المقالات

ما سر قوة السوداني ؟!


احمد خالد الكعبي ||

 

في اول أسبوع بدأت مافيات فساد كبيرة ومرعبة تتهاوى ، فهل من المعقول ان رئيس الوزراء امتلك القوة والسلطة والمعلومة خلال أسبوع ليتحرك ؟

لا اعتقد ذلك

واضح ان الرجل يعمل منذ فترة طويلة ويجمع الملفات بعقل رئيس وزراء قادم !

نحن امام أسئلة جوهرية :

هل يعقل ان الأمر محض محلي ؟ بمعنى

ان القوى الوطنية في العراق استطاعت فرض خيارها متمثلا بالسوداني كمنقذ للنظام والدولة كما حصل في روسيا في التسعينات

وان النظام السياسي أيقن انه يعيش اخر فرصة له للبقاء فقرر تخويل رجل محدد السلطة الكافية لتعديل المسار وإعادة ثقة الناس بالنظام من خلال اعادة سيناريو ( الإنقاذ الروسي ) الذي كتبت في قبل سنوات وتقول قصته : في اجتماع غير معلن والذي لم يسلط الضوء عليه والذي جمع - الزعامة الدينية - متمثلة بالبابا ألكسي رئيس الكنيسة الارثولوكسية في روسيا والعالم ' - والقوة العسكرية - متمثلة بكبار جنرالات الجيش الروسي الوريث الرئيسي للجيش الاحمر '  - ورأس المال - متمثل بكبار الصناعيين واصحاب رؤوس الاموال الروس .

نتج عن هذا الاجتماع رؤية تقول بأن روسيا لن تستعيد عافيتها وهيبتها الداخلية والعالمية الا بوجود رجل وطني قوي موثوق به تدعمه هذه القوى الثلاث بأخلاص ..

بعدها بدأ البحث عن هذا الرجل وتم اختيار بوتين لهذه المهمة.

وباقي الحكاية معروف لكل المتابعين للشأن الروسي وممكن تنقيطه بالتالي :

- بناء مكتب خاص برأس السلطة مخلص وامين ومهني جدا .

- بناء حكومة وطنية قوية.

- اعادة بناء الجيش واجهزة الامن.

- القضاء على رأس المال الطفيلي والقضاء على رأس المال ذا الارتباط الخارجي بصيغ تأمرية.

- وسط كل هذا وفي كل تفاصيله تم اعادة الروح لمفهوم الزعامة الوطنية ' وتم اعادة الاعتبار للمجرم ستالين كزعيم قومي  تتجسد زعامته التأريخية في بوتين .

لاحقا تم الاتي :

- سحق التمرد الشيشاني تماما .

- اعادة صيغة تحاكي من بعيد النموذج السوفيتي دون اعادة الحياة اليه , عبر تشكيل اتحاد اقتصادي وسياسي بين دول الاتحاد السوفيتي السابق , وذلك يعني اعادة تثبيت دعائم الامن القومي الروسي .

- اسقاط المؤامرات الغربية في ابخازيا وغيرها .

- اسقاط لمؤامرة الضخمة التي كان من شأنها خنق روسيا تماما وذلك عبر محاولة امريكا مد انبوب لتصدير الغاز المكتشف في اسيا الوسطى الى اوربا وبذلك تفقد روسيا اهم اوراقها للعب دور عالمي من جديد .

- تحالف قوي مع الصين .

- تحالف قوي مع الجمهورية الاسلامية في ايران .

اخيرا وليس اخرا :

- الاعلان عن عودة روسيا كلاعب عالمي عبر التدخل في سوريا .

****

ام ان الأمر لا يحتمل هذه الطروحات " الرومانسية "

وان ما جرى ما هو الا عودة للتوافق الضمني بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الذي استمر منذ اسقاط النظام العفلقي الى لحظة تولي الدكتور حيدر العبادي السلطة خلفاً للمالكي فاعتبر ذلك كسراً أمريكيا لقاعدة التوافق مع ايران لتسيير شؤون الحكم في العراق والحفاظ عليه من الغول السني المحيط به اقليميا مما استدعى رداً إيرانياً تمثل في صعود الدكتور عادل عبد المهدي الى السلطة بديلا للعبادي مما استلزم رداً أمريكياً تمثل في اثارة احداث تشرين فيتم اسقاط عبد المهدي وفرض الكاظمي بديلاً له ؟!

هل اقتنعت امريكا أخيراً بعدم جدوى كسر قاعدة التوافق بينها وبين ايران في العراق وبضرورة ابعاده عن باقي الملفات مما نتج عنه صعود نجم السوداني ممثلاً لعودة التوافق الامريكي الإيراني والذي لن يستقر العراق بدونه ؟

****

ام ان الأمر لا يعدو كونه انتصاراً جديداً لمحور المقاومة على المحور الامريكي في العراق بمصداق

اجتثاث رجال امريكا من مراكز السلطة في الحكومة والأجهزة الأمنية الحساسة والمنظومة الاعلامية ؟

وأننا نشهد رداً مقاوماتياً جديداً على رد امريكا التشريني ؟

لعل امريكا اضطرت بسبب ( موضوع الطاقة الناتج عن الحرب الاوكرانية ) الى الرضوخ مجدداً للتوافق وعدم الانفراد بإدارة العراق .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك