المقالات

لبَّينا فانتصرنا، فلا نتمرَّد فنتقهقر..!


إيمان عبد الرحمن الدشتي ||

 

حكيم الأمة حياة لها تسعد بطاعته وتشقى بمخالفته!

تحقق النصر العراقي يوم العاشر من كانون الاول من عام ٢٠١٧م على الظلاميين صنيعة الإستكبار العالمي، ببضع كلمات نطقها ثغر حكيم العراق ذاك الذي يعلم متى ينطق ومتى يصمت! فكان لنطقه صدى دوّى في بصيرة كل غيور من غيارى العراق وأهل النخوة من أبناء العقيدة، فتحزموا بحزام الإباء والعزة والكرامة وصانوا الأرض والعرض والمقدسات وحرروا الوطن من دنس الأعداء الذين ما تركوا خبثا ومنكرا إلا وفعلوه.

إنجلت غبرة المعارك وسجلات الخلود ملأى بأسماء الرجال الأشاوس، منهم من حلقت أرواحهم في العلياء حاملة صك الشهادة مهرا للحور العين، ومنهم شهداء أحياء تزينهم أوسمة جراحاتهم، وآخرين ما زالوا يعانقون السواتر ليؤمّنوا الثغور.

كل منصف حينها أدرك حكمة حكيمنا ورشد مرجعيتنا وعلم حوزتنا، وغيرة رجال عقيدتنا ومن استلهم الهمة منهم، فحكيمنا السيستاني (أطال الله بقاءه) داعم للعملية السياسية ومرشد لها في كل معظلة، وربما لو كان أفتى بالجهاد قبل ذلك لقيل أننا قادرون على حسم الأمر بأنفسنا وبحنكتنا وبجيشنا! وأننا حكومة وشعبا في صف واحد وقريبون من صناعة النصر! ودحر كل من تسول له نفسه المساس بأمننا، فلا داعٍ من تدخل المؤسسة الدينية! ولا حاجة لمحرِّرين بلباس طائفي! ثم إنه - مرجعنا المفدى - لم يتأخر عن موعد إعلان فتيا الجهاد الكفائي يوماً واحداً فيكون العراق بأكمله مأسورا للقوى الظلامية، لأن كل المتتبعين أكدوا أن الأراذل كانوا قد وصلوا إلى "أسوار بغداد" وجميعنا نعلم خطورة ذلك، فحكيمنا أدرى بمصلحة البلد وأعرف بما يترتب على المرجعية من دور.

تحررنا، وتنفسنا الصعداء، وتفاءل الشعب، وعادت الثقة بالمؤسسة العسكرية التي شرفها أبطال الحشد الشعبي، وراح العالم كل العالم يتحدث عن هذا الإنجاز العظيم في الوقت القياسي، إلا أن المستكبرين راحوا يعيدون حساباتهم ومخططاتهم بإعتداء من شكل آخر، حذَّرَنا منه حكيمنا وقال: (إن الحرب القادمة هي حرب فكرية) وهي حرب ناعمة إلا أنها أشد فتكا بالإنسان من الحرب الصلبة، فهي تضرب قيمه ومبادئه وعقيدته، وتجرده من إلتزامه الديني وطاعته واحترامه لرموزه وقادته وعلمائه.

تمكن الأعداء للأسف من تحقيق مآربهم، وسرى الإنحراف في فئات كثيرة من المجتمع! سياسيون راحوا يتهافتون على الغنائم ويقضمون البلد من كل صوب! ومجاميع من الشعب باتت تتعدى على رموزها وقادتها وتنكر فضل المضحين وصانعي النصر ولا تنصاع لصوت الحق، تريد الوطن وتستهدف مؤسسات الوطن! وتطالب بالحقوق وتتعدى على حقوق الآخرين! وتنشد الأمان وتبث الرعب! قد إشترى بصيرتهم العدو بثمن بخس! وغُيب عنهم أن الغاية المبتغاة تتحقق في وحدتنا وجمع شتاتنا وبالإستماع للناصح الأمين، وأن لا هدى إلا بالتمسك بالمرجعية الرشيدة الحكيمة.

الحكيم الذي أخرجنا من عنق الزجاجة ما زال بيننا (أمد الله في عمره) وهو الأب الرؤوف بأبنائه مهما عصوا وتجبروا وابتعدوا عن جادة الصواب، وتقديستنا له تقديس "للمرجعية الرشيدة" التي أودعها فينا إمام العصر والزمان أرواحنا فداه، وبرُّنا بها هو برٌّ بإمامنا الذي يتطلع الى بصائرنا، وطاعتها والتمسك بها نجاة لنا، لأنها الحصن الحصين في عتمة الليل واشتباك أسنة الضلال.

 

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك