المقالات

رسالة طالب نجاة..!


عبدالملك سام ||

 

🔘 أبي العزيز.. لو سألت عن أحوالي في الغربة، فأنا على ما يرام والحمد لله، ولكن لو أردت أن تقترب أكثر فستعرف أنني أواجه حربا مع نفسي؛ فكأن داخلي شخصان يختصمان، فهناك جزء مني يقول لي أن أستسلم للهدوء والدعة، وأن أعيش كمعظم الناس نعمة الجهل، وأن أجنح للراحة والتلذذ بالمأكل والنوم، ولكنني هنا - ولا تلمني - لم أجد راحتي!

أما الشخص الثاني الذي وجدت فيه نفسي، فهو شخص لا يستطيع إلا أن يهتم بكل ما يجري حولي، وإنني كلما قرأت أكثر كلما وجدت أنني أحمل هموما أكثر، وكأن كل حرف قرأته يزيد من عبئي ومسؤوليتي، وبعد سنوات من دراستي في الغربة وجدت نفسي لم أبرح مكاني بينكم، ورأيت أنني لم أبتعد عن أرضي وناسي، بل على العكس، فأنا أقتربت أكثر كلما قرأت أكثر!

الأيام تمضي، وأنا لا أكترث لعمري الذي يتسرب مني، ولكني بت أخشى أن يمضي العمر دون أن أستطيع أن أحقق شيئا يكتب لي في اليوم الذي ألقى الله فيه، وإني لأدعو الله أن يرضى عني ويستعملني فيما يرضيه، وألا يسمح لي بأن أضيع دربي، وألا يكتبني مع الغافلين.

يا سيدي لقد علمتني أنا وإخوتي أن نهتم، ولعمري أنك قد صنعت خيرا؛ فكلما رأيت أقراني في الدراسة يفرحون عندما تنتهي أيام الدراسة أشعر بالعجب منهم، فكيف لمن عرف الله وعرف طريقته أن ينام قرير العين بعدها؟!

العلم مسؤولية كما علمتني، وقد أدركت بعد مرور هذه السنوات أن أكثر الناس هماً هم العارفون، وأفضلهم هم الأنبياء الذين عملوا بما عرفوا، ويأتي من بعدهم السائرون على نهجهم بصدق، وعرفت أيضا لماذا يكون الشهداء أسعد الناس عندما يلقون بارئهم؛ فقد وصلوا.

بعد أيام ستبدأ الإجازة بعد أن أكملنا عام آخر في الدراسة وأجتزنا الإختبارات، ولقد أبليت حسنا في الدراسة، ولكني أجد أنه ما زال من المبكر أن أرتاح؛ فما يزال الإختبار الألهي مستمرا، ولعل أهم ما تعلمته هو أنني ما أزال أحمل هموم أمتي، وأنني لابد أن أجتهد وأعمل لأحقق شيئا في سبيل خلاصي وخلاص الناس، واني كلما أضطربت الأفكار في رأسي لا أجد راحتي وسعادتي سوى في كتاب الله الذي طالما أرشدني وهداني إلى الطريق الذي يجب علي السير فيه.

ختاما.. أطلب منك أن تدعو لي، وكما أوصيتني دوما فأنا أدعو الله بهذا الدعاء: "اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة"..

📝 لست صاحب الرسالة، وإن سمحت لنفسي بمحاولة تقمص مشاعر المقصود بها؛ فمن سمع ليس كمن رأى! من فهم الرسالة فقد بلغ، ومن لم يفهم فلا جناح عليه.. يكفي أننا تشاركنا تجربة إنسانية لعلها تنير جزءا صغيرا في حياتنا، خاصة ونحن نعيش عالم أكثر ما يواجهنا فيه هو محاولة نشر الظلام، وإبعادنا عن رسالتنا في الحياة.

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك