المقالات

"جيلات" الوزير..!

1002 2022-11-02

 

 

حمزة مصطفى ||

 

العراقيون أكثر شعوب العالم جلدا للوزراء ولرؤساء الوزراء ومن هم بدرجتهم لكن في غيابهم. والعراقيون أكثر شعوب العالم حرارة في إستقبال الوزراء ورؤساء الوزراء ومن هم بدرجتهم لكن في حضورهم. إن غاب الوزير أو رئيس الوزراء أو الزعيم  أوتاج الرأس يشبع "مسبة" لسابع ظهر حتى لو كان أبو وعم وإبن عم الخياط اللي خيط بدلة عرس أبو زيد الهلالي. أما إذا حضر  رئيس الوزراء أو الوزير أو الزعيم أو تاج الرأس الى الديوان أو مجلس العزاء أو العرس أو أية مناسبة فإنه يحار على من يلتفت.

هذا يهوس بإسمه وإسم عائلته وعشيرته ومنطقته والحي الذي يسكنه (قبل ماينتقل للخضراء طبعا) وأين كان يدرس ومن هو معلم رياضياته في الأول إبتدائي وأول عشرة من عشرة حصل عليها في درس القراءة الخلدونية (بالمناسبة بعدها لو راحت عهدي بيها قبل 60 سنة) بحيث يناله المدح والتمديح والجلخ والتجليخ. وبين  هذا وذاك وبينما هو حائر مع من يلتقط سيلفي تنهال عليه العرائض والطلبات وكلها تبدأ بالتبجيل والتعظيم والتقدير له ولسابع ظهر من عشيرته بمن في ذلك إمتداداتها في الوطن العربي. وفي هذه الأثناء حيث يواجه كل هذا السيل من التقدير والتبجيل من الحاضرين فإن "الطليان" المكبوشة فداء له ترفس "كدامه".

لا أعتقد أني تجنيت على أحد لا على الرئيس أو الوزير أو تاج الرأس ولا على الشعب الجالد للمسؤولين في غيابهم الـ "ذاب لحم" في حضورهم. كما أن الراحل علي الوردي لم يتجن هو الآخر على أحد, فقد شخص واقعا ننفرد به نحن العراقيين (خاف أحد يكلي نحن العراقيون ..

لا اخوان خصوصا جماعة الفيس بوك هي العراقيين لأنها تنصب على الإختصاص).

رب سائل يسال ما مناسبة هذه الجنجلوتية؟  ولماذا هذا العنوان الصادم "جيلات" الوزير؟ المناسبة هي مارافق تشكيل الحكومة الحالية من مظاهر عدها البعض (والمفردة ملتقطة من قاموس الدكتور حيدر العبادي) ظواهر غير حضارية (على أساس إحنه بالسويد), بينما عدها البعض الآخر ومنهم "الزعيم" أبو مازن في لقاء متلفز له مع الزميل مقداد الحميدان على قناة "الرشيد" بأنها "جزء من تقاليد أهلنا".

أنا شخصيا أتفق مع الزعيم ابي مازن. فمن هذه الناحية لم يقل الرجل الإ الحق لاسيما حين أضاف لنا من الشعر بيت  بقوله " إحنه على الربابة نضرب مشجب النوب صار عدنه وزير". أنا لست بصدد الدفاع عن هذه الظاهرة أو شجبها. فالأمر هنا لايتصل بالدفاع عن "تقاليد أهلنا" أو شجب تصرف يمكن يزعج أهالي السويد أو فنلندا خصوصا لديهم رئيسة وزراء تطرب على "الجوبي" بنسخته الفنلندية, بينما هو عندنا لا يقدم لا ويؤخر. فنحن نرمي "الجيلات" في كثير من القضايا التافهة منها والهامة.

نرمي "جيلات" عندما نقوم بـ "الدكة العشائرية".  وسبق أن رمينا لمن لايزال يتذكر عندما فزنا بكأسس أمم آسيا ومن بعدها لم نرم ولله الحمد   أية "جيلات" يذهب ضحيتها الأطفال. فإننا بعد تلك الحادثة التاريخية لم نصعد الى أي نهائي ولم نفز بأية بطولة. المهم حافظنا على "جيلاتنا" في بنادقنا أو رميناها في مناسبات مختلفة مثل عندما "رجعت ليلى لعيالها" أو عندما صعد عندنا وزراء مؤخرا فضلا عن طبعا بل هذه أم الطبابيع في النزاعات العشائرية.

أعود لثنائية المدح والجلد التي تعكس نمط الشخصية العراقية الوردية (نسبة الى الراحل علي الوردي) وأعكس هذه الثنائية على تشكيل الحكومة التي تأخرت سنة كاملة بعد الانتخابات.

 وخلال هذه السنة ولكثرة ما أثخن مواطنونا في كل المحافظات طبقتنا السياسية بكل ما في قاموس الشتائم من مفردات بل وعبروا الى الطبقة السياسية في الصومال وفي بوركينا فاسو من منطلق أن هذه الطبقة برؤسائها ووزرائها وتيجان رؤوسها فاسدة مفسدة فإن السؤال غير الإشكالي هو لماذا إذن أطلق مواطنو بعض محافظاتنا "جيلات" لمناسبة إختيار وزراء من مناطقهم؟ لا أملك سوى جواب أبو مازن "تقاليد أهلنا".

وبهذه المناسبة السعيدة أقول لأهلنا في حال أخفق الوزير في أداء مهامه لاتشبعوه جلدا في مواقع التواصل الاجتماعي. أتدرون لماذا؟ لأن مكاتبهم الإعلامية تحتفظ بفديويات "جيلاتكم" وهي تشق عنان السماء والف رحمة على روح .. كوفي عنان.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك