المقالات

رجل صنع أمة..!


محمد حسن الساعدي ||

 

سنتجاوز مرحلة الاستعداد والمقدمات التي تخللت قيام الثورة في إيران،لنثبت في هذه السطور، آلية تعاطي قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد الخميني(رض)،والتي تميزت بالدقة وقراءة الواقع عن قرب،فقد كان جهاد الإمام (قدس)نابعًا من شعوره وإحساسه بالمسؤوليّة الدينيّة والشرعيّة، لا لأجل الحصول على مكاسب دنيويّة ومادّيّة وسلطويّة، ولهذا كانت مسألة إنتهاء مرحلة التسلط وحصول النصر لا تبعث على الغرور، والهزيمة الظاهريّة لا تشكّل أيّ خطر على حركته المباركة، لأنّ هدفه أبعد من هذا المجال والمستوى.

من هنا تمثّلَت القيادة الحكيمة بشخص الإمام (قدس)، والتي جعلَت منه قائدًا شجاعاً قادراً على تحويل واقع شعب إلى واقع آخر،يختلف تماماً عما كان عليه ،حيث مضى بعزمٍ لا يلين،لأنّه كان مؤمن بقوة الجماهير وصبر شعبه ، وقدرته على تحقيق الانتصار الأكيد، كما انه كان يقدّس حركته واضِعًا المسؤوليّة الشرعيّة نصب عينَيه، ولهذا لم نرَهُ يومًا يستسلم لأعدائه، أو يسير إلى جانبهم مراعاةً لمصالحه،بالإضافة إلى أن الشعب كان معتقدًا بحركة الإمام (قدس)،ومتمسّكًا بها، ومطيعًا له، لاعتقادهم به في قدرته على تغيير واقعهم نحو الأفضل .

القارئ المنصف يجد إن الجمهورية الإسلامية تجربة رائدة ومهمة في الشرق الأوسط، فقد أستطاع الصورة وقائدها الراحل من صنع أمة مؤمنة بثورتها وتشعر بالانتماء لوطنها لذلك نجد ونلمس الولاء الطبيعي لهذا الوطن،لذلك نجد عند كل أزمة تمر بها إيران أن الشعب يضع بصمته عليها من خلال الوقوف مع حكومته، ويساندها في مواقفها الثابتة والوطنية،لذلك لم نجدها يوماً تتراجع أو تحال تضع رأسها في التراب،بل تقف صامدة،وهذا ما شهدناه جلياً في موقفها السياسي من الاتفاق النووي، ووقوفها أمام العالم والثبات على موقفها الذي استندت على موقف الشهب المساند، والذي جعل من الجمهورية الإسلامية في موقف القوة وليس الضعف.

اعتقد أن الشعب الحي يعيش حراً كريماً،ويبقى قوياً أمام كل التحديات التي تحاول النيل منه أو كسره، وهذا ما شهدناه ولمسناه في الشعب الإيراني الذي وبرغم التحديات والحصار القاسي،إلا انه أستطاع أن يقف موقف الصلب والمدافع عن متبنياته وأهدافه في العيش الكريم،ووقف موقف الصد من أي مؤامرة داخلية أو خارجه تريد النيل من وحدته،بل مستعد الدفاع في كل وقت وزمان عن الأهداف التي ضحى من أجلها قائدهم وزعيمهم ومرجعهم الراحل .

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 3448.28
يورو 1428.57
الجنيه المصري 42.41
تومان ايراني 0.03
دينار اردني 1851.85
دينار كويتي 4347.83
ليرة لبنانية 0.09
ريال عماني 3448.28
ريال قطري 359.71
ريال سعودي 348.43
ليرة سورية 0.52
دولار امريكي 1315.79
ريال يمني 5.24
التعليقات
مهند : كلام رائع ومقال شيق ...
الموضوع :
المكون السني ينتج قيادات بالتزوير..!
ضياء عبد الرضا طاهر : قد تكون هذه الاصوات بعودة النظام الصدامي جاءت من سلوى بنت حمد بنت جاسم او رجوه وحصه ...
الموضوع :
بالفيديو .... الى من ينادي لعودة البعث الصدامي الكافر ويقول انه افضل من الان اليكم هذه القصة الواقعية
req21tthg : البعثيون وابنائهم هم الدولة العميقة في كثير من مؤسسات الدولة ولهم اليد الطولى في كثير من ملفات ...
الموضوع :
السوداني: النظام البعثي ما يزال يهدد الدولة واصلاحاتها
ضياء عبد الرضا طاهر : بارك الله بك د اسماعيل النجار على هذا المقال شكرا لك ...
الموضوع :
الثوابت الإيرانية هي التي صَمَدَت والنفوذ الأميركي هو الذي تراجع
حا : بالنظر لوجود فساد وهدر للمال العام لابد أن تكون الموانيء من أكثرها فسادا لكن على اللجنة تقصي ...
الموضوع :
وزير النقل يُشكل لجنة تحقيقية للنظر بمخالفات مدير عام موانئ العراق
الانسان : بنت المقبور تريد ترجع للعراق ههههه خلوها ترجع حتى يستقبلوها اولاد الملحة ...
الموضوع :
بنت صدام الجرذ وداء العظمة..!
ثائر أبو رغيف : ألا يكفي دم شهداء الامة سليماني والمهندس جعل الله ارواحهما في اعلى عليين للتعجيل برقاب ال غريباوي ...
الموضوع :
بالوثائق .. صباح مشتت شقيق الكاظمي يشتري عقار بـ ٤.٥ مليون دولار في العطيفية!!
حيدر الجنابي : عين الصواب ...
الموضوع :
الحشد ولد عام 1991..!
رافد طلال عبد المرسومي : اذن مما فهمت هنا ان الشهيد كان يريد ان يعمل مثل هذا الاتفاق بين الحكومتين لكنه لم ...
الموضوع :
"ولا تبخسوا الناس اشياءهم"، سليماني ‏هو من اطلق الاتفاق السعودي/الايراني
محمد الخالدي : سلام عليكم يا اخي المفروض منكم في العراق ان تبينوا سند الرواية ومن هو ابي الجارود وكذا ...
الموضوع :
*( ارجع يابن فاطمة فلا حاجة لنا بك ).*
فيسبوك