المقالات

لماذا "بعض" الكتاب العراقيين في المهجر شجعان؟!..!

2143 2022-11-05

قاسم العجرش ||

 

إستسهل كثيرون الكتابة، وبات كل من يمتلك كي بورد، أو بقية حبر في قلمه، يكتب بهدف أو بلا هدف..خطة الكتابة لدى هؤلاء، تنحصر في أن يفرغ ما في أمعائه الغليظة على الورقة، ولا تهمه الآثار المترتبة على هذا الإفراغ المقزز..

تقرأ المقال فتجده عبارة عن برميل شتائم؛ الكل حرامية، الكل فاسدون، الشعب قطيع خراف، الساسة عبارة عن بدلة تركية وربطة عنق وحذاء روغان، الصحافة قيء، الأحزاب جميعها لصوص، القوى المجاهدة ميليشيات مسلحة، دوائر ومؤسسات الدولة، حقول لابتزاز المواطن، الشعائر الدينية الحسينية لطم وتمن وقيمة، منذ تسعة عشر عاما لم يتم بناء طابوقة واحدة..الأكراد انفصاليون، السنة دواعش، الشيعة صكاكة..كل شيء سيِّىء بنظر هؤلاء ما عداهم!

هم يتحدثون دوما عن الوطن والمواطنة، وعن المواطن والوطنية، تسألهم ماذا يعني لكم الوطن، فيحيلونك إلى المعنى الجغرافي البسيط، وما زال الكويت في عقيدتهم جزءا من العراق، تحاورهم عن معنى الوطنية فيذكرونك بصدام وحروبه العبثية، تحدثهم عن معنى الولاء للوطن، فيجيبك أحدهم أن القانون فوق الجميع، قرأها بسيطرة عسكرية في أحد مداخل مدينته..القانون فوق الجميع والله ليس كذلك، فقد تصور أن الله يسكن في المسجد فقط، وليس فوق كل الخلائق..!

تتحاور معه عن معنى المواطنة، فيحدثك عن الخدمة العسكرية الإجبارية، وعن الموت في سبيل الوطن، لا يفهمك عندما تقول له إن المواطنة حق وواجب، والتزام متبادل، وأن نعيش في سبيل الوطن أفضل من أن نموت في سبيل الوطن..وأن المواطنة تعني العدل والمساواة في خط الشروع، المواطنة عنده أن يبني غرفة إضافية على رصيف الشارع الذي أمام بيته، ويجادلك أن هذا حقه من النفط..!

إي وشكو بيهه..أحدهم بنى بيتا فوق خط الماء الرئيسي، وحدث كسر في الأنبوب، أضطرت أجهزة الدولة للحفر في إحدى غرف هذا البيت، وعندما انتهى العمال من عملهم، أشهر عليهم بندقية مطالبا إياهم بصب أرضية الغرفة..!

تبحث عن خلفيات هؤلاء الكتاب، تجدهم أناسا خاوين من مبادىء، لا يعرفون معنى القيم، كل خزينهم المعرفي هو قاموس نتن من الشتائم والسباب، يكتبون بحبر آسن..!

الكتابة والنشر مسؤولية، وهي عمل إبداعي يجب أن يكون راقيا برقي الهدف، الذي هو صناعة الوعي، وهي رؤية نجدها غائبة لدى جمهرة كبيرة من حملة الأقلام في بلادنا، الكتابة رؤية استراتيجية ينبغي أن تحقق الهدف.

غياب الرؤية التي تحدد هدف عملية النشر في بلادنا أصبح معضلة تضاف إلى كم المعضلات التي نعانيها، وغياب الاستراتيجية التي تحقق الهدف، تشكل عبئاً كبيراً على المجتمع.

قبل الكتابة على الكاتب أن يجيب عن سؤال: لماذا أكتب وأنشر ولمن وكيف؟ أي لابد من وجود أفكار تبذل للإحاطة بالموضوع المتناول، وهذه قضية مهمة في سياق صنعة الكتابة.

برميل الشتائم يكشف عن مستوى الكاتب الأخلاقي، وعن انحداره المجتمعي، وعن بيئته الحاضنة، وعن نوعية معتقده السياسي.

خلال الأزمات تكون الكتابات السلبية، سيوفا متعددة النصال، كل منها يصيب مقتلا، وإذا لم يفهم القلم مسؤوليته، يتحول إلى قاتل مع سبق الإصرار والترصد، ويستحق مثل هكذا قلم الإعدام رميا بأقلام الرصاص!

صحيح أن الكتابة تفرغ الشحنات السلبية، لكن يجب أن لا يكون إفراغها في رؤوسنا، وهي نوع من أنواع فوضى التفكير، لكن المتلقي ليس بحاجة لها، فالكتابة الإيجابية هي ما نحتاجها..

كلام قبل السلام: الكاتب الشَتَّام يحتاج إلى أن يعود إلى الصف الأول الابتدائي، في صفوف التربية الخاصة، ولا يمكن وضعه مع التلاميذ الأسوياء..عدد ليس قليل من الكتاب الذين يسكنون في المهجر الإختياري، خصوصا في الغرب وأمريكا من هذا النوع من الكتاب، هم شجعان فقط لأنهم ليسوا في العراق، هنا حيث يتعين عليك أن تسير حافيا في حقل من الأشواك دون أن توخزك شوكة..!

سلام…

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
باقر
2022-11-05
سعداء انك طيب وتكتب عم قاسم العجرش... افتقدناك... لم تنشر في هذا الموقع لفترة...
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك