلاة، وفي يوم القيامة يجب أن نجيب على أول سؤال يسألنا الله سبحانه. بعد أن أعطانا الله نعمة الحياة والإمكانات المختلفة والمعرفة الكافية، يجب أن يكون لدينا نية قريبة ونقية بالتخطيط لعمل عاجل لنشر وتعزيز الصلاة في العالم الافتراضي والشبكات الاجتماعية.
نرجو من الله أن يعيننا حتى يكون لنا ذخيرة نحفظها لآخرتنا، في الدنيا والآخرة نكون مع نبي الرحمة (ص) وآله الطاهرين (ع) مرفوعين الرأس مبيضة وجوهنا إن شاء الله.
https://telegram.me/buratha