المقالات

مجرد أزمة ثقة ..!

892 2022-12-07

حمزة مصطفى ||

 

لايخرج أكثر من 85 % من العراقيين الى الانتخابات كل أربع سنين بسبب أزمة الثقة بين المواطن والنظام السياسي. يخرج العراقيون منذ عام 2011 الى اليوم الى ساحات التظاهر مطالبين بالتعيين مرة وبالخدمات مرة وبتغيير النظام السياسي في كل المرات. لماذا؟ لأن هناك أزمة ثقة. لا المواطن يثق بالمسؤول والنظام ولا المسؤول الفرد أو المنظومة السياسية كلها تستطيع إقناع المواطن بأنها "على صح" وهو "على خطأ".

  تحاول أنت الوقوف بالوسط. من أنت؟ صانع الرأي أو الإعلامي أو الأكاديمي أو المحلل السياسي أو الخبير الإستراتيجي بشؤون حتى جماعات الخمير الحمر لكي تقول للمواطن أن "العافية درجات", وفي الوقت نفسه تقول للمسؤول أن عليك أنت وربعك عمل كذا وكيت لإقناع الناس لكي يخرجوا للإنتخابات  ولايخرجوا للتظاهرات الإ في عيد الحب إحتجاجا على نقص الورد الأحمر.

وتستمر الجنجلوتية, المواطن الذي تريد إقناعه بنظريتك العافيوية الدرجاتية يقدم لك لائحة إتهامات طويلة عريضة تخص عورات ومشاكل وإشكاليات النظام السياسي. وقبل أن تبدأ بتهيئة لائحة دفاعك من منطلق نظريتك العافيوية الدرجاتية يسدد لك ضربة قاضية عبارة عن سؤال "ماكتلي شنو رايك بسرقة القرن؟".

وفي محاولة منك لإستعادة توازنك من أجل الإستعداد لهجوم مقابل كأن تقول له لماذا لاتمارس حقك بالإنتخابات؟ لماذا تمنحونهم كل أربع سنين فرصة العودة ثانية الى المشهد بجمهورهم الذي لايتعدى الـ 15 الى الـ 20% ؟ اليس المفروض يخرج الـ 80 أو 85% مما يسمون الأغلبية الصامتة ويغيروا من خلال صناديق الإقتراع؟ هنا لايستجعل المواطن الهجوم عليك  بل  يبقى ينتظر لكي تنهي كل مافي جعبتك, إذا عندك جعبة. 

 وبينما بدأت تعتقد أنك رديت الصاع ولو ربع صاع حتى يستأنف  المواطن هجومه عليك من جديد لافتا نظرك ونظر جينين بلاسخارت الى أن القانون الذي تجرى الانتخابات بموجبه مازالت الطبقة السياسية تصممه على مرامها.

ليس هناك فرق بالنسبة لها إن كان القانون سانت ليغو معدل أو غيره أو قانون فردي والفوز بأعلى الأصوات. كما لايفرق لديها أن يكون العراق دائرة واحدة أو عدة دوائر. ففي الحالتين هي الرابحة و"مصوكرة" وضعها في المناطق بصرف النظر عن نوعية الدوائر الانتخابية.

قد يبدو هذا الكلام في مجمله صحيح ولكنه ليس حقيقيا بالكامل. فالمواطن وبسبب أزمة الثقة  بالنظام السياسي لايريد أن يصدق أي إجراء حتى لو بدا سليما ويمكن أن يكون بوابة للتغيير.

 فهذا المواطن وصل الى قناعة أن الطبقة السياسية الحالية التي تمكن شخص واحد إسمه "نور" من خداعها أو التخادع مع بعضها لكي "يلهف" مليارين ونصف المليار دولار في غضون سنة تقريبا لايمكن أن تكون موضع ثقة إذا أرادت تغيير قانون أو القيام بما يبدو عملا يمكن أن يؤدي الى تغيير جدي. ماهو الحل إذن؟ الحل في الإجراءات الصحيحة التي يمكن أن تقنع المواطن أن هناك تغييرا في كل المسارات وبخاصة إصلاح المنظومة السياسية بما يستجيب لرغبات  الناس بالتغيير.

ربما ينهض سؤال  هنا من يغير هذه المنظومة السياسية التي أدمنت السلطة ومنافعها؟ قد تبدو الإجابة صعبة على هذا السؤال من منطلق أزمة الثقة ذاته.

 أزمة الثقة تحتاج الى إجراءات ثقة بين النظام السياسي والمواطن. المصارحة والشفافية في عرض الحقائق أمام المواطن عبر الرأي العام من شأنه تضييق مساحة الإتهامات والشكوك فضلا عن إحراز تقدم في الإصلاح السياسي والإقتصادي والخدمي بما يؤسس لدولة يذوب فيها مصطلح الطبقة السياسية أو العملية السياسية. عشرون عاما تكفي لأن تذوب مفاهيم ومصطلحات المرحلة الإنتقالية. يكفي تجريب براس المواطن.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك