المقالات

صفقة الطائرات الفرنسية والرد الأمريكي


ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

ينقل الصحفي المعروف حنا بطاطو ، أنه التقى الرئيس  العراقي السابق عبد الرحمان عارف ‏في العاصمة التركية أنقرة ، وأخبره أن الأمريكان هم اللذين أسقطوا حكومته . وذلك لانه رفض أن يمنح الشركات الأمريكية الاستثمار في الكبريت  العراقي ، رغم ان وزير الخارجية الأميركي الذي فتح موضوع الاستثمار  جاء بتوصية من الرئيس جمال عبد الناصر في محاولة من هذا الأخير  استحصال موقف أميركي مؤيد لمصر في الصراع العربي الاسرائيلي .

الأمر الآخر هو سعي العراق  للحصول على ‏ ‏52 طائرة ميراج فرنسية .

وهنا (مربض الفرس )

فهل يا ترى ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية للعراق  هذه المرة أن يتحرر من قبضتها الأمنية ، فيذهب إلى فرنسا لعقد صفقة الحصول على طائرات رافال ؟!

‏من خلال المعطيات على الأرض لا يبدو أن ذلك متاحاً او مسموح به  لأسباب عدة ، خاصة وأن الأمريكان والإسرائيليين ‏ ‏قد افشلوا هذه الصفقة من قبل في عام 2020.

فالحصول على هذه الطائرة القادرة على حمل صواريخ  (Meteor) خارج المدى المرئي (BVR) يعني أن العراق سيحصل على امكانيات هجومية فائقة تمكنه من الاشتباك مع طيف واسع  من الأهداف المسلحة  كالطائرات بدون طيار و صواريخ كروز وغيرها.

الأمر الذي من شأنه أن يمنح بغداد قدرات عسكرية مرنة ، وميزة تفوقية في المجال الجوي  على الصعيد الإقليمي.

فالسبب الذي يدفع بالعراق لاستيراد  طائرات (رافال ) المقاتلة هو صواريخها الجو -جو  بعيدة المدى،  بدلا من طائرات F-16 المجهزة بصواريخ جو-جو  قصيرة المدى فقط.

فضلا ‏عن أن واشنطن ترفض وبشكل مستمر  تزويد بغداد بالذخيرة اللازمة لتشغيل طائراتها من طراز F-16 بكامل طاقتها

فواشنطن تأبى ‏أن يمتلك العراق ميزة  ‏التفوق العسكري خاصة في المجال الجوي الذي تعمل على إبقائه حكراً على ربيبتها إسرائيل.

كما أن بإمكان هذه الصفقة أن تجعل من العراق عنصر استقطاب  اقتصادي مهم لفرنسا . خاصة وأن الحديث يجري عن دفع ثمن  هذه الطائرات المقاتلة بالنفط .

وهو أمر استفزازي آخر لواشنطن التي تركز على ضمان بقاء الاقتصاد العراقي وسياسته وأمنه رهينة ‏الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

فباريس الآن بحاجة ماسة لإيجاد بديل للطاقة الروسية وليس أفضل لها في هذا المضمار من  العراق .

وعلى ما يبدو أنها وخاصة مع تفاقم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية مصممة على تلبية مطالب المنطقة المتزايدة على صعيد المشاريع الاستثمارية وتجارة الأسلحة ، حتى لو أدى ذلك الى تغيير ميزان القوى الإقليمي.

فقد سبق لها وأن زودت ‏ مصر والامارات بما يقرب من  80 طائرة من طراز رافال

أما الطرف الآخر الذي سيسعى لتقويض هذه الصفقة  فهو (تركيا)

التي ستتعرقل عملياتها العسكرية شمال العراق. فضلا عن أنها ترى أن الطائرات العراقية المجهزة بصواريخ [رافالز ]وصواريخ [بي في آر  ]تمثل خطراً كبيراً على طائراتها المأهولة.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 3846.15
يورو 1587.3
الجنيه المصري 47.44
تومان ايراني 0.03
دينار اردني 2040.82
دينار كويتي 4761.9
ليرة لبنانية 0.1
ريال عماني 3846.15
ريال قطري 401.61
ريال سعودي 389.11
ليرة سورية 0.58
دولار امريكي 1470.59
ريال يمني 5.84
التعليقات
مهند : كلام رائع ومقال شيق ...
الموضوع :
المكون السني ينتج قيادات بالتزوير..!
ضياء عبد الرضا طاهر : قد تكون هذه الاصوات بعودة النظام الصدامي جاءت من سلوى بنت حمد بنت جاسم او رجوه وحصه ...
الموضوع :
بالفيديو .... الى من ينادي لعودة البعث الصدامي الكافر ويقول انه افضل من الان اليكم هذه القصة الواقعية
req21tthg : البعثيون وابنائهم هم الدولة العميقة في كثير من مؤسسات الدولة ولهم اليد الطولى في كثير من ملفات ...
الموضوع :
السوداني: النظام البعثي ما يزال يهدد الدولة واصلاحاتها
ضياء عبد الرضا طاهر : بارك الله بك د اسماعيل النجار على هذا المقال شكرا لك ...
الموضوع :
الثوابت الإيرانية هي التي صَمَدَت والنفوذ الأميركي هو الذي تراجع
حا : بالنظر لوجود فساد وهدر للمال العام لابد أن تكون الموانيء من أكثرها فسادا لكن على اللجنة تقصي ...
الموضوع :
وزير النقل يُشكل لجنة تحقيقية للنظر بمخالفات مدير عام موانئ العراق
الانسان : بنت المقبور تريد ترجع للعراق ههههه خلوها ترجع حتى يستقبلوها اولاد الملحة ...
الموضوع :
بنت صدام الجرذ وداء العظمة..!
ثائر أبو رغيف : ألا يكفي دم شهداء الامة سليماني والمهندس جعل الله ارواحهما في اعلى عليين للتعجيل برقاب ال غريباوي ...
الموضوع :
بالوثائق .. صباح مشتت شقيق الكاظمي يشتري عقار بـ ٤.٥ مليون دولار في العطيفية!!
حيدر الجنابي : عين الصواب ...
الموضوع :
الحشد ولد عام 1991..!
رافد طلال عبد المرسومي : اذن مما فهمت هنا ان الشهيد كان يريد ان يعمل مثل هذا الاتفاق بين الحكومتين لكنه لم ...
الموضوع :
"ولا تبخسوا الناس اشياءهم"، سليماني ‏هو من اطلق الاتفاق السعودي/الايراني
محمد الخالدي : سلام عليكم يا اخي المفروض منكم في العراق ان تبينوا سند الرواية ومن هو ابي الجارود وكذا ...
الموضوع :
*( ارجع يابن فاطمة فلا حاجة لنا بك ).*
فيسبوك